الأخبار

كربلاء: صغار يعيلون ذويهم بالتكسب من مكبات القمامة وأكداس النفاية


لعل هذا المسلسل اليومي عن الطفل العراقي يطرق باب التكافل والضمان الاجتماعي، ولا تخفى أحداثه على المترفين والأغنياء وسط مدينة كربلاء المقدسة التي رسمت بدم الحسين (عليه السلام) أعظم وأروع ملحمة نادت بمبادئ الإسلام، بينما تجد فيها اليوم العديد من أطفال الشوارع يقتاتون بين مكبات النفايات وأكداس القمامات.

(مجبل حميد) طفل عراقي لم يبلغ التاسعة من عمره يقتات هو وجماعته من مكبات النفايات الأطعمة والفواكه التي يقوم برميها أصحاب الفنادق ممن لم يتصدقوا عليهم بالقليل، بل جعلوا النفايات مقرا ومستودعا لها ومن يشاء من هؤلاء المغضوب عليهم أن يقتات فعليه قرع أكداس النفايات علّها تجيبه ذات حين بأقراص من الرغيف أو فاكهة قد تكون نصف تفاحة، وقد يتعطف عليه القدر فيسقيه من بعض المياه المتبقية في قعر قناني المياه المعدنية.

مجبل الذي يحمل رسالة قاسية، تخدش الحياء وتروي رحيل قيم ومبادئ أخلاقية كان قد دعا لها الإسلام، يقول لموقع نون "أنا لا أريد سوى الطعام لي وأختي وأبي الضرير"، ويدعو إلى تفاعل الجماعة مع الفرد، ويناشد من كان بقلبه الضمير أن يقرع جادته ويتحنن عليه ومن مثله، ويضيف إن "والده لا يعلم أنه يقتات له وأخته من النفايات أو ما يتكسبه منها أحيانا، بل يحسبه يعمل أجيرا عند محل لبيع الخردة"، ويبين إنه "ساعات يعمل على لَمِ علب المشروبات الغازية وبيعها وفي أحيانٍ أخرى يعمل على جمع الخبر اليابس وبيعه كذلك.."

مصير مجهول.. وحلم أن تكون لهم بيوت كالآخرين!

خارج مركز مدينة كربلاء وباتجاه الغرب منها تشاهد عشرات الدور المتناثرة التي شيدت بالقرب من بقايا أكداس القمامة، وهي تعاني من نقص كبير في الخدمات، فضلا عن إنها لا تصلح إن تكون منطقة سكنية كونها مكبا للقمامة، إذ يقطنها عراقيون شردوا الى أماكن السكن العشوائي الذي يسمى في العراق بـ«التجاوز»، ولم يجدوا مأوى لهم سوى بين أكداس القمامة التي أصبحت مصدرا لمعيشتهم.

أم سعيد 42 عاما، ترتدي ملابس سوداء حتى حجابها وبرقعها لا يبدو منه سوى عيناها، وبعد الحديث معها وافقت على إجراء اللقاء بشرط أن يكون بعيدا عن العاملين في الطمر الصحي، وقبل أن تشكي همومها رفعت برقعها كأنها أحست بأمان وقالت إن "الكثير من هذه العائلات كانت تسكن مناطق التجاوز في المدن وبعد إصدار قرار رفع التجاوز من المدن قامت الحكومة بهدم منازلنا أمام عيوننا ولم نتمكن من فعل شيء سوى الصبر والدعاء لله عز وجل".

وأضافت والدموع تنهمر من عيونها "لا استطيع أن أتذكر الليلة التي قضيناها يوم هدمت منازلنا كانت ليلة عصيبة علينا لا يوجد لنا مأوى سوى الاحتماء خلف جدران المنازل من البرد القارص، أما أنا فقمت بجمع بقايا الكارتون والخشب لإشعال النار لأبي وأمي وإخوتي الستة بعدها استقر بنا مطاف السكن بين أكداس القمامة".

وفيما يخص مصيرها وذويها، قالت أم سعيد إن «مصيرنا مجهول أنا عمري حاليا 42 سنة، وقطار الزواج لم يمر بين أكداس القمامة، ومن يتزوج امرأة لا تقرأ ولا تكتب! وأهلها يسكنون الطمر الصحي حتى إخوتي الباقين قد بان عليهم اليأس من الحياة التي أصبحت فقط لأولاد المسؤولين الذين نلبس ما يرموه في حاويات النفايات".

ويقول الطفل حموده، (10) أعوام، لموقع نون إن «عملنا يقتصر على نبش أكداس القمامة وإخراج فضلات المعدن منها كالفافون وقناني المشروبات الغازية وقناني الماء الفارغة فضلا عن الملابس المستهلكة التي نقوم ببيعها على الفقراء أو نستخدمها لنا بعد غسلها"، مضيفا إن "هنالك تجارا يقومون بشراء هذه المواد منا ومن ثم تباع على معامل البلاستك وبعض المعامل الأخرى التي يتم صهر هذه المواد فيها وإعادتها للأسواق مرة أخرى وهكذا".

من جانبه، عباس جدوع الباحث الاجتماعي يقول لموقع نون "لم تخلو مدينة عراقية من هكذا مشاهد وهؤلاء الأطفال وذويهم يشكون قلة الوعي، ويتصارعون على فضلات الأغنياء التي يكثر عليه الذباب وغيرها وهم عرضه لأمراض الكوليرا والكزاز والتيفوئيد وشلل الأطفال وداء الكلب".

سلسلة المغامرات والمطاردات المحمومة للحصول على لقمة العيش، كان لابد أن تتوزع بين مشاهد التفتيش بين مكبات القمامات وأكداس النفايات، لهؤلاء المغضوب عليهم، وكانت لمشيئة الأقدار التي ضيقت عليهم المؤونة أن تجعل مصائرهم دفناءً في معدة الفقر والحرمان.

موقع نون خاص

تحقيق حسين النعمة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك