قلل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الأربعاء، من أهمية نشر 300 عنصر من القوات غير النظامية (مستشارين) لمساعدة العراق في حربه ضد المجاميع الارهابية ، وفي حين عد أن ذلك "لا يشكل" تدخلاً عسكرياً في العراق، أكد أن الرئيس أوباما لن يوجه أي ضربة عسكرية قبل اتفاق القادة العراقيين على تشكيل حكومة جديدة لئلا تكون "مضيعة للوقت".
وقال كيري، بحسب ما أوردت صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، اليوم، إن "المهمة الاستشارية لهذا الفريق مكرسة لتقديم الخطط والنصائح للقوات العراقية، والقيام ببعض مهمات التدريب والمساعدة"، مشيراً إلى أن "وجود هذه القوات بعيداً عن مفهوم التدخل طالما أنها لا تقوم بدور قتالي".
وأضاف الوزير، أن "الفريق الاستشاري الأميركي ليس معداً لمهمات قتالية"، مؤكداً بنحو حازم، على أن "الرئيس باراك أوباما لا ينوي مطلقاً، إعادة إرسال قوات أميركية مقاتلة للعراق مجدداً، مهما كانت الظروف هناك".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن، الخميس الماضي،(الـ19 من حزيران 2014 الحالي)، عن عزمه إرسال 300 مستشار عسكري إلى العراق لمساعدته في مواجهة ارهابيي (داعش) الذين سيطروا على عدة مناطق من البلاد.
ونقلت الغارديان، عن السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الادميرال جون كيربي، قوله، إن "90 عنصراً من تلك القوات، المؤلفة من أربع فرق، قد وصلوا بغداد أمس الثلاثاء، (الـ24 من حزيران 23014 الحالي)، للمباشرة بتأسيس مركز عمليات مشتركة مع الجيش العراقي"، مبيناً أنهم "سينضمون إلى ثلاثين مستشاراً موجوداً حالياً لمهمة مؤقتة من السفارة الأميركية بالعاصمة بغداد".
ونوهت الصحيفة البريطانية، إلى أن "كيري، لم يتطرق، خلال سلسلة المقابلات التي أجراها مع وسائل الإعلام، أمس الثلاثاء، لأي ضربات جوية وشيكة لفي العراق"، مؤكدة أن "تركيزه الأساس كان منصباً على حث الزعماء العراقيين لتشكيل حكومة تحظى بدعم كاف السنة والكرد، يكون بمقدورها أن تعالج اخفاقات تراجع قواتهم المسلحة أمام مسلحي تنظيم داعش".
لكنها أوردت أن "وزير الخارجية الأميركي، قال إن الضربات الجوية التي يرغب بها العراقيون لن تتحقق قبل أن تتولى الحكومة الجديدة السلطة".
ونقلت الغارديان، عن كيري، أنه ذكر خلال مقابلة مع قناة CBS الأميركية، أن "الرئيس أوباما إذا ما قرر توجيه ضربة هنا أو هناك، فلن يكون هناك دعم من حكومة عراقية"، وتابع "ليس هناك حكومة مشكلة بعد في العراق، وسيكون ذلك مضيعة للوقت، وليس ذلك مسلك لتحقيق النصر، لذلك فإن ما يستوجب فعله أولا هو التسريع بتشكيل حكومة في العراق".
وذكرت The Guardian، أن "البنتاغون كان حريصاً على وصف المعدات التي سيجلبها الفريق الاستشاري معه، إذ قال كيربي إنهم سيجهزون بالأسلحة مع امتلاكهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، لاسيما أن العراق قد منحهم الضمانات الدبلوماسية لحصانتهم القانونية من المحاكم المحلية العراقية التي مهدت الطريق لمجيئهم إلى بغداد".
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وصل، أمس الأول الاثنين،(الـ23 من حزيران 2014 الحالي)، إلى بغداد في زيارة غير معلنة، التقى خلالها بكبار القادة السياسيين، قبل أن يشد الرحال أمس الثلاثاء، صوب أربيل، للقاء رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وكبار القادة السياسيين في الإقليم.
https://telegram.me/buratha