طالب العراق بوضع رؤية مشتركة بين الإعلام العربي والإعلام الغربي لإعادة دراسة المصطلح المتداول في لغة الإعلام تجاه بعض المفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها بازدواجية ، مثل مصطلحات "الإرهاب" و"الحروب الصليبية" الجديدة ، و"الفاشية الإسلامية" التي روجت في لغة الإعلام الغربي والتي حولت مشروع حوار الحضارات إلى صراع الحضارات بسبب استخدامها من قبل بعض ساسة الغرب تجاه العرب وعززت الكراهية بين الطرفين .
وقال خليل الطيار مدير قسم الارصاد في المركز الوطني للإعلام الحكومي لـ (الصباح) على هامش مشاركته في المؤتمر الأول للحوار الإعلامي العربي الغربي الذي عقد في القاهرة ، قدم الوفد العراقي ورقة عمل طالب فيها بتعزيز المرجعيات الثقافية القائمة على الحوار في مواجهة النظرة الأحادية الجانب وتعزيز ثقافة وسلوك الديمقراطية الصحيحة لخلق بيئة صحيحة يتنفس في رحمها الإعلام لمواجهة مفاهيم الاستبداد والإقصاء .
وأضاف الطيار ،إن الإعلام الغربي باعتباره المهيمن على مفاصل الإعلام العالمي و يمتلك كل السلطات التي تؤهله لان يتحكم بتوزيع خطابه القسري الخاص ويوزع مفاهيمه بالنوعية التي يريدها وبالمضمون الذي يرغب لذلك يجب عليه ان يحترم موقف الآخر وينتفع من معطياته القيمة الثرة لان مشروع حوار الحضارات الذي دعا إليه الغرب لتقريب وجهات النظر بين الأطراف قد تحول إلى صدام للحضارات،
فمثل هذا الحوار لا يمكن ان تتاح له فرص النجاح إلا بتخلي "الآخر"عن نظرته الأحادية والتي تقوم على إملاء ما يريد تحت الضغوط الاقتصادية والسياسية. وأشار إلى ان الإعلام الغربي ساهم بتغيير صورة العرب والمسلمين اذ تم انتزاعها من إطارها الطبيعي ووضعها في سياق آخر غير مسؤول ينبغي مراجعته ، فليس كل المسلمين من خلال شاشات الغرب ووسائل إعلامه هم دعاة إرهاب ، ويجب الاساءة إلى اكبر رموزهم قداسة، كما ليس منصفا اعتبار عموم الغرب مساحة للكفرة والاستعمار.
وطالب الطيار بضرورة العمل على تحقيق مبدأ العدالة النسبية في تعاطي الإعلام مع قضايا البشر فليس من المعقول ان تغيب المرأة و الطفولة أو الطبقات المحرومة، وان ما يخصص من مساحة في خطاب الإعلام لهذه الشرائح قليل ولا يشكل توازنا في لغة الخطاب الإعلامي المتوازن الذي ينبغي ان تسوده العدالة في توزيع وإثراء مساحته ، مبينا ، ان هناك تحولات متسارعة تجري في المنطقة العربية سيكون لها اكبر الأثر في تغيير خارطتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وينبغي احترام إرادة الشعوب فيها بعيدا عن المصالح السياسية التي أثرت على توازن الخطاب الإعلامي العربي والعالمي تجاه تعامله مع مجريات الأحداث وذلك يسيء إلى مهنية الإعلام وخصوصيته التي يجب ان تبتعد عن الإرادات السياسية لأصحاب القرار.
واكد الطيار، ان العراق قدم تضحيات لا قدرة لشعب آخر على تقديمها من اجل ترسيخ الأطر الديمقراطية التي تضمن لشعبه العدالة والحرية والمساواة ونجح قادته في العمل بخطوات جادة لتقوية صوت العراق وإعادته إلى تاريخه الناصع والمشرف .إلا ان الإعلام العربي والعالمي مازال بعيدا عن المساهمة في إثراء تجربته السباقة في التحول الديمقراطي في المنطقة، ومازالت بعض القنوات الفضائية في بعض دول الجوار تبث ما يسيء إلى تجربته السياسية التي تكاملت بفعل تضحيات شعبه وصبرهم.
https://telegram.me/buratha

