لم تسكت عيناها عن البكاء منذ أن غادرها أبنها المتطوع حديثا في صفوف الجيش العراقي لمحاربة عناصر تنظيم (داعش) الارهابي ، في الأنبار، والتي تذكرت قبلتها الأخيرة على رأسه الذي عزا (داعش) الارهابي ، سبب عدم تسلميه لها بعد "حزه"، مع الجثة مقابل عشرة آلاف دولار عندما وقع أسيرا لديهم، إلى عدم استطاعته "تميز رأس أبنها عن رؤوس زملائه"، وفي حين نفت وزارة الداخلية "مساومة" المجاميع "الإرهابية" أسر الشهداء على جثث أبنائهم مقابل مبالغ مالية، عدتها "إشاعات لإثارة الرعب".
وتقول أم الجندي (م.ح)، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أبني أتصل بي قبل نحو أسبوع وأخبرنا بأنهم يقاتلون الآن في الفلوجة وأن المعركة شرسة هناك، وأن الكثير من زملاءه استشهدوا، ويأمل أن يعود في أقرب وقت لبيته لأنه اشتاق لأبنه المولود حديثا علي"، مبينة أن "هذه الكلمات هي الأخير التي سمعتها من ولدها".
وتضيف أم الجندي أن "شخص أدعى أنه أحد عناصر ما اسماه دولة الخلافة أتصل بي قبل أيام من هاتف ولدي أخبرني بأنهم أسروه، وقاموا بحجز رأسه، وطلب مني مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل تسليمهم جثته ولكن بلا رأس"، لافتة إلى أن "الإرهابيين أخبرونا بأنهم سيقومون بكيفية تسليم الجثة والأموال عن طريق وسيط يترك الجثة في مكان ما في الأنبار يحددونه بعد تسليم المبلغ المطلوب".
من جانبه يقول والد الجندي (م.ح)، في حديث إلى (المدى برس)، "أنه بعد التفاوض مع الإرهابيين وصلت إلى قناعة بأنهم غير صادقين في كلامهم، لأنهم لو صدقوا وسلمونا جثة ولدي، بالتأكيد ستكون مفخخة وسنعطي حينها ضحايا آخرين"، مؤكدا "رفضه التفاوض مع الإرهابيين بشرط تسليم الرأس مع الجثة لكنهم رفضوا، واخبروني بأنه ليس بمقدورهم تميز رأس ولدي (م.ح) عن رؤوس بقية زملاءه الذين حزو رؤوسهم هم أيضا بسبب تشويهها".
ويلفت والد الجندي إلى "انه أخبرهم بإبقاء جثة ولدي لديهم لأنني نذرته للمذهب والوطن"، موضحا أن "أخوته الذين ينتمون لجيش المهدي الجناح العسكري رفضوا حديثي مع الإرهابيين وأرادوا الذهاب إلى الأنبار لتحرير جثة أخيهم ولكنني منعتهم لكي لا يلجموا قلبي بفقدانهم بعد فقد أخيهم".
من جهته يقول أخ الجندي (م.ح) في حديث إلى (المدى برس)، إن "هناك ثلاث حالات مشابه لحالة أخي في منطقتهم بالنهروان حيث اتصل الإرهابيين بذوي الجنود الشهداء و طلبوا الأموال منهم مقابل تسليم جثة أبنائهم من غير رؤوس"، وأعرب عن "استعداده للذهاب إلى الانبار وجلب جثة أخيه لكن بكاء وتوسلات أبانا منعتنا وسلمنا أمرنا إلى أن أخانا هو شهيد المذهب".
بدوره يقول المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في حديث إلى (المدى برس)، أن "وجود شهداء وجرحى في صفوف القوات الأمنية، شيء لا ننكره، لكن أن يقوم الإرهابيين بالاتصال بأسر الشهداء أمر غير صحيح"، عادا "99 بالمائة من هذه المعلومات هي كاذبة وهي مجرد إشاعات الغاية منها إخافة المواطنين وإثارة الرعب".
ويؤكد معن أن "قيادة العمليات المشتركة ستخضع هذا الموضوع لتحقيق للتأكد من صحته، لأن الداخلية والجهات الأمنية لم تتلقى أي إخبارية او معلومات عن وجود مثل هذه القضايا لغاية الآن".
https://telegram.me/buratha