اليمن

اليمن/ التطبيل الحقير وسوء المصير!

1361 2023-05-09

عبدالملك سام ||

 

لقد انتصرنا على العدوان والمرتزقة في كل الجبهات، إلا أن هناك جبهة لم نستطع مقارعتهم فيها، ألا وهي جبهة السفالة، ولا سبيل للرد عليهم برأيي إلا إذا قبلنا أن ننزل إلى مستواهم، وهذا ما لن يقبله أي يمني يحترم نفسه.

من منكم لم يستمع لإغنية (الأضرطي) وهو يقلد الراحل "تمباكي"؟! لقد تقمص (الأضرطي) شخصية تمباكي حتى في غمزة عينية واعوجاج فمه، وما كان ينقصه فعلا هو أن يقول: "اجوما جوما".. أنا شخصيا لم يعجبني، ووجدت أن التقليد كان رخيصا، ولكن الإيقاع كان جيدا وتسبب في إنتشار الأغنية؛ كيف لا وهو ينتمي لجماعة مشهورة بالتطبيل وتقديس الطغاة على مر تاريخها.

التطبيل ليس بالأمر اليسير، بل يحتاج لقدرات خارقة؛ فالطبال لابد ان يكون ثابت الجنان، طليق اللسان، يجيد الرياء، وليس في وجهه حياء. والأخيرة بالذات هي ما تختصر على الطبال نصف المسافة ليحترف التطبيل، ولذلك فإن كوادر حزب (إصلاح) هم الأنسب كونهم تخلصوا من الحياء مع أول جلسة (إمتحان) لإيمانهم، كما ان قادتهم لا يبخلوا عليهم أبدا بالغطاء الديني الذي يجعلهم جريئين في الكذب والصفاقة.

تاريخيا، يذكر الكاتب (جون روبرت) في كتاب (العلاقات الخفية بين أمريكا والدول العربية) أن شيوخ الوهابية في السعودية أصدروا أكثر من 300 فتوى رسمية تدعم مشروع "الجهاد في أفغانستان ضد الإلحاد" الذي أقره مجلس الأمن القومي الأمريكي، والذي كان عرابه اليهودي (زبيغنيو بريجنسكي) مستشار الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر).

وبالطبع أنطلقت حملات "التطبيل" الوهابية اليمنية يومها في حملات مجتمعية ومحاضرات "دينية" ومسارح شعبية تقدح في السوفييت "الملاحدة"، وهو ما تواصلت تأثيراته حتى حرب صيف 1994م بإعتبار أهل الجنوب إمتداد للشيوعية وليسوا يمنيين، وتم إجتياح وإستحلال الجنوب! وقد أدهش هذا النشاط الأمريكيين ما شجعهم فيما بعد لإنشاء "القاعدة وداعش" لإستهداف كل البلدان الإسلامية.

دور "التطبيل" يبعث على الإشمئزاز، وذلك أن الشخص الذي يقوم به يمثل دورا يشبه كثيرا دور البغايا؛ كون النفاق يعتبر عهرا ثقافيا، ونهايته وخيمة، فغالبا يتم مقت "الطبال" مجتمعيا بعد أن تتضح حقيقة الدور الذي يقوم به خدمة لأعداء شعبه، هذا بالإضافة إلى أن الخاتمة تكون أسواء من نفسيته الخبيثة، وقد ذكر التاريخ كثيرا من النهايات التي تعبر عن العدالة الإلهية، ويكفي أن النبي (ص) قال فيهم: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ثم ويل له".

ختاما، يحكى أنه حدث في عصر المماليك الذين حكموا مصر أن ضرب زلزال البلد في أيام حكم الوالي (العبيدي)، فأنشد أحد الشعراء بيتا قال فيه: "ما زلزلت مصر من كيد ألمَّ بها .. لكنها رقصت من عدلكم طربا!"، فأمر الوالي أن يملأوا فم "الطبال" باللؤلؤ والذهب لفرط ما أعجب بهذا البيت الذي أصبح أشهر ما قيل في النفاق عبر التاريخ، والذي سيظل وصمة عار في تاريخ "المطبلين" على مر الزمان!

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك