شهدت الايام الاخيرة تعرض عدد من الاطباء الاخصائيين في الفلوجة لضغوطات مختلفة دفعت بهم الى الهجرة خارج الوطن. وقالت احدى الطبيبات الاخصائيات في امراض النساء رفضت الكشف عن اسمها لـ (أصوات العراق) المستقلة انها تعرضت الى العديد من التهديدات اجبرتها على التفكير مرات عديدة قبل الذهاب الى عملها.
وأضافت "اغلقت عيادتي اكثر من مرة بسبب تهديد اجده ملصقا على باب العيادة من قبل جماعات مجهولة تطلب مني ان اترك عملي وان لا افتح العيادة مرة اخرى والا سوف اتعرض للقتل." وتضيف"جربت تغيير مكان عملي مرتين لكن الفلوجة مدينة صغيرة وبامكان اي احد الوصول لمكاني."وتقول"افكر بترك العمل او السفر خارج العراق والا سوف اجلس في البيت."
ويرى المحلل السياسي بلال ابراهيم العاني ان ارتفاع اجور الكشوفات الطبية قد يكون سببا تجده بعض الجماعات الارهابية المسلحة لتهديد الاطباء واجبارهم على خفض اسعار الكشف في العيادات الخاصة .وأضاف ان"ارتفاع سعر الكشف الطبي الذي وصل لعشرة الاف دينار عراقي (نحو 7 دولارات) اضافة الى اجور التحاليل المختبرية واسعار الادوية الباهظة ربما دفعت الجماعات المسلحة الى تهديد الاطباء كون اغلب الجهات المختصة بمراقبة الاطباء المخالفين قد غابت عن التأثير منذ سقوط النظام السابق عام2003."
الطبيبتان هناء الفياض ومنتهى القيسي والاطباء سامي المحمدي ومحمد جزاع وزيد العاني وغيرهم كثير تعرضوا جميعا لتهديدات مختلفة، فالبعض تعرض للضرب بسبب الكشوفات التي يطلبها من المرضى والاخرون تلقوا تهديدات مكتوبة تحذرهم من ارتفاع اسعار الكشوفات. يقول العاني"الامر الذي دفع بمجمعات طبية كاملة الى غلق عياداتها ومنها مجمع الشفاء الطبي وسط الفلوجة."
تهديد الجماعات الارهابية المسلحة ليس السبب الوحيد الذي اجبر الاطباء الاخصائيين على الهجرة، فالوضع الامني العام الذي يعيشه الفرد عموما دفع بالاطباء اما للهجرة او ترك العمل نهائيا.الطبيب وليد العاني اخصائي امراض الاطفال قال لـ (أصوات العراق) المستقلة ان "الوضع الامني اثر كثيرا على وضع الاطباء وممارستهم لعملهم واصبح اليوم يمر سريعا فما ان ينتهي العمل في المستشفى حتى ينتهي النهار ونجبر عندها على المكوث في البيت منذ الساعة الخامسة مساء." وأضاف" نحتاج لمؤتمرات علمية باستمرار، وقبل الوجود الامريكي كانت هناك مؤتمرات مستمرة نحضرها في الجامعات العراقية وحتى خارج العراق." واضاف العاني ان "الذي يحصل للاطباء الان هو كبت علمي وممارسة التضييق على الكوادر العلمية في العراق وهذا كله بسبب الوجود الامريكي لهذا ربما تكون الهجرة بابا اوسع للطبيب حتى يكون قادرا على تعزيز قدراته المهنية العلمية."
وبعد ان هجر كثير من الاطباء الاخصائيين المدينة اصبح المرضى في حيرة من امرهم خاصة اولئك الذين تعودوا على طبيب معين واصبحوا امام اطباء جدد حديثي التخرج. يقول المواطن باسل علي" المريض بامس الحاجة لوجود طبيبه الاختصاص والان لا يوجد حتى في مستشفى الفلوجة اكثر من طبيب اخصائي." ويضيف" انا لا اثق بالاطباء الشباب كونهم حديثي التخرج وليست لديهم الخبرة الكافية لمعالجة المرضى خاصة بالنسبة للامراض المستعصية فالحاجة اصبحت كبيرة للاطباء الاكفاء اصحاب الخبرة والاختصاص." ولا تتوفر احصائيات دقيقة عن اعداد الاطباء في الفلوجة.
https://telegram.me/buratha
