تظاهر العشرات من أعضاء الأحزاب والحركات السياسية التي يتألف منها التيار الديمقراطي في البصرة، الجمعة، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية ومكافحة الفساد الإداري واصلاح الوضع السياسي عبر تشريع قانون للأحزاب واعادة تشكيل مفوضية الانتخابات واجراء انتخابات برلمانية مبكرة. و قال مسؤول الحزب الوطني الديمقراطي في البصرة طارق البريسم ، إن "التظاهرة تهدف إلى تقويم أداء الحكومة بعد أن تراجع كثيراً في ظل جمود العملية السياسية وتراجع الوضع الأمني واستمرار نقص الخدمات وتفاقم الفساد الإداري"، مضيفاً أن "التيار الديمقراطي يسعى لتنظيم المزيد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية لغرض الضغط على الحكومتين المركزية والمحلية والكتل السياسية في مجلس النواب".ولفت البريسم إلى أن "العملية السياسية لن تصحح ما لم يعاد بناؤها على أسس سيادة القانون والفصل بين السلطات والتعددية السياسية وليس المحاصصة الحزبية أو الطائفية"، مؤكد أن "المواطنين لم يعد بامكانهم احتمال المزيد من الفشل الحكومي بعد ثماني سنوات من سقوط نظام الحكم السابق".من جهته قال رئيس جمعية الاقتصاديين العراقيين في البصرة علي العضب إن "الصراع الدائر بين زعماء الكتل السياسية على المناصب العليا تسبب بانحراف العملية السياسية بعيداً عن مسارها المنشود"، مشيرا إلى أن "الخروج من الأزمة السياسية يستدعي حل مجلس النواب ومجالس المحافظات وإجراء انتخابات مبكرة".وأكد العضب في تصريح صحفي "، أن "التظاهرة التي شهدتها البصرة هي امتداد للتظاهرات التي نظمت اليوم في بغداد ومحافظات أخرى"، مشدداً على أن "القوى السياسية المهيمنة على العملية السياسية فشلت بتحقيق الحد الأدنى من برامجها الإنتخابية ووعودها الكثيرة". يشار الى أن المشاركين في التظاهرة احتشدوا بالقرب من موقع تمثال الشاعر بدر شاكر السياب الواقع في شارع كورنيش العشار المطل على شط العرب، ثم توجهوا إلى مقر الحكومة المحلية (ديوان المحافظة) وهم يحملون لافتات ويرددون هتافات منها "هذا الشباب العاطل صوج النظام الفاشل" و "الوطن كله خيرات وحصة شعبنا الآهات"، وبعد ان احتشادهم لأكثر من ساعة بالقرب من مقر الحكومة المحلية المطوق بالكتل الاسمنتية المرتفعة تفرقوا من تلقاء أنفسهم. و فرضت القوات الأمنية، منذ فجر اليوم، إجراءات مشددة في مركز المدينة تضمنت إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مقر الحكومة المحلية، وانتشار المئات من عناصرها في مناطق قريبة منه، كما لوحظ في موقع التظاهرة وجود عناصر من وحدة العمليات الخاصة (SAWT)، إضافة الى العشرات من عناصر قوات مكافحة الشغب، حيث أن عدد عناصر القوات الأمنية كان أكثر بكثير من عدد المتظاهرين الذي لايقل عددهم عن 180 مواطناً.ويتألف التيار الديمقراطي في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، من ستة أحزاب وحركات سياسية هي الحزب الشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية والحزب الوطني الديمقراطي والتجمع الشعبي الديمقراطي والحركة الوطنية لثوار الانتفاضة الشعبانية ومؤتمر حرية العراق، ولم يتمكن التيار ككيان سياسي من الفوز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على مستوى البصرة، كما لم تفلح مكوناته في السنوات الماضية بالحصول على مقاعد في مجلس المحافظة.وشهدت محافظات بغداد والفلوجة وكربلاء والديوانية وبابل والنجف وكركوك، صباح اليوم، تظاهرات سلمية احتجاجا على سوء الخدمات وللمطالبة بالقضاء على الفساد الإداري وهدر المال العام وإيقاف اعتداءات دول الجوار على العراق.يذكر أن منظمات مجتمع مدني وناشطون قد دعوا في الـ24 من آب الماضي، إلى تظاهرات حاشدة في ساحة التحرير وساحات المحافظات في التاسع من أيلول الحالي، لمطالبة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بتقديم استقالتها، والتي أكدت فيها أن التظاهرات تأتي بعد المهلة التي قدمت لحكومة المالكي للاستقالة والاعتذار عن قمع المتظاهرين، كما هددت بتحويل التظاهرات إلى اعتصام حتى إسقاط الحكومة في حال عدم تلبية مطالبها.
https://telegram.me/buratha

