أعلنت وزارة الموارد المائية، الاثنين، عن انحسار اللسان الملحي في شط العرب بعد إطلاقها كميات إضافية من المياه في نهر دجلة تصل إلى 100 متر مكعب في الثانية، وفي حين أكدت أن الاطلاقات أدت إلى زيادة التصاريف في موقع قلعة صالح وانخفاض نسبة تراكيز الأملاح المذابة في منطقة سيحان، طالبت محافظات بغداد وواسط وميسان بمراعاة إيصال كمية المياه المطلقة وعدم التجاوز على الحصص المائية المقررة لكل محافظة.
وقالت الوزارة في بيان صدر، اليوم، إن "اللسان الملحي في شط العرب بدا بالانحسار نتيجة زيادة التصاريف والاطلاقات المائية في نهر دجلة والتي تمت خلال الأيام الماضية من قبل المركز الوطني لإدارة الموارد المائية التابع للوزارة"، مبينة أن "زيادة الاطلاقات تمت بمعدل 100 متر مكعب في الثانية".
وأضافت الوزارة أن "زيادة الاطلاقات أدت إلى زيادة التصاريف في موقع قلعة صالح"، مشيرة إلى أنها "أدت أيضا إلى انخفاض نسبة تراكيز الأملاح المذابة في منطقة سيحان من 9000 جزء بالمليون إلى 5600 جزء بالمليون".
وطالبت وزارة الموارد المائية مجالس المحافظات في بغداد وواسط وميسان باـ"لتعاون ومراعاة إيصال كمية المياه المطلقة وعدم التجاوز على الحصص المائية المقررة لكل محافظة لضمان إيصال كمية المياه المطلقة إلى شط العرب وتلافي حدوث أضرار بيئية".
وكانت وزارة الموارد المائية أوعزت في 24 من شهر آب الحالي، لدوائرها بزيادة الاطلاقات المائية في نهر دجلة إلى 75 متر مكعب في الثانية لإيقاف تقدم اللسان الملحي داخل شط العرب.
وتعتبر مناطق الفاو وسيحان والسيبة من أكثر المناطق في جنوب العراق تضرراً من ظاهرة ملوحة المياه التي أسفرت في العام 2008 عن نزوح المئات من الأسر، عندما بلغت نسبة التراكيز الملحية في مياه شط العرب نحو 30 ألف جزء في المليون، الأمر الذي أدى حينها إلى انهيار الواقع الزراعي ونفوق أعداد كبيرة من الحيوانات الحقلية، بعد أن كان القضاء يعد من أفضل المناطق الزراعية في محافظة البصرة.
يشار إلى أن نسبة الملوحة في شط العرب ارتفعت بعد استمرار الجانب الإيراني بإغلاق نهر الكارون إضافة إلى تدني كميات المياه الواصلة إلى شط العرب من خلال نهري دجلة والفرات مما أدى إلى زيادة زحف اللسان الملحي، وهي ظاهرة طبيعية كانت نادرة الحدوث على مستوى المحافظة لكنها تكررت في السنوات الأخيرة.
وحذر المجلس البلدي في قضاء الفاو بمحافظة البصرة، في 14 آب 2011، من كارثة إنسانية في حال عدم الإسراع بمعالجة أزمة ملوحة المياه، وفي حين باشر الجيش العراقي بنقل كميات من المياه للتخفيف من معاناة السكان، عزت الحكومة المحلية الأزمة إلى قلة الواردات المائية العذبة التي تغذي شط العرب.
ويبلغ عدد روافد نهر دجلة التي تنبع من إيران سواء الموسمية منها أو الدائمة 30 رافدا، قامت إيران بتحويل مسارات معظمها إلى داخل إيران وبنت سدود عدة عليها من بينها خمسة سدود على نهر الكارون.
وقامت تركيا ببناء 14 سداً على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، كما تحتاج إلى سنوات عدة لملء البحيرات الاصطناعية خلف هذه السدود، في حين أنشأت سوريا خمسة سدود ثلاثة منها شيدت في منتصف الستينيات.
وكانت وزارة الموارد المائية قد باشرت مطلع العام الماضي 2010 بتنفيذ مشروع قناة البصرة الاروائي بكلفة بلغت 142 مليار دينار لنقل المياه العذبة من شمال محافظة البصرة إلى نهاية شط العرب، بمسافة تبلغ 170 كيلومتراً لتحسين أوضاع الري في مدينة البصرة، وإيصال المياه الصالحة للزراعة إلى أبعد نقطة في البصرة لكافة مناطق المحافظة.
يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع المحافظات العراقية خلال العامين 2007 و2008 وما تلاها بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلاً من انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عاماً الماضية.
https://telegram.me/buratha

