تباينت آراء الأطراف السياسية الكردية بشأن تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق، حيث يؤيد التحالف الكردستاني والأطراف الإسلامية تنفيذ الاتفاقية الأمنية وانسحاب تلك القوات، بينما ترى حركة التغير ان من مصلحة العراق بقاء القوات الأميركية على أراضيه لفترة أطول.
وأفاد رئيس التحالف الكردستاني بمجلس النواب العراقي فؤاد معصوم في تصريح صحفي ، اليوم السبت، ان "مسألة موافقة الكرد على تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق مرهون بموقف القيادة الكردستانية ورؤيتها للموضوع"، مشيرا إلى ان "التحالف الكردستاني لا يقف ضد بقاء تلك القوات في العراق".
وكانت الحكومة العراقية قد أبرمت اتفاقية في كانون الأول عام 2008 مع الحكومة الأمريكية تقضي بسحب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011، حيث تضمنت الاتفاقية التعاون بين البلدين في مجالات الصناعة والزراعة والصحة والتعليم والتكنولوجيا والتربية والثقافة.
ويرابط في العراق حاليا 50 ألفا من القوات الأميركية لتنفيذ مهمات غير قتالية بعد ان أنهى الجيش الأميركي مهماته القتالية في العراق في آب الماضي.
وقال معصوم إن "التحالف الكردستاني يدعم حتى الآن تنفيذ الاتفاقية الأمنية وانسحاب كافة القوات الأميركية المقاتلة من العراق في الموعد المحدد لها".
وأضاف ان "قرار تمديد بقاء جزء من القوات الأميركية في العراق لعدة سنوات مقبلة مرهون بما تكون عليه الأوضاع الأمنية في العراق نهاية العام الحالي".
إلى ذلك ذكر النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية فاتح دارغاي ان "الجماعة الإسلامية تؤيد انسحاب القوات الأميركية من العراق في الموعد الذي حددته الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومتين العراقية والأميركية"، مشيرا الى ان "اكبر بعثة دبلوماسية لأميركا موجودة في سفارتها لدى بغداد لذا فان انسحاب قواتها من العراق لن يؤثر على وجودها هناك ".
من جهة أخرى اوضح النائب عن الإتحاد الإسلامي الكردستاني بكر حمه صديق ان "الإتحاد يؤيد انسحاب القوات الأميركية من العراق في الموعد المحدد لها"، مشيرا الى ان "الإتحاد يرى ان بعض القوى العراقية تتحجج بمسألة بقاء القوات الأميركية في العراق لتنفيذ أعمال تخريبية الى جانب ان بقاء تلك القوات يشكل عائقا أمام حركة الأعمار وتقدم العملية السياسية في البلد".
من جانبه قال النائب عن حركة التغير الكردستانية محمد كياني ان "الوضع في العراق غير مستقر حتى الآن بالإضافة الى تدخل دول الجوار في شؤونه"، مشيرا الى ان "حركته ترى ضرورة في تمديد بقاء القوات الأميركية لحين استقرار الأوضاع في العراق".
وأضاف ان "الوضع الراهن في العراق مفتوح على كافة الاحتمالات وبقاء القوات الأميركية يملأ الفراغ الموجود فيه"، مبينا انه "اذا ما تم طرح مسألة بقاء القوات الأميركية في العراق للتصويت بمجلس النواب فإنني سأصوت لصالح بقائها".
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد وصل الى إقليم كردستان، أمس الجمعة، عقب زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً قام بها إلى العاصمة العراقية بغداد مساء الأربعاء الماضي، ضمن جولة له يزور فيها عددا من دول المنطقة.
وأبلغ غيتس الصحفيين في بغداد أن زيارته للعراق ستكون على الأرجح الزيارة الأخيرة.
وكان غيتس قد قال في وقت سابق بأنه ينوي التقاعد في وقت ما من العام الجاري، غير أنه لم يحدد موعداً لذلك.
https://telegram.me/buratha

