في ما افاض وزير الخارجية الايراني د. منوشهر متکي في الحديث عن الاتفاقيات الاقتصادية التي وصفها بالمهمة مجددا رغبة بلاده بمواصلة الحوار بشان الاوضاع في العراق فقد اکد نائب رئيس الوزراء د. برهم صالح ماتحدث به متکي بيد انه استدرك ان قضية العراق هي قضية أمنية وانه جاء الى طهران ليضع هذه القضية في صلب محادثاته مع المسؤولين في جمهورية ايران الاسلامية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجانبان في مقر وزارة الخارجية الايرانية بعد جولة من المباحثات عقدها الطرفان حال وصول الوفد العراقي مباشرة الى العاصمة الايرانية مساء يوم الاحد الماضي.وذکرت مصادر مطلعة لـ "الصباح" ان المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الايراني لا يعکس حقيقة ماجرى في أروقة المفاوضات موضحة ان المباحثات انصبت في جوهرها على الجانب الأمني وان العراق حدد مطالب واضحة وصريحة أمام الجانب الايراني تتعلق بضرورة المساعدة في امن واستقرار العراق وان لا يحول الاشقاء الايرانيون العراق الِِي ساحه لتصفية الحسابات مع جهات اخرى في اشارة الى الولايات المتحدة الاميرکية، ورأى متابعون ان نبرة التفاؤل التي بدت واضحة في حديث نائب رئيس الوزراء برهم صالح الى الصباح اختفت بعد الجوله الاولى من المباحثات بيد ان صالح اوضح ان المفاوضات ما زالت مستمرة وانه لازال يتوقع نتائج طيبة على الصعيد الامني توازي ما تحقق من نتائج مهمة في الجانب الاقتصادي. من جهته قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متکي ردا على سؤال لـ"الصباح" ان الطريق باتت سالكة للوصول الى اتفاقات في المسائل الأمنية من دون ان يفصح عن تفاصيل ذلك.
واوضح متکي لـ(الصباح) تأکيد استعداد ايران بان تعمل أي شيء يحقق للشعب العراقي الشقيق مصالحه وامنه واستقراره مشيرا الى أن ايران تدعم حکومة السيد المالکي، غير ان مراقبين لسير المفاوضات اشاروا الي صعوبة مهمة الوفد العراقي وان جولة المباحثات الاولى لم تصل الي النتائج التي يتوخاها الوفد العراقي مشيراً الى ان القادة العراقيين حددوا مطالب واضحة من الجانب الايراني لم تتحقق لغاية الان على ارض الواقع وذکر احد أعضاء الوفد العراقي لـ"الصباح" بانهم استمعوا کالعاده الى وعود في المساعدة على تحقيق الامن والاستقرار في العراق غير انهم حمّلوا الجانب الاميرکي مسؤولية تدهور الوضع في العراق من دون ان يخفوا رغبتهم في تحديد جدول لانسحاب القوات الاميرکية من العراق.
وبين عضو الوفد ان الجانب العراقي اوضح ان انسحاب القوات الاميرکية من العراق قرار عراقي مرهون باستقرار الوضع الامني في العراق والى جاهزية القوات الامنية بما يمکنها من ادارة الملف الامني دون الحاجة الى القوات متعددة الجنسية منوها بان الحکومة لن تتردد باتخاذ هذا القرار متى ما وجدت في ذلك مصلحة الشعب العراقي، مؤکدا ان العراق بحاجة ماسة الى مساعدة دول الجوار وبخاصة ايران لحل المشکلة العراقية. واكد نائب رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي ان العراق يسعى لاقامة علاقات ثنائية مشتركة تقوم على اساس المصالح المتبادلة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية . واضاف نحن نقول لجيراننا ان الفوضى في العراق اذا استمرت لا سمح الله سوف لن تبقى محصورة في العراق بل ستنتقل الى كل دول المنطقة. وقد اتفق الجانبان على انشاء مناطق التجارة الحرة المشتركة وكذلك التعاون في مجال نقل الطاقة وزيادة عدد الزائرين لتنشيط السياحة الدينية بين الجانبين وتنظيف شط العرب من الغوارق البحرية وفتحه امام الملاحة المشترکة اضافة الى فتح المعابر الحدودية.
من جانبه رحب وزير الخارجية الايراني بالوفد العراقي مشيرا الى ان ايران ستعمل ما في وسعها لتخفيف الام الشعب العراقي قائلا: نحن نعرف ان المشكلة الامنية هي من اهم واعقد المشاكل وبدورنا ندين كل العمليات الارهابية التي تطال ابناء الشعب العراقي. واضاف الوزير انه تم بحث العديد من القضايا المهمة منها موضوع الدبلوماسيين الايرانيين المحتجزين وكذلك تم الاتفاق على زيادة عدد المعابر الحدودية وسيتم فتح عدد منها قريبا ومنها معبر حاج عمران وتم تشكيل لجنة لحل المشاكل المتعلقة بشط العرب وكذلك الاتفاق على فتح خط الملاحة الجوي المباشر بين العراق وايران.
هذا وسوف تستمر الزيارة ليومين يلتقي فيها الوفد رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان ومستشار الامن القومي ووزير الداخلية ورئيس القوة القضائية وغيرهم من المسؤولين الايرانيين. وکان نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح قد وصل الى العاصمة الايرانية طهران في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى يضم السادة مستشار الامن القومي الدكتور موفق الربيعي والدكتور وحيد كريم وزير الكهرباء والدكتور عبد ذياب العجيلي وزير التعليم العالي والسيد شيروان الوائلي وزير الدولة لشؤون الامن الوطني ووزير النقل وكالة والدكتور نصير العاني رئيس ديوان الرئاسة والسادة وزيري الكهرباء والتخطيط في حكومة اقليم كوردستان ومحافظ النجف وعددا من السادة المسؤولين.
وعند وصول الوفد الى مطار مهراباد في طهران كان في استقباله السيد منوشهر متكي وزير الخارجية الايراني والسيد حسن كاظمي قمي سفير ايران لدى بغداد والسيد السفير العراقي في طهران وعدد من السادة المسؤولين واعضاء السلك الدبلوماسي.
https://telegram.me/buratha