أعلنت الحكومة المحلية في البصرة، الثلاثاء، توقيعها على مذكرة قبول هدية مقدمة من الشعب الياباني الى الشعب العراقي هي عبارة عن كاسحة آلية متطورة لاكتشاف وإزالة وتدمير الألغام، فيما أكدت إدارة المركز الاقليمي لشؤون الألغام في الجنوب أن الكاسحة سوف يتم تصنيعها خلال ستة أشهر وفق مواصفات خاصة.
وقال محافظ البصرة ماجد النصراوي خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه عقب التوقيع على المذكرة، إن "الحكومة المحلية تثمن للحكومة اليابانية مبادرتها التي من المؤمل أن تسهم في التقليل من مخاطر الألغام"، مبيناً أن "البصرة تحتوي على نحو 10 ملايين لغم أرضي تنتشر على مساحة تقدر بمليار و300 مليون متر مربع، وهي تشكل نحو 65% من اجمالي مساحة المحافظة"
من جانبه، قال مدير المركز الاقليمي لشؤون الألغام في الجنوب نبراس فاخر التميمي في حديث صحفي، إن "كاسحة الألغام التي قررت الحكومة تقديمها كهدية تتميز بكونها ذات تقنيات متطورة، وستتولى المنظمة العراقية لإزالة الألغام التابعة للقطاع الخاص استلامها لتستخدمها في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي الملوثة بالألغام والمقذوفات الحربية في المحافظة"، موضحاً أن "الكاسحة سوف تستلمها منظمة غير حكومية لان وزارة البيئة دورها رقابي ولا تضطلع بمهام تنفيذية تتعلق بإزالة الألغام".
ولفت التميمي الى أن "الكاسحة سوف يتم تصنيعها خصيصاً لمعالجة أنواع الألغام الأرضية والمقذوفات غير المنفلقة التي خلفتها الحروب في البصرة"، مضيفاً أن "فريقاً من الخبراء اليابانيين جاء الى المحافظة قبل أشهر وأجرى فحوصات للتربة وتعرف عن كثب على أنواع الألغام الأرضية الموجودة، وفي ضوء المعلومات التي حصل عليها الفريق تم تصميم الكاسحة التي من المقرر أن يستغرق تصنيعها ستة أشهر، وبعد ذلك تسلم الى المنظمة التي وقع عليها الاختيار".
وأشار مدير المركز التابع لوزارة البيئة الى أن "الكاسحة عبارة حفارة مدرعة كبيرة الحجم تتميز بالدقة والسرعة في اكتشاف الألغام واستخراجها أو تدميرها موقعياً، ولديها القدرة على تغطية ثمانية آلاف متر مربع في اليوم من الأراضي الملوثة بالألغام، ونتيجة للتعقيدات التكنلوجية في الكاسحة فقد تعهدت الحكومة اليابانية بتدريب عراقيين على استخدامها بعد الانتهاء من تصنيعها".
بدوره، قال مدير المنظمة العراقية لإزالة الألغام مزاحم جهاد في حديث صحفي إن "الكاسحة المهداة من اليابان تعد من أكثر معدات معالجة الألغام تطوراً في العالم، فهي تكتشف وتزيل وتدمر الألغام في آن واحد، والبصرة بحاجة الى امتلاك المزيد منها من أجل الإسراع بتنظيف أراضيها من الألغام"، معتبراً أن "المنظمة سوف تستخدم الكاسحة عند استلامها بعد ستة أشهر في تنظيف المناطق الملوثة الواقعة ضمن قضاء شط العرب، وخاصة المناطق الحدودية، كما نعتزم استخدامها في القاطع الصحراوي، وتحديداً في منطقة الرميلة".
يذكر أن البصرة تحتل المرتبة الأولى على مستوى العراق من حيث كثرة الألغام، ويعود تلوث الجانب الغربي من المحافظة الى حرب الخليج الثانية التي إندلعت في عام 1991، فيما خلفت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كميات هائلة من الألغام والمقذوفات غير المنفلقة التي يتركز وجودها في أقضية الفاو والقرنة وشط العرب، والأخير توجد فيه ناحية عتبة بن غزوان التي هجرها كافة سكانها ولم يعودوا حتى الآن نتيجة كثرة حقول الألغام فيها، أما الحرب الأخيرة التي جرت أحداثها في عام 2003 فإنها لم تخلف إلا القليل من الألغام الأرضية.
https://telegram.me/buratha