حذر السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من تصاعد حدة لهجة الخطاب السياسي بين الاطراف العراقية، لما له من تأثير سلبي على العملية السياسية، وتقديم الخدمات للمواطنين. كما دعا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى اطلاق مبادرة اقليمية من شأنها انهاء التوتر بين القيادات العربية والجمهورية الاسلامية الايرانية، ودعم انشاء منظومة اقليمية بمشاركة تركيا من اجل الاستقرار الامني والاقتصادي في المنطقة.وطالب سماحته في كلمته التي القاها في الملتقى الثقافي الاسبوعي الاربعاء 11/ 5 / 2011 الاطراف المشاركة في الحكومة والعملية السياسية العمل ضمن الاسرة العراقية والروح الوطنية، مشددا على ضرورة الاستماع الى هواجس وطموحات كل فريق للاخر والعمل وفق نظرة موضوعية تساهم في تحقيق حلم العراقيين بالخدمات والامن والاستقرار.ونبه السيد الحكيم الى ان الوضع مازال في العراق يواجه الصعوبات ممايتطلب من الجميع العمل بروح وطنية تسهم في معالجة الاشكاليات التي تعيق اكمال المشروع العراقي الجديد، داعيا الى توحيد الصفوف والرؤى التي من شأنها قطع الطريق امام اعداء العراق في تنفيذ مآربهم في اراقة دماء العراقيين وبث الفرقة بينهم وايقاف عجلة التقدم نحو الامام.
الشراكة الوطنيةالى ذلك اطلق السيد الحكيم تحذيرا من وجود منهج خطير وظالم في آن واحد يستهدف مشروع الشراكة الوطنية، والذي يعده البعض سببا رئيسا للمشكلات التي تحدث اليوم، مؤكدا في هذا الجانب على ان الشراكة الوطنية هي اساس النجاح وعلى جميع الاطراف التبصر والتعرف على جوهر هذه الشراكة.مؤكدا سماحته بان المشكلة في ضعف الاداء الحكومي ليس وراء وجود شراكة وطنية تمثل تعددية النسيج العراقي ، مشخصا ذلك في امرين اساسين، يتمثل الاول في عدم مراعاة الكفاءة في اختيار الاشخاص للمواقع الحكومية.والثاني يتمثل بالترهل في الاداء الحكومي وعدد الوزارات التي وصلت الى 43 وزارة وكان من الممكن اختزالها الى 15 او 18 وزارة مع الاخذ بنظر الاعتبار مشاركة جميع الاطياف العراقية فيها.
الوضع الامنيكما تطرق رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في كلمته الى الوضع الامني، مستنكرا التدهور الخطير فيه، مستشهدا بالتفجيرات الاخيرة التي وقعت في مدينة الحلة وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى " وكان سماحة السيد الحكيم قد تفقد عوائل الشهداء والجرحى اثناء زيارته الاخيرة لمحافظة بابل الاسبوع الماضي".وكذلك ماشهده سجن الرصافة من احداث مؤسفة راح ضحيتها ضباط ومنتسبين معبرا عن اسفه، بان الجماهير لم تتعرف على رواية واحدة على ماحصل؟ وكيف حصل؟ والمصيبة الاعظم هي ما نسمعه من روايات لشهود عيان تفيد ان السجن قد تعرض لهجوم مسلح واطلق سراح كبار الذباحين وبعدها تم ملاحقتهم وقتلهم.وتساءل اليست هذه الحوادث تمثل ثغرات لابد من رصدها والعمل على تشخيصها ومعالجتها؟!.
اشغال الوزارات الامنيةوحول الوزارات الامنية ومسألة حسمها، طالب سماحته بعدم اتباع سياسة ليّ الاذرع، لان ارواح الناس اعز من الاعتبارات السياسية او الحزبية، مشيرا الى ضرورة اجراء مشاورات مكثفة من اجل الاسراع في حسم هذا الملف عبر اشغال الوزارات الامنية وعدم المماطلة في ذلك.
خفض رواتب الرئاسات الثلاثكما انتقد السيد الحكيم الجدل القائم في مجلس النواب حول قانون خفض رواتب الرئاسات الثلاث، داعيا اعضاء مجلس النواب الى اقرار هذا القانون بسرعة حتى يضع حدا للتمايز الكبير في الرواتب بين المسؤولين وموظفي الدولة ويكون نصرة للفقراء والمال العام، مؤكدا على ان هذا الطلب يمثل ارادة شعبية يجب احترامها والانصياع لها.
مبادرة لانشاء منظومة امنية واقتصادية في المنطقةوعن المحيط العربي والاقليمي ومايدور فيه من متغيرات اطلق سماحة السيد عمار الحكيم مبادرة كريمة تدعو الى انشاء منظومة امنية واقتصادية بين الدول العربية وايران بمشاركة تركيا، حيث اكد سماحته على ان هذه المبادرة اذا ما طبقت من شأنها تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، داعيا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى اخذ زمام الامور باطلاق مبادرة تنظم العلاقة بين القيادات العربية والجمهورية الاسلامية الايرانية، وكذلك تركيا دون نسيان مسألة الجوار الجغرافي وطي صفحة التوترات الايرانية العربية التي ان استمرت فستعود سلبا على الجميع.وشدد سماحته في اطار تعريف بنود المبادرة ،ان وضع التصورات والهواجس بين العرب وايران على طاولة الحوار وايجاد الحلول لها انما يمثل ستراتيجية حقيقية بكل ابعادها السياسية والاقتصادية.مبينا ان الفرصة اليوم وفي ظل هذه التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية المصحوبة بالتحديات هي الانسب لاقامة شراكة بين دول المنطقة تعيد العزة واللحمة بين الشعوب العربية والاسلامية، وتدفعها نحو الاعمار والازدهار.كما طالب سماحته المنظمات المدنية وغيرها بالتحرك نحو تنشيط هذا الملف وتقليص فجوة التوتر بين المنظومة العربية وايران من اجل تحقيق اهداف هذه المبادرة التي اكد السيد الحكيم على انها نابعة من قلب عربي صادق.
المصالحة الفلسطينية والدور المصريوفي معرض حديث سماحته عن اتفاق المصالحة الفلسطينة ، شدد السيد الحكيم على انه تطور مهم للساحة العربية ولجميع القوى الفلسطينية لان وحدتهم ستكون عامل قوة وقدرة على استعادة الحقوق وهو امر لا مناص منه .وابدى سروره من ان مصر العروبة كانت الراعية لاتفاق المصالحة، وهي اشارة قوية على استعادة مصر لدورها العربي، متمنيا ان تعود الى سابق عهدها في ترسيخ اسهاماتها نحو وحدة المنظومة العربية والدور الاقليمي الايجابي.
الانصياع لارادة الشعوب العربيةواستنكر سماحة السيد الحكيم تشبث بعض الحكام بكراسيهم وصم آذانهم عن الارادة الشعبية مما ادى الى ازهاق الارواح وتهديم الامكانات الهائلة والطائلة لشعوب تلك البلدان.مبينا بان الحلول القسرية لايمكن للشعوب ان تنصاع اليها، وهو مايستدعي الاسراع باجراء الاصلاحات السياسية العاجلة، والانتصار لكرامة الانسان والتوجه نحو الديمقراطية والابتعاد عن توظيف العوامل الطائفية والقومية والمناطقية حتى لا يتحول مبدأ الصراع من مسألة كرامة وحرية الى طائفية وقومية، وهو ما يمثل خطرا كبيرا من شانه ان يخلف تداعيات سلبية خطيرة وكبيرة ربما تعصف بالمنطقة برمتها.وحذر سماحته من ان الضرب على الوتر الطائفي او المناطقي سيؤدي الى نشوء حروب لا طائل منها ، وان تصور احد انه سيستفيد منها في ساحة فانه حتما سيخسر في ساحات اخرى ، وان التوتر لايمكن ان يمثل حلا ، انما الحوار والمصالح هي من شانهما ان يكونا عاملين اساسيين لاستقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية للمنطقة وشعوبها.
https://telegram.me/buratha

