موسع/ أوكرانيا: أقتحام قاعدتين أوكرانيتين في القرم ولقاء أميركي روسي جديد حول أوكرنيا في قمة لاهاي والصين تدخل على خط التسوية

بقيت المواقف متباعدة بين روسيا والغرب حول الأزمة الأوكرانية، لكن يمكن لهذه المواقف ان تجد فسحة من المحادثات التي سيجريها وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والاميركي جون كيري على هامش قمة الامن النووي في لاهاي. لكن الازمة الاوكرانية لن تبقى محصورة بين الكرملين والبيت الابيض مع دخول العملاق الصيني الى الميدان الاوكراني. وفيما خلعت القرم الرداء الاوكراني متكئة على الكتف الروسي، فان الرد الغربي لم يتعد حدود بعض التصاريح التي لا تغني ولا تسمن من جوع بالنسية لكييف، وهي التي علّقت آمالا على تحرك غربي واسع، لكن التحرك المأمول إنحصر ضمن جولات لمسؤولين غربيين الى العاصمة الأوكرانية، مكتفين ببعض عبارات الدعم المعنوي مع السلطات الجديدة، حتى أن سلاح العقوبات الذي شهره الغرب بوجه موسكو لم يرتق الى المستوى المأمول أوكرانياً، إذ أن دول الاتحاد الاوروبي لم يأخذوا بالطلب الأوكراني بفرض عقوبات إقتصادية حقيقية على روسيا بسبب العواقب الاقتصادية على الاوروبيين أنفسهم. لقاء بين كيري ولافروف في قمة لاهاي لبحث الازمة الأوكرانية دبلوماسياً أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري على هامش قمة الامن النووي المقررة الاثنين والثلاثاء في لاهاي. وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي قد أشارت  في تصريحات للصحفيين يوم أمس الجمعة 21 مارس/ آذار، إلى هذا اللقاء، ولكنها لم تذكر تاريخه.  وكانت الخارجية الروسية قد ذكرت في وقت سابق أن لافروف وكيري إتفقا على إجراء اتصالات مستمرة حول أوكرانيا، بما في ذلك لمناقشة سبل تخفيف توتر الوضع، ودعم إطلاق إصلاحات دستورية بمشاركة كاملة من جميع مناطق هذا البلد. بوتين: روسيا ستمتنع عن فرض نظام التأشيرات مع أوكرانيا من جهة ثانية، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إعتقاده بضرورة إمتناع روسيا عن فرض نظام التأشيرات مع أوكرانيا. وفي اجتماع مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي الجمعة 21 مارس /آذار، أشار بوتين إلى أن هذا الإجراء سيسبب المعاناة "لملايين الأوكرانيين الأبرياء غير المرفهين، الذين يعملون في روسيا ليكسبوا بعض المال ويعينوا أسرهم".  لاهاي والى لاهاي يتوجه قادة مجموعة الدول السبع، الذين سيخصصون في هذه القمة يوم الاثنين للوضع في أوكرانيا بناء على دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما. من جانبها أعلنت الدول الـ57 الاعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إرسال بعثة مراقبين الى أوكرانيا بعد أن وافقت روسيا على سحب اعتراضاتها. وسيتألف الفريق المدعو الى الانتشار في مجمل أرجاء البلاد باستثناء منطقة القرم، من نحو مئة مراقب مدني بينهم فريق طليعي يتوقع وصوله في غضون 24 ساعة. الرئيس الصيني سيبحث الازمة الاوكرانية مع الأوربيين وعلى خلفية الأزمة الاوكرانية وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ الى هولندا لإجراء مباحثات مع رئيس وزرائها مارك روت. ويلتقي الرئيس الصيني الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عام، في زيارته الرسمية الى هولندا الملك فيليم الكسندر وزوجته ماكسيما، بالاضافة الى رئيس الوزراء مارك روت. وتأتي الجولة التي تشمل أربع دول بعد امتناع الصين السبت الماضي عن التصويت على قرار أمام مجلس الأمن الدولي دعمه الغرب، ويندد بالاستفتاء في القرم. ومن المرتقب أن يدافع الرئيس الصيني عن موقف بلاده أمام نظيره الاميركي باراك أوباما، حيث سيلتقي الاثنان في لاهاي على هامش قمة الامن النووي يومي الاثنين والثلاثاء. وكان نائب وزير خارجية الصين لي باودونغ أقر بأن الوضع في أوكرانيا سيطرح خلال اللقاء مع أوباما الا أنه أشار الى موقف الصين المحتمل وهو دعوتها المعتادة الى "الهدوء وضبط النفس". وسيبحث الرئيس الصيني الأزمة الأوكرانية خلال محادثاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اللذين سيلتقيهما خلال جولته الاوروبية التي تشمل مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل. وزير الخارجية الألماني يعتبر الحاق القرم بروسيا محاولة لتقسيم أوروبا الى ذلك، تواصل الدعم المعنوي الغربي للحكومة الأوكرانية، وتجلى ذلك في الزيارات المتتالية للمسؤولين الغربيين للعاصمة كييف. واستقبلت أوكرانيا وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اللذين حضرا الى كييف لتقديم دعمهما. وانتقد شتاينماير الاستفتاء في القرم الذي أدى الى إلحاق شبه الجزيرة بروسيا، معتبراً اياه "محاولة لتقسيم اوروبا". وقال في تصريح صحافي في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك "لا يمكننا القبول بهذه الظروف والسماح بتكرار حمام الدم"، مشيرا الى أن أمام أوكرانيا طريقاً طويلاً وصعباً.  وبحث المسؤولان إحتمال تقديم المانيا مساعدة فنية للقوات المسلحة الأوكرانية، كما قال ياتسينيوك. وأوضح أنه تناول مع شتاينماير إحتمال أن تزود أوروبا غرب أوكرانيا بالغاز لضمان أمن الطاقة في البلاد. ومن المفترض أن يلتقي رئيس الوزراء الكندي الذي تستضيف بلاده جالية أوكرانية كبيرة جداً المسؤولين الاوكرانيين في وقت لاحق اليوم. اقتحام قاعدة بيلبيك الجوية الأكرانية قرب سيباستوبول الى ذلك، استمر تهاوي القواعد العسكرية الأوكرانية في القرم، وجديدها دخول قوات مسلحة مزودة بآليات مدرعة قاعدة جوية أوكرانية، وأطلقت النار من اسلحة رشاشة. واقتحمت آلية مسلحة مدخل قاعدة بيلبيك قرب سيباستوبول، وشهر شخص سلاحه على الجنود الأوكرانيين. وكانت قاعدة "بيلبيك" قد ذكرت على موقعها على الانترنت في وقت سابق السبت، أنها تلقت إنذاراً من القوات الروسية يطلب من الجنود الأوكرانيين إلقاء سلاحهم والاستسلام، والا فإنهم سيهاجمون. كما اقتحم نحو مئتي رجل أعزل قاعدة "نوفوفيدوريفكا" الجوية في غرب شبه الجزيرة. وحطم المهاجمون النوافذ داخل القاعدة ورددوا "روسيا روسيا" بينما تحصن جنود أوكرانيون داخل المباني وأطلقوا قنابل دخانية عليهم من السطوح. وأزال المهاجمون العلم الأوكراني ورفعوا مكانه علم البحرية الروسية الابيض والازرق. ونقل الناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية في القرم فلاديسلاف سيليزنيف عن مصدر داخل القاعدة إن الجنود اعتصموا في مبنى مقر قيادة القاعدة. وقال المصدر  "هناك بعض سكان المنطقة مع المهاجمين لكن معظمهم ليسوا من هنا، ولا نعرف وجوههم" . وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية أن الجنود العائدين من القرم سيتم إستقبالهم في شكل لائق، ولن يتم التعامل معهم كمنشقين بل كمقاتلين قدامى و"ابطال فعليين". وقالت الوزارة أنها تسعى الى التصدي للمعلومات الكاذبة في هذا الصدد والتي "تبثها أجهزة الإستخبارات الروسية في شكل كثيف" سعياً الى تعزيز الاقتناع بأن الوحدات العائدة من القرم سيتم حلها مع ملاحقة الجنود في شكل فردي بتهمة الخيانة العظمى. ويبدو أن هذه الحملة باتت تؤتي بعض النتائج، إذ صرح أحد البحارة يوم الجمعة في القرم أنه يخشى ملاحقته في حال عودته الى أوكرانيا. وأرخى إستفتاء القرم بظلاله على شرق البلاد، وجرت تظاهرة جديدة ظهراً في دونيتسك المدينة الصناعية في المنطقة، بمشاركة ثلاثة آلاف شخص.  تتار القرم في القرم قلل رئيس مجلس التتار في القرم مصطفى جميليف من مخاوف هجرة هذه المجموعة المسلمة من القرم، لكنه أعرب عن خشيته من إدراجه على لائحة الأشخاص غير المرغوب فيهم في شبه الجزيرة. وقال في مؤتمر صحافي "ليس هناك نزعة الى الهجرة من القرم وآمل ان لا يحدث ذلك ". وأضاف إستنادا الى أرقام الامم المتحدة  فإن حوالى ألف تتاري عبروا الحدود بين القرم وأوكرانيا بين التاسع والسابع عشر من اذار/مارس معظمهم من النساء والاطفال والمسنين" لافتا الى أن "الرجال باقون". وقاطع التتار في القرم التي تعد ما بين 12 الى 15% من سكان شبه الجزيرة البالغ عددهم مليوني نسمة الإستفتاء الذي سمح بالحاق القرم بروسيا. 7/5/140323 ـــــــــــــــــــــــ