دعا مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى اليوم السبت الولايات المتحدة الامريكية الى "الصمت او اتخاذ موقف الحياد" بشأن تصدير الاقليم للنفط بدون الاتفاق مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين ساكي قالت في تصريح لها ان "موقف واشنطن منذ وقت طويل هو عدم تأييد تصدير النفط من اقليم كردستان من دون استحصال موافقة الحكومة العراقية الاتحادية، "معربة عن" القلق ازاء التأثير المحتمل لاستمرار تصدير النفط بهذه الطريقة".
ونقل بيان لموقع الحزب الديمقراطي الكردستاني عن مصطفى القول [الذي يزور فرنسا حالياً برفقة رئيس الاقليم مسعود بارزاني ضمن جولة اوربية] في تعليقه حول موقف واشنطن "مع احترامنا للولايات المتحدة، لكن قرار الكرد بأيدي الكرد، ونأمل أن تتفهم امريكا المشاكل السياسية، وأن لا تضع نفسها وسط الصراع بين بغداد واربيل، وأن تتخذ موقف الحياد، وإذا التزمت جانب الصمت فإن ذلك افضل برأينا، لأن مانفعله هو في مصلحة كردستان وشعب كردستان، ونحن لن ننتظر لنعرف من الذي يبلغنا بأننا على صواب أو الذي يبلغنا بأننا على خطأ".
وعن اعلان الحكومة الاتحادية مقاضاتها اقليم كردستان وتركيا لتصديرها النفط وبيعه في الاسواق العالمية قال المسؤول في حكومة الاقليم أن "الكرد إما أن يكونوا شركاء حقيقيين ضمن العراق الفيدرالي الاتحادي وأن يتم التعامل معهم وفقا لمبادئ الدستور الدائم للبلاد، أو أنهم سيقررون بأنفسهم قراراتهم المتعلقة بمصلحة اقليم كردستان".
وأضاف مصطفى انه "وعلى الرغم من انه يعد شأنا داخليا، إلا أن الدول الاخرى لديها تفهما لسياسات اقليم كردستان، لأنهم يعلمون نحن لم نخرق الدستور والتزمنا به، كل أعمالنا دستورية وقانونية وفي مصلحة شعب كردستان وكنا نحمل هموم مصالح العراق، واستطعنا ان ننتهج سياسة ناجحة في الطاقة بينما فشلت بغداد في هذا المجال".
وأشار "ما عملناه في اقليم كردستان كان ضمن اطار مبادئ الدستور والقانون، ومنذ فترة يتم وضع العراقيل أمام ذلك، لكننا لن نستطيع الانتظار أكثر، فالعالم يفهم أن لاقليم كوردستان هذا الحق".
وأوضح أن "الدول الاوربية تنظر لاقليم كردستان على أنه ناجح في التعامل مع المسألة النفطية، وان اقليم كردستان الذي لم يستطع سابقا استخراج اي قطرة نفط أصبح بإمكانه اليوم انتاج النفط وتصديره للموانئ العالمية، وان يصبح مصدرا موثوقا للطاقة في العالم".
وأضاف "نحن نعمل في مجال الطاقة منذ سنوات، والعديد من الشركات درست الدستور العراقي وجلبت خبراء للتباحث حول هذا الموضوع، ثم توصلوا إلى قناعتهم الحالية بقانونية بيع الاقليم للنفط".
وبين مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان فلاح مصطفى أن "اقليم كردستان ملتزم بالدستور ويؤمن بأننا إما أن نكون شريكا حقيقيا في العراق أو لا نكون، لذا يتوجب على السلطات في بغداد أن تشعر بأن الكرد يجب أن يكونوا شريكا حقيقيا ضمن اطار الدستور وأن يُمنحوا حقوقهم، وإلا فإنه يجب قطع العلاقة بين بغداد واربيل".
وشدد مصطفى قائلا "إما أن نكون شركاء حقيقيين وأن يتم التعامل وفقا لمبادئ الدستور، أو نقرر بأنفسنا".
وحول تجاهل بغداد للقضايا الكردية الهامة، تساءل مصطفى قائلا "لماذا لا تجيبنا بغداد بخصوص تعويض المتضررين من القصف الكيمياوي لمدينة حلبجة؟، لماذا لا تجيبنا حول تدمير نحو 4500 قرية في اقليم كردستان؟، لماذا لا تجيبنا حول قتل 8 آلاف من البارزانيين وآلاف المؤنفلين في منطقة كرميان و12 ألف كردي فيلي؟، لماذا لا يحترمون القوانين والاعراف الدولية، ويقدمون شكوى؟".
وتابع قائلا "فلتحقق بغداد الامن والاستقرار، ولتوفر الكهرباء والخدمات للمواطنين، بعدها يمكنها التحجج ضد اقليم كردستان، في الحقيقة لقد مللنا من التصريحات التي يدلي بها المسؤولون في بغداد والتي لا معنى لها، لأنهم مخطئون إذا اعتقدوا أننا سنطأطئ الرأس أو نخضع لكل مايريدون".
وكانت حكومة كردستان قد أكدت أمس انباء بيعها حمولة من النفط الخام المستخرج من الاقليم عبر تركيا بشكل مستقل عن الحكومة الاتحادية في بغداد بكمية أكثر من مليون برميل عبر ميناء جيهان التركي باتجاه أوربا"مبينة ان"هذه الشحنة بداية لسلسلة من هذا النوع من المبيعات النفطية التي تصدر عبر خط الأنابيب المعد حديثاً في الإقليم لغرض التصدير".
يذكر ان حكومة اقليم كردستان قد بينت في اعلانها لتصدير النفط بمعزل عن بغداد "إيداع إيرادات صادراتها في حساب تحت سلطة حكومة إقليم كردستان في بنك [Halkbank] في تركيا، وسوف يعامل كجزء من إستحقاق ميزانية حكومة الإقليم في إطار توزيع وتقاسم إيرادات العراق والتوزيع على النحو المحدد بموجب الدستور العراقي لعام 2005"، مؤكدة "استمرارها بالتصدير بشكل مستقل عن بغداد".
وكان وزير الطاقة التركي تانر يلدز قد أعلن الخميس بدء تصدير أول شحنة من النفط الخام لاقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط الى الاسواق العالمية في الخارج"، مبينا ان "الشحنة الأولى من الخام المنقول عبر خط أنابيب وحجمها مليون برميل، يتم تحميلها في ميناء جيهان حيث جرى تخزين نحو 2.5 مليون برميل من نفط كردستان".
https://telegram.me/buratha