تصد قوات الجيش والحشد الشعبي جنوبي بغداد، هجمات متكررة لارهابيي (داعش)، للسيطرة على جسر حيوي يربط بلدة صغيرة بالفلوجة، في خطوة يعتبرها خبراء بالشأن الأمني محاولة لفتح خط إمدادات جديد من القضاء الواقع شرقي الأنبار، عبر ناحية جرف الصخر، شمال غربي بابل، يتدفق من خلاله عناصر التنظيم والأسلحة إلى العاصمة.
في أثناء ذلك قال مسؤول محلي في حكومة بابل، إن "الجيش يستعد لهجوم كبير لإعادة السيطرة على ثلاث مناطق في جرف الصخر ما تزال خارج سيطرته"، فيما اشتكي مسؤول يشرف على الحشد الشعبي في الناحية، من "عدم تعاون القوات الأمنية مع السرايا الشعبية، التي يقول إنها "المقاتل الحقيقي، لكنها لا تملك السلاح اللازم".
من جهته حذر خبير في الشأن الأمني مما يحدث في حزام بغداد الجنوبي، كاشفاً عن وجود كثيف لارهابيي داعش بعد تقدمهم في منطقة "القرة غول"، جنوبي بغداد، وسيطرتهم على منطقة عرب جاسم والحركاوي.
وقال الخبير الأمني، هاشم الهاشمي، في ملاحظات كتبها على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إن "المسلحين يحاولون السيطرة على جسر الفاضلية، في ناحية اليوسفية، جنوبي بغداد، لفتح طريق من محاذاة نهر الفرات ووصله مع جرف الصخر، شمال غربي بابل"، مشيراً إلى أن "وراء هذا التحرك أهدافاً بعيدة، وأن القوات الأمنية تحتاج لليقظة التامة والتحرك قبل فوات الأوان".
إلى ذلك قال مهتمون بالشأن الأمني، إن "معركة داعش الحقيقية ستكون حول حزام بغداد، باعتباره آخر مناطق كان يتواجد فيه تنظيم القاعدة الارهابي قبل انهياره في 2007، مستغلين العلاقة السيئة بين السكان والقوات الأمنية، والشكوى المتكررة من التضييق عليهم بدعوى الإجراءات الأمنية، وشن حملات اعتقال جماعية".
بدوره قال مسؤول محلي في بغداد، إن "القوات الأمنية استطاعت مؤخراً، إعادة السيطرة على منطقة قره غول التابعة لناحية اليوسفية، من تنظيم داعش الارهابي مؤكداً أن "الارهابيين محاصرين في منطقة صغيرة بقره غول، بعد زيادة الهجمات العسكرية ضدهم".
وأوضح عضو مجلس محافظة بغداد، علي ثامر السرهيد، في حديث إلى صحيفة (المدى)، أن "المجلس تلقى معلومات عن محاولة المسلحين السيطرة على جسر الفاضلية، الذي يبعد عن قره غول 2 كم، والرابط بين اليوسفية وجرف الصخر، لكن الفرقة 17 من الجيش تسيطر على المنطقة تماماً"، لافتاً إلى أن "أكثر سكان قره غول، من العرب السنة، وعددهم أكثر من أربعة آلاف شخص، هربوا من المنطقة باتجاه العاصمة، ومن ضمنهم الصحوات التي خشيت انتقام المسلحين منهم لمشاركتهم في محاربة القاعدة عام 2007".
وتابع المسؤول المحلي، أن "المنطقة في قره غول زراعية وفيها بساتين كثيفة، مما يعوق جهود القضاء على الارهابيين، على الرغم من وجود غطاء وضربات جوية مستمرة على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية".
على صعيد متصل قال أحد القادة الميدانيين للحشد الشعبي، في مناطق شمالي بابل، إن "السرايا الشعبية والقوات الأمنية تسيطر على أربع من أصل سبع قرى في ناحية جرف الصخر، التابعة لقضاء المسيب، شمالي بابل، هي صنيديج، بهبهاني، الرويعية، وهور حسين"، مبيناً أن "قرى الفاضلية، عبد ويس، والحجير، ما تزال تحت سيطرة المسلحين".
وذكر القائد الميداني، حسن فدعم، في حديث إلى صحيفة (المدى)، أن "القطعات الشعبية عادت إلى زخمها العددي بعد أن رجعت القطعات المقاتلة في ناحية آمرلي، وستكون نهاية المسلحين في الجرف قريبة".
وعزا فدعم، وهو عضو مجلس بابل عن كتلة المواطن، سبب تأخر القوات الشعبية في حسم المعركة في تلك المناطق، إلى "عدم تعاون القوات الامنية"، عاداً أن "القوات الأمنية تكتفي بالجلوس في الثكنات برغم ما تمتلكه من سلاح، فيما يواجه الحشد الشعبي العدو بالميدان من دون أسلحة كافية".
وكشف القائد الميداني، الذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة الأمن في مجلس بابل، عن "تنفيذ سلاح الجو العراقي ضربات جوية بواسطة احداثيات يقدمها له الحشد الشعبي"، مشدداً على أن "الحشد الشعبي كان قادراً على حسم المعركة خلال شهرين فقط، لو كان هناك تعاوناً مع الجيش".
وتابع الفدعم، أن "المسلحين يحاولون ربط جرف الصخر واليوسفية عن طريق جسر الفاضلية، الذي اسقط من جهة الجرف"، مستطرداً أن "القوات الأمنية تتصدى جيداً لمحاولات المسلحين من جانب اليوسفية".
وفجر ارهابيو تنظيم (داعش)، في آب الماضي، بعجلة مفخخة جسر الفاضلية، الرابط بين عامرية الفلوجة وجرف الصخر واللطيفية، والواقع على نهر الفرات بناحية جرف الصخر (60 كم شمال بابل)".
بالمقابل قال رئيس مجلس قضاء المسيب، قاسم المعموري، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "الأوضاع الأمنية في جرف الصخر، تعود إلى طبيعتها تدريجياً في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية"، مشيراً إلى أن "المجلس يتلقى طلبات من السكان النازحين للعودة إلى منازلهم، لكنه يرفضها لأن الناحية ما تزال منطقة عسكرية".
وأوضح المعموري، الذي أكد تواجده على الدوام في خط المعارك الأمامية، أن "الجيش يستعد لمعركة حاسمة خلال الأيام المقبلة لتحرير الناحية بالكامل"، مستبعدا في الوقت نفسه، "قدرة الارهابيين السيطرة على جسر الفاضلية، بسبب وجود كثافة عسكرية، وعدم امتلاكه قوة دروع يمكن أن تستخدم في تلك المناطق الزراعية، إذ أنه يستخدم عمليات القنص والتفخيخ، وهو ما لا يمكن أن يؤثر في معركتهم للسيطرة على الجسر الحيوي حيث لا يمكنهم من تجاوز القوات الأمنية المرابطة في المكان".
https://telegram.me/buratha