الصفحة الدولية

هل يسلم "داعش" مدينة الرقة للأمريكي وحلفائه بدون معارك؟!

2260 09:58:17 2016-05-27

عندما حرر الجيش السوري مدينة تدمر والقريتين بمؤازرة القوى الجوية والفضائية الروسية، وأراد الاستمرار في طريقه لتحرير دير الزور ومدينة الرقة، تلقت جبهة النصرة والجماعات المسلحة المنضوية تحت جناحيها أوامر من قبل الدول الممولة لها بالهجوم على مدينة حلب وريفها

فحشدت "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" و"أحرار الشام" جيشا من الإرهابيين مدججا بأحدث الأسلحة التي وصلتهم من تركيا بالإضافة إلى عدد كبير من الإرهابيين الذين جندتهم الدول التي تسعى لإسقاط النظام في سوريا، واستطاعت التنظيمات الإرهابية المذكورة أن تحتل مدينة خان طومان وتلة العيس بالإضافة إمطار الأحياء السكنية لمدينة حلب التي تقع تحت سيطرة الدولة بالصواريخ والقذائف الحارقة ليقع نتيجتها مئات الضحايا المدنيين، كل ذلك من أجل إشغال الجيش السوري عن التقدم باتجاه الرقة وتحريرها، وهذا كان هدف أمريكي بحت، فتحرير الرقة من قبل الجيش السوري والروسي سوف يمنح روسيا قوة دولية إضافية ويجعل الإعلام يتحدث عنها كونها القوة الرئيسية الجدية مع الجيش السوري في محاربة الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ولو استمر الجيش السوري ووصل إلى الرقة فذلك يعني أن الدولة السورية أعادت إلى سوريا أهم مناطق سوريا كونها الأغنى بالمياه والنفط والمصدر الرئيسي للقمح، وهذا سيعطي قوة للحكومة السورية والرئيس بشار الأسد وهذا ما ترفضه كل من تركيا والسعودية والولايات المتحدة.

ولكن وبعد أن انشغل الجيش السوري وحلفائه في معارك حلب واستغل داعمو الإرهاب فرصة الهدنة في سوريا وزودوا جماعاتهم بالسلاح والمال، قررت الولايات المتحدة الأمريكية تحرير الرقة مستخدمة ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي شكلتها من أكراد سوريين انفصاليين، وما إن سمعت قيادات "داعش" بإعلان الولايات المتحدة تحرير الرقة حتى بدأت بالنزوح من المدينة بأسلحتها وعدتها وعتادها وتحت ضوء الشمس دون أن تتلقى ضربة جوية واحدة من الولايات المتحدة، رغم أن إرهابيي "داعش" يتحركون على أرض منبسطة مكشوفة حتى للعين المجردة وليس فقط للأقمار الاصطناعية، وهذا ما يدل على أن هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وقيادات "داعش" ربما بتسليم الرقة بأقل خسائر ممكنة، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أن "داعش" حليف الولايات المتحدة بل وينفذ ما يطلبه القادة العسكريون الأمريكان، وليس مستغربا لو سمعنا في يوم ما أن ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" مع جنود أمريكان دخلوا مدينة الرقة بدون أي مقاومة من "داعش" من أجل أن تحفظ الولايات المتحدة ماء وجهها أمام المجتمع الدولي وتظهر على أنها تحارب الإرهاب، وتعلن أنها هي التي حققت النصر على داعش وليس روسيا ولا الجيش السوري. فالولايات المتحدة سوف تستلم مدينة الرقة أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم "داعش" الإرهابي ربما بدون معارك، وبالتالي تكون وضعت رجلها ويدها على أهم مصدر للطاقة والمياه في سوريا، ومن ثم تساهم الولايات المتحدة، في تأسيس كيان كردي في الشمال الشرقي لسوريا خاضع لها وتحت سيطرتها المطلقة على غرار الكيان الصهيوني في فلسطين، وعلى كل الأحوال الذي يتحمل مسؤولية ما يحصل في شمال شرق سوريا هي العشائر التي بايعت "جبهة النصرة" و"داعش" وغيرهما من الجماعات المسلحة الإرهابية، وخلقت الفرصة المناسبة للأمريكان والانفصاليين الأكراد ليحتلوا الأرض، حيث أعلن غريب حسو ممثل "حزب الاتحاد الديمقراطي" لأكراد سوريا في كردستان العراق أن مدينة الرقة بعد تحريرها من "داعش" ستنضم للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في شمال سوريا. و مما تقدم يتساءل المواطن السوري ما هو المطلوب عمله الآن؟ نقول المطلوب توحيد جهود العشائر وسكان المنطقة الشرقية والشمالية ورفض النفوذ الأمريكي وإعلان مقاومة شعبية ضد أي فدرالية أو تواجد أمريكي بشتى وجوهه على الأرض السورية، بالإضافة إلى وجوب التعاون مع مؤسسات الدولة السورية ضد تأسيس أي كيان كردي انفصالي مهما كانت شعاراته وتصريحاته، فالأمريكان ما دخلوا منطقة إلا وعاثوا فيها خرابا وقتلا وتدميرا وتقسيما، و"داعش" أحد وجوه الولايات المتحدة في المنطقة كما كانت "القاعدة" في أفغانستان حيث أسستها، وشكلت الجماعات المسلحة في سوريا من أجل إيجاد تبرير لنفسها بالتدخل في هذه الدولة أو تلك، كما فعلت في أفغانستان وفي ليبيا وفي كوسوفو والعراق وأماكن أخرى تحت زرائع محاربة الإرهاب….

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك