نفى جهاز الأمن الوطني في محافظة الديوانية، اليوم الأربعاء، أن تكون شحنة الحنطة المسروقة التي تمت مصادرتها مسممة، وفيما اتهم مسؤولون في مجلس المحافظة مسؤولين كبار في وزارة التجارة بالتستر على عمليات التهريب من المخازن الحكومية، طالبوا رئيس الوزراء بفتح تحقيق شامل بهذا الملف ومحاسبة المتورطين فيه أياً كانت مناصبهم.
وقال مدير جهاز الأمن الوطني في الديوانية، العميد عماد الكناني، في حديث صحفي إن "العملية التي نفذها منتسبي جهاز الأمن الوطني في الديوانية، بناء على معلومات استخبارية موثقة، وردت من الجهاز المركزي للأمن الوطني في بغداد، ناتجة عن مراقبة ومتابعة السراق منذ مدة، أسفرت عن إلقاء القبض على 24 شاحنة محملة بالحنطة الاسترالية المستوردة في محافظتي واسط والديوانية قبل بيعها على التجار".
وأوضح الكناني أن "النتائج المختبرية أظهرت سلامة الحنطة من أي مواد سمية، وأنها صالحة للاستهلاك البشري، وكانت مهيأة لتخلط مع الحنطة المحلية لتوزع على المواطنين ضمن مفردات البطاقة التموينية، بخلاف ما أشيع يوم أمس على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها مسمومة ونقلت الى محافظاتنا لقتل المواطنين".
وتابع مدير جهاز الأمن الوطني، أن "أربعة وعشرين شاحنة قاطرة ومقطورة، تم تحميلها بأكياس الحنطة المسروقة، القي القبض على ثلاثة عشر منها في محافظة واسط بناء على معلومات المركز الاستخبارية، وأحد عشر أخرى تمت مصادرتها في الديوانية من قبل منتسبي جهاز الأمن الوطني في سيطرة (الدغارة سومر)، (تبعد 23 كم شمال شرقي مدينة الديوانية)، وتمت إحالتها مع سائقيها الى مركز مكافحة إجرام الديوانية لاستكمال التحقيقات معهم تمهيدا لإحالتهم الى المحاكم المختصة".
وشدد الكناني على ضرورة "ملاحقة مطلقي الشائعات ومروجيها ومحاسبتهم، لمحاولاتهم بث الرعب في نفوس المواطنين الآمنين وزعزعة ثقتهم بأداء أبنائهم في الأجهزة الأمنية الذين يسهرون على أمنهم وسلامتهم".
من جهتها قالت رئيس لجنة التجارة والصناعة في مجلس محافظة الديوانية، حكيمة الشبلي، في حديث صحفي إن "ظاهرة تهريب الحنطة الاسترالية المستوردة من مخازن وزارة التجارة، التي ليس لأحد إمكانية التعاقد لشرائها إلا عن طريق الدولة حصرا، ولا يسمح بتداولها في الأسواق المحلية، باتت تتكرر وتأتي من المناطق الساخنة لتباع على تجار المحافظات الوسطى والجنوبية".
وأضافت الشبلي أن "اعترافات سائقي الشاحنات وتأكيدهم لنقلها من عدة مواقع من مخازن التجارة في بغداد، وهي صالحة للاستهلاك البشري بحسب الفحوص المختبرية التي أجريت عليها"، مشيرةً إلى أن "تهريبها من المخازن الحكومية يدل على تورط مسؤولين وموظفين كبار في وزارة التجارة والمخازن المنتشرة بالمحافظات".
وتابعت رئيس لجنة التجارة والصناعة، أن "عملية تهريب الحنطة منظمة، اذ تهرّب من المخازن الحكومية، ويعاد تسويقها ثانية الى وزارة التجارة"، مبينة أن "العراق يستورد سنويا نحو مليون ونصف مليون طن، من الحنطة الاسترالية، وتصرف لها مليارات الدولارات، فالعملية خطيرة تهدف الى الإضرار بالمنتج الوطني، وهدر المال العام".
وأبدت الشبلي استغرابها من "علم وزارة التجارة بهذه العمليات المتكررة دون اتخاذها أي إجراءات أو تدابير للحد من عمليات سرقة المحاصيل المستوردة من مخازنها"، معربة عن أسفها "لعدم تحريك وزارة التجارة ساكنا أكثر من إجراء عمليات الفحص في مختبراتها التي يشار لها مع التبليغات القضائية ليس إلا، لتقتصر دورها وتضررها من عمليات السرقة المنظمة، دون تحريكها للشكوى ضد من يتم إلقاء القبض عليهم من اللصوص".
ودعت رئيس لجنة التجارة والصناعة، الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى "فتح تحقيق شامل لهذا الملف، ومحاسبة المتورطين فيه أي كانت مناصبهم للحد من هدر المال العام والتلاعب بمقدرات الشعب وقوت المواطنين".
بدوره أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الديوانية، خضير المياحي، في حديث صحفي أن "تنظيم داعش الارهابي بات يسعى لتمويل عملياته الإرهابية من خلال عمليات سرقة المحاصيل الإستراتيجية من مخازن وزارة التجارة، وبيعها في المحافظات الوسطى والجنوبية"، لافتاً إلى أن "للأجهزة الاستخبارية والمعلوماتية في المحافظة دور كبير ومميز في إحباط مخططات التنظيم وإفشالها".
واستدرك المياحي أن "التنظيم في عمليات السرقة، وجباية تنظيم داعش ضريبة المرور للشاحنات، وصمت المسؤولين في التجارة عن هذا الملف، يشير الى تورط موظفين في العملية، وعلى رئيس الوزراء الانتباه الى القضية وفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين للحد من عمليات هدر المال العام خاصة مع الاوضاع الامنية والاقتصادية العسيرة التي يمر بها البلد".
وكان ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، في مدينة الديوانية، تناقلوا معلومات تسميم الحنطة الاسترالية من قبل ارهابيي (داعش)، ونقلها وبيعها في المحافظات لقتل المواطنين من خلال مفردات البطاقة التموينية.
وكان جهاز الأمن الوطني في محافظة الديوانية، أعلن، أمس الأول الاثنين، إفشال عملية سرقة نحو ألف طن حنطة استرالية من مخازن وزارة التجارة بمناطق حزام بغداد، ومحاولة بيعها لتجار جنوب شرقي المحافظة، (180كم جنوب العاصمة بغداد)، واعتقال المتورطين.
https://telegram.me/buratha