رد مكتب رئيس الوزراء حيد العبادي على دعوة رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني لاعلان الدولة الكردية، وقوله ان وحدة العراق "ليست اجبارية".
وكان البارزاني قال خلال زيارته واشنطن الاربعاء الماضي ان "وحدة العراق اختيارية وليست اجبارية، وأن "كردستان المستقلة قادمة وهي عملية متواصلة، ولن تتوقف ولن تتراجع".
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء في حديث صحفي "كحكومة اتحادية رؤيتنا في هذا الصدد تعتمد الدستور كأساس في تنظيم العلاقة بين حكومة الاقليم ومع الحكومات المحلية في المحافظات، والدستور يؤشر بشكل واضح بان العراق بلد اتحادي فيدرالي ديمقراطي".
وأضاف "كما ان المادة الاولى من الدستور تؤشر بشكل واضح وصريح بان هذا الدستور ضامن لوحدة العراق ونحن نتعامل على هذا الاساس وفق الاعتبارات الدستورية في حل كل القضايا الخلافية بين السلطات الاتحادية او السلطات المحلية سواء أكانت في الاقليم او في المحافظات"، مشددا على "ضرورة واهمية هذا الجانب في ما اشار عليه الدستور".
وأكد الحديثي على ان "النقاط الخلافية التي يمكن ان تنشأ أو تطرأ يمكن حلها عبر الحوار والوسائل السياسية"، مستدركا بالقول "لكن وحدة العراق أمر دستوري لا يمكن التنازل فيه".
ولفت الى ان "بيان البيت الأبيض الذي صدر عقب زيارة رئيس اقليم كردستان الى واشنطن اكد على ان سياسة الولايات المتحدة ثابتة باتجاه الاتفاقية الموقعة مع العراق فيما يتعلق بضمان وحدة العراق وسيادته وان الحكومة الاتحادية هي القناة التي يمر عبرها الدعم العسكري الذي يمكن ان يقدم لحكومة الاقليم او الى اي طرف داخلي آخر في العراق".
وأوضح الحديثي ان هذا البيان "يتوافق مع الاتفاقيات السابقة الموقعة بين العراق والولايات المتحدة وهو مطابق للاعراف الدولية المعمول بها في هذا الشأن بخصوص بناء علاقات دولية".
وختم المتحدث باسم العبادي بالقول ان "الدستور العراقي كفل للحكومة الاتحادية وحدها صلاحية من اربع صلاحيات هي صلاحية الامن والدفاع وبالتالي فان ملف التسليح هو جزء أساسي من هذه الصلاحية ولا يمكن التنازع فيها بأي حال من الاحوال لانها امر سيادي وخاص بقرار من الحكومة الاتحادية".
وكان رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني قال أمس في ختام زيارته الى الولايات المتحدة ان "المعوقات التي كانت تواجهنا لتحقيق حلم الدولة الكردية، زالت في معظمها، ولم يتبق منها إلا القليل".
وأشار البارزاني في كلمته أمام الجالية الكردية في ولاية فيرجينيا الأمريكية أمس الى أن "الشعب الكردي اتخذ قراره، ولا يمكن لأية قوة ان تقف في وجه طموحاته"، مخاطباً الجالية بالقول "شجعوا أبناءكم على العلم، ليكونوا على استعداد لخدمة كردستان المستقلة في المستقبل القريب".
وأثارت دعوات البارزاني للاستقلال حفيظة قوى سياسية عراقية حيث أعلن رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم أمس في كلمة له رفضه لما وصفها بـ"مشاريع الانفصال القومية" مبينا ان "احلام استقلال أي مكون حق مشروع لكن ليس كل الاحلام واقعية وسنبقى نرفع راية وحدة العراق ووحدة مكوناته مهما ازداد التشكيك وانتشرت غيوم المشاريع الانفصالية".على حد وصفه.
فيما استبعدت جميلة العبيدي النائبة عن كتلة ائتلاف الوطنية التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي استقلال اقليم كردستان عن الدولة العراقية في الظروف الراهنة.
وقالت العبيدي في تصريح صحفي انه "من المستحيل استقلال كردستان حاليا وهذه الدعوات هي مناورة سياسية لتحقيق مكاسب واعلانها الآن لن تكون في مصلحة الاقليم".
https://telegram.me/buratha