عزا قيادي في تنظيم (داعش) الارهابي ، اليوم الخميس، اختياره لـ"مسلك العنف" إلى الاستياء من الاحتلال الأميركي للعراق ومن الحكومة التي "همشت السنة"، وفي حين رفض "القسوة" بعمليات استهداف الشيعة والمسيحيين من قبل "الإرهابيين"، اعتبر أن تعاونه من الأجهزة الأمنية "انقذ عائلته".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الاسوشييتد بريس AP الأميركية، مع قيادي سابق في تنظيم (داعش) الارهابي كانت القوات الأمنية قد اعتقلته في الفلوجة عام 2013 قبل سقوطها تماماً بيد ذلك التنظيم، مبينة أنه "لم يبد ندماً على دوره في داعش، لكنه كان يرفض استهداف التنظيم القاسي للشيعة والمسيحيين" .
ووصفت الوكالة القيادي السابق في (داعش) المدعو أبو شاكر،(36 سنة)، من أهالي ديالى، بأنه "كان يتجول داخل غرفته في أحد سجون بغداد، من دون أن يرتدي بدلة السجن الصفراء، التي عادة ما يرتديها زملائه مع القيود في أيديهم، حيث ظهر وهو يرتدي ثيابا رياضية (تراكسوت) مع صندل حيث سلم على الحراس وعانقهم بطبع قبلة على خدودهم".
وقال الوكالة الأميركية، إن "أبو شاكر الذي التحق سابقا بتنظيم القاعدة كردة فعل منه على سوء معاملة السنة من قبل الحكومة السابقة، ومن ثم ترقى في تنظيم داعش حتى أصبح عند اعتقاله، مخبراً سرياً للقوات العراقية ضد التنظيم" .
وأضافت الاسوشييتد بريس، أن "الأجهزة الأمنية خيرت أبو شاكر عند اعتقاله، أواخر عام 2013، بمساعدتها ضد التنظيم المتطرف مقابل حصوله على امتيازات مريحة داخل السجن"، مبينة أن "أبو شاكر الذي يتمتع الآن بحرية نسبية داخل نطاق السجن المحصن في بغداد، يمكنه مداعبة أولاده الخمسة مع تمتعه بزيارات تحت إشراف أمني ومعاملة حسنة من الحراس" .
ونقلت الوكالة الأميركية، عن المسؤولين الامنيين قولهم، إن "أبو شاكر اعطاهم الارشادات لتعقب مخططات داعش وساعدهم في العثور على مسلحين مشتبه بهم واعتقالهم والتحقيق معهم"، مؤكدة أن "أبو شاكر ساعد الجيش في محافظة صلاح الدين لاسترجاع مناطق مهمة مؤخراً، بضمنها مدينة بيجي حيث حررت القوات الأمنية أكبر مصفى للنفط في العراق" .
وذكرت الوكالة، أن "أبو شاكر لم يبد أي ندم عن دوره في التنظيم ولم يشجب انشطته بشكل مباشر أو تحدث عن أي تحول فكري"، مستدركة "لكنه ذكر فقط أنه ضد عمليات استهداف الشيعة والمسيحيين بشكل قاسي، عاداً أنه لم يكن من المفترض أن يكون التعامل معهم بهذا الاسلوب".
وتابع أبو شاكر، بحسب الوكالة، أنه "لا يمكن ايقاف التصرفات التي يقوم بها تنظيم داعش، لكن بالإمكان تحجيمه"، مستطرداً أنه "تنظيم داعش ليس لديه ما يخسره ."
وقالت الوكالة، إن "أبو شاكر هو الاسم الوهمي للمعتقل، حيث أن تنظيم داعش قد اصدر الكثير من التهديدات بالقتل ضده"، وواصلت أن "أبو شاكر المتخرج من جامعة بغداد، الذي التحق بتنظيم القاعدة عام 2007، قد تدرج بمناصبه من مسلح مشاة اعتيادي في التنظيم منتقلا من محافظته الأم ديالى إلى بغداد ومن ثم صلاح الدين حيث استقر أخيراً في مدينة الفلوجة التي ألقي القبض عليه فيها".
وعزا أبو شاكر، اختياره لمسلك "الجهاد" إلى "استيائه من الاحتلال الأميركي للعراق ومن الحكومة التي عملت على تهميش السنة" .
وكان أبو شاكر، وفقاً للوكالة، قد "كلف بمهام في الفلوجة عام 2012، للاشراف على الجانب الأمني لعمليات القاعدة هناك، أي بمعنى آخر توفير الاوكار الامنة لهم وتحديد مسالك تحركاتهم بين سوريا والعراق"، مستدركة "لكن المسؤولين الامنيين يقولون إنه كان مسؤولاً أيضا عن الخسائر بين صفوف القوات العراقية من خلال أوامره للمسلحين".
واستطردت الوكالة، أن "الأجهزة الأمنية العراقية قد علمت بدور أبو شاكر الكبير في التنظيم وبدأت بالتحري عنه من خلال مخبرين حول مدينة الفلوجة"، ونقلت عن ضابط المخابرات، هيثم، قوله إن "فريقاً من المخابرات داوموا على مراقبة مستمرة لبيته في الفلوجة لمدة 11 يوماً مع أفراد عائلته عند خروجهم وعودتهم للبيت، حتى عمد إلى التسلل للبيت ليستمع إلى محادثات ابو شاكر".
وأضاف هيثم، "أخيرا تم القاء القبض على أبو شاكر في اواخر عام 2013، حيث عمد المسؤولين الامنيين للاستفادة منه إلى أبعد حد".
وأوضح ضابط المخابرات هيثم، أن "لدى كل شخص نقطة ضعف وإن نقطة ضعف أبو شاكر الكبرى هي عائلته"، مسترسلاً "عرفنا انه إذا اردنا ان نستدرجه للتعاون معنا فنحن بحاجة لأن نجلب عائلته أيضاً ."
من ناحية اخرى قال متحدث باسم الداخلية في حديث للوكالة الأميركية، إن "الحكم بحق أبو شاكر لم يصدر بعد عن تعاونه مع تنظيم داعش، وأن قضيته مستمرة" .
وقال أبو شاكر، كما أوردت الوكالة، إنه "يعتبر الحكومة هي الحامي لعائلته الآن" واستمر قائلاً قد "اقضي بقية عمري في السجن وأنا متأسف لذلك، لكنني اعتبر الان ان اعتقالي هو الذي انقذ عائلتي ."
https://telegram.me/buratha