فجر المتهمون فى قضية «خلية الزيتون»، مفاجآت مثيرة فى اعترافاتهم أمام نيابة أمن الدولة العليا، فى التحقيقات التى بدأت معهم قبل نحو أسبوعين، وأدلوا بمعلومات تفصيلية حول تجنيدهم لخلايا انتحارية الى العراق واهداف عملياتهم وكشفت اعترافات المتهمين، خاصة محمد خميس السيد إبرهيم، الذى يعمل مهندساً ميكانيكا، ومحمد فهيم حسين، عن قيامهما بتكوين ثلاث مجموعات كبرى داخل عدد من المحافظات، اصطلحوا على تسمية كل مجموعة بـ«السرية»، على غرار سرايا المجاهدين فى العراق وفلسطين، ليتحقق المعنى العنقودى لهذا التنظيم، الذى تجمعه فكرة واحدة، لكن بمجموعات أو سرايا مختلفة من أجل الحيلولة دون معرفة أجهزة الأمن بتفاصيله، خاصة أنه إذا سقطت إحدى هذه المجموعات لا تعرف باقى المجموعات، من أجل الحفاظ على بنية التنظيم.
وقال المتهمون الذين لم يشاركوا فى الحادث، إنهم قرروا السفر إلى الخارج، خاصة إلى السعودية، ثم العراق لتحقيق «جهاد الدفع» أمام القوات المحتلة بعد فشل تحقيق جهاد الطلب فى مصر وفشل جميع العمليات التى حاولوا القيام بها ورفضهم حادث الزيتون رغم ارتكاب قيادات الخلية له. وبالفعل سافر أحمد الشعراوى، أحد مرتكبى حادث الزيتون، إلى السعودية للإقامة الكاملة هناك، تمهيداً للسفر إلى العراق - حسب قوله - ونجح فى الحصول على إقامة وزوجته..
وعن عودته إلى القاهرة لإنهاء بعض المهام الخاصة تم القبض عليه وكان الخيط الأول فى الإرشاد عن باقى أعضاء الخلية اعترف فهيم وخميس بتأسيس هذه المجموعات التى اصطلحا على تسميتها بـ«جيش المجاهدين المصرى» أو «كتائب الولاء والبراء»، وهما الاسمان اللذان كانا محل جدل، حيث يميل كل منهما إلى تسمية التنظيم بالاسم الذى يحلو له.
وكان الهدف من انتشار هذه المجموعات كما يقول فهيم وخميس، هو تكوين سرايا لمساعدة المجاهدين فى الدول الإسلامية المحتلة مثل العراق وأفغانستان وفلسطين، وتم وضع دستور لهذه المجموعات يقوم على تكفير الحاكم الذى لا يحكم بما أنزل الله، وخروج الهيئات والمؤسسات على رأسها الجهات السيادية والشرطية والفضائية على الشريعة الإسلامية، ومن ثم فإن كل هذه الهيئات وفقاً لهما، خارجة على شرع الله،
وبدأت الدعوة إلى هذه المجموعات أثناء دراسة فهيم وخميس فى كلية الهندسة بجامعة الأزهر وقاما بالدعوة إلى هذه الأفكار داخل الكلية وفى المساجد، خاصة المساجد الأصولية الشهيرة مثل مسجد العزيز بالله الشهير بالزيتون أثارت الاعترافات ردود أفعال واسعة فى ظل مخاوف من عودة التنظيمات المتطرفة للقيام بمثل هذه العمليات التى كانت جماعتا الجهاد والجماعة الإسلامية ترتكبانها عقب صدور فتوى استحلال أموال غير المسلمين، غير أن المراجعات الفقهية الشهيرة التى طرأت على فكر هذه الجماعات، حالت دون عودة هذه الجرائم الإرهابية.
https://telegram.me/buratha