النجف الأشرف- عادل الفتلاوي
أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي ان أحداث الانفجارات الشعبية في مصر التي تلت أحداث تونس تحمل دلالات على وعي الشعوب وإرادتها وظلم الطغاة قائلاً: أصبحت الشعوب تعلم النخب السياسية وتسبقها. جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور عدد غفير من المؤمنين والمؤمنات.
هذا وأشار سماحة السيد القبانجي إلى ان جيل الشباب في مصر تقدم قبل الكيانات السياسية والأزهر، وقال: انتهى عهد استحمار الشعوب وامتطاءها. وانتهى عهد الانقلابات السياسية والدكتاتوريات حيث ان هؤلاء الرؤساء جبلوا على الظلم، مستذكراً سماحته انتفاضة الشعب العراقي في عام(1991م) التي قمعت من قبل الظلم السلطوي الداخلي والتآمر الخارجي، بعد ان قتل صدام أكثر من(500ألف إنسان) وضرب محافظات النجف وكربلاء بصواريخ أرض- أرض وفعل ما لا يعرف في التاريخ مثله.
داعياً إمام جمعة النجف في الوقت ذاته الرؤساء إلى الاستماع للشعوب قائلاً: الدول الكبرى مدعوة للوقوف والاصطفاف إلى جانب الشعوب. مشيراً سماحته ان من الطبيعي ان تستجيب الحكومات إلى شعوبها، حيث ان ثورة شعب تونس كانت لأجل البطالة وفي مصر كذلك لأجل البطالة وغلاء الأسعار وليس لأسباب سياسية، وفي العراق حين يلتقي السياسيون بمراجع الدين فأن التوصية الأولى هي بالشعب وأضاف: ننتظر من الحكومة في العراق الوعود بأن تكون حكومة خدمة وطنية.وأشار سماحة السيد القبانجي إلى محاور أخرى في الخطبة هي:
أولاً: عقد القمة العربية في بغداد المزمع عقده قريباً والعراق الآن وبغداد تؤهل لاستقبال القمة والإعداد جارية ولا توجد مشكلة بل المشكلة في حضور الرؤساء إلى بغداد، وقال: نرحب بعقد مؤتمر القمة العربية في بغداد وهي رسالة بأن العراق الجديد هو عراق الوحدة.
ثانياً: مشروع نافذة إسلامية في البنوك العراقية للإيداعات والقروض غير الربويّة، مشيراً سماحته إلى انه مقترح جيد ويمارس بشكل واسع في البلاد الإسلامية كالكويت وإيران، وكانت بعض الدول قد كتبت إلى آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قده) أن ينظّر لبنك لا ربوي على ان يحتوي على أرباح مشروعة فكتب يومئذٍ كتابه(البنك اللاربوي في الإسلام) وقال: نقف مع مبادرة النافذة الإسلامية اللاربوية في البنوك العراقية، موضحاً ان فكرة البنك اللاربوي جاهزة وبحاجة إلى تفعيلها. وعلى وزارة المالية وضع آلية لإدارتها وتعرض على لجنة فقهية.
وكان سماحته قد تحدث في الخطبة الدينية عند التداعيات والأحداث التي جرت بعد وفاة النبي الأكرم(ص) وقال: تنبأ(ص) بأن المسارات بعده ستشهد انقلاباً سياسياً وانعطافات سلبية، وما سيجري على أهل بيته بدءاً بفاطمة وعلي والحسن والحسين(ع)، وكل المؤشرات التاريخية تدل على ذلك وقد استخدمت فيها وسائل القمع والعنف والتهديد بالقتل والتشريد والتاريخ السني والشيعي لا ينكر ذلك، مؤكداً سماحته إلى أننا إلى اليوم نشهد نتائج هذا الانقلاب السياسي الذي تحول إلى انقلاب فكري وعقيدي.
على صعيد منفصل أشار سماحة السيد القبانجي إلى رحلة العالم الشيخ محمد علي العمري في المدينة المنورة الذي بلغ المائة عام من عمره وهو خريج حوزة النجف الأشرف ووكيل مراجع الدين، وكان بمثابة الخيمة لشيعة أهل البيت وكان يتمتع بحكمة وعقلانية كبيرة وقد تعرض إلى للاعتقال والملاحقة والرعب حيث لم يكن يسمح لهم هناك ببناء مسجد للصلاة.
https://telegram.me/buratha

