قرر صحافيو البصرة، السبت، مقاطعة كافة أنشطة الشرطة حتى إقالة آمر قوة مكافحة الشغب ومعاقبة منفذي الاعتداء على خمسة منهم بالضرب خلال تظاهرة أمس، فيما أعلنت نقابة الصحفيين في المحافظة تجميد نشاطها وحل هيئتها الإدارية، وذكرت قيادة الشرطة أنها احتجزت ضابط وعناصر المفرزة التي نفذت الاعتداء.
وقال الصحافي حيدر السعد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الهيئة الإدارية لنقابة الصحافيين في البصرة قررت في اجتماع لها مقاطعة قوات الشرطة وعدم تغطية أنشطتها، والمطالبة بإقالة آمر قوة مكافحة الشغب ومعاقبة الذين نفذوا الاعتداء على الصحافيين، بعد تشكيل لجنة تحقيقية تضم أعضاء من قوات الجيش والشرطة ومجلس المحافظة ومجلس النواب".
وأضاف السعد أن "الهيئة طالبت أيضاً في بيان أصدرته في ساعة متقدمة، مساء أمس، قيادة قوات الشرطة بتقديم تعهد بعدم تكرار مثل هكذا اعتداءات تحت أي ظرف كان، وكذلك تعويض الصحافيين المعتدى عليهم معنوياً ومادياً"، لافتاً إلى أن "الصحافيين يستعدون لتنظيم اعتصام في حال عدم تلبية مطالبهم بسرعة".
بدورها قررت نقابة الصحافيين العراقيين فرع البصرة، تجميد أنشطة الفرع وحل هيئته الإدارية احتجاجاً على الاعتداء ضد الصحافيين.
وقال رئيس النقابة حيدر المنصوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "خمسة صحافيين تعرضوا إلى الركل والشتم والضرب المبرح والمتكرر بالهراوات، مما أدى إلى إصابتهم برضوض وكسور، فضلا عن تحطم وفقدان بعض معداتهم"، موضحاً أن "مصور قناة العالم محمد الراصد تعرض إلى جرح بالرأس نقل على إثره إلى مستشفى للعلاج، وبعد أن غادرها أعيد لها للمرة الثانية لإجراء فحوص طارئة".
وأضاف المنصوري أن "مصور وكالة أسيوشيتد برس نبيل الجوراني تعرض أيضا إلى الضرب وسقط مغشياً عليه، كما تعرض مراسل وكالة بغداد الإلكترونية شهاب أحمد محمود إلى الركل والضرب بالهراوات، مما أسفر عن إصابته بكدمات ورضوض، فيما كسرت الذراع اليسرى لمراسل وكالة أنباء المستقبل منتظر العامر".
وأشار المنصوري إلى أنه "عندما أشهرت هويتي وحاولت التدخل لإنقاذ زملائي أمر ضابط برتبة ملازم أول المفرزة التي يقودها بضربي ما تسبب بإصابتي برضوض وكدمات نقلت على إثرها إلى قسم الطوارئ في مستشفى الصدر التعليمي"، مضيفاً أن "قوات الجيش تحركت بسرعة وأنقذت حياة الصحافيين من خلال منعها عناصر مكافحة الشغب من الاستمرار بمهاجمتهم".
وأكد المنصوري أن "القوة التي نفذت الاعتداء ركز عناصرها بعناية فائقة على استهداف الصحافيين"، مشدداً على أن "الاعتداء يشكل سابقة خطيرة تؤشر عدم وجود صحافة حرة في البصرة".
ولفت المنصوري إلى أنه "سيقدم استقالته في وقت لاحق لقناعته بعدم إمكانية الاستمرار بالعمل النقابي مع وجود انتهاكات خطيرة بهذا الحجم".
من جانبه، أفاد قائد قوات الشرطة في البصرة اللواء حسن علي مالي في حديث لـ"السومرية نيوز"، بأن "الأوامر صدرت باحتجاز ضابط وعناصر المفرزة التي اعتدت على الصحافيين خلال التظاهرة"، مضيفاً أن "الحادث لم يكن مدبراً ولا يوجد دليل على وجود نية مبيتة للاعتداء على الصحافيين".
وكان ما لا يقل عن 300 مواطن شاركوا في تظاهرة سلمية شهدتها ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم وسط مدينة البصرة، اليوم الجمعة، والتي يفصل نهر العشار بينها وبين مقر الحكومة المحلية، وقد انطلقت التظاهرة في ظل إجراءات أمنية مشددة، تضمنت فرض حظر على سير المركبات والدراجات النارية في مركز مدينة البصرة ومراكز الأقضية والنواحي، إضافة إلى إغلاق جميع الجسور والطرق الفرعية والرئيسة المؤدية إلى مقري مجلس محافظة البصرة وديوان المحافظة، باستخدام جدران مؤقتة من الحواجز الكونكريتية، وبعد ساعات قليلة من انطلاق التظاهرة قامت قوات مكافحة الشغب بتفريق المتظاهرين بالقوة والاعتداء على الصحافيين.
وشهد العراق، أمس الجمعة وجمعة الأسبوع الماضي، تظاهرات جابت أنحاء البلاد، تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمت من قبل شباب من طلبة الجامعات، ومثقفين مستقلين وناشطين مدنيين، وأسهمت مواقع التواصل الاجتماعي، على شبكة الإنترنت، في تحشيدها.
https://telegram.me/buratha

