✒️✒️ محمد شرف الدين||
بإسمه تعالى وله الحمد
كما هو معروف عند أهل الاختصاص أن أي خطاب لابد له من مخاطب يكون الخطاب والكلام موجه لهم ،
فهنا الامام سيد الشهداء عليه السلام - على فرض ثبوت صدور هذا الكلام منه- فإنه يبين للأمة جمعاء بعض الأمور :
١- الثبات على نهج الحق ، اي أنه لم يتأثر بمحيطه الخارجي من قبيل ابتعاد الناس عن الإسلام وأحكامه الإلهية، وقبول الناس بنظرية توريث الخلافة والملك داخل عائلة واحدة وترك ما شرّعه الباري تبارك وتعالى من " لا ينال عهدي الظالمين" فمواجهة هكذا انحراف تكون واجبة على المؤمنين لا سيما قائدهم ومولاهم ، فلذا قال"... سأمضي...." التي تدل على الثبات والبقاء والتمسك .
٢- الموت مسألة حتمية لكل من على الأرض والايات زاخرة بهذا الأمر ، وهذا لا يختلف عليه اثنان ،
لكن الذي ينبغي الإنتباه له والسعي إليه هو طريقة الموت" كيف يتحقق الموت". وهذا ما غفل عنه عامة الناس بل اعتقد بعضهم أن الموت عار وعيب -نتيجة كره الموت- .
ولكن الصحيح أن طريقة الموت هي التي قد تكون عار وعيب -كما إذا مات الشخص وهو في حال معصية والعياذ بالله ، أو طريقة الانتحار ،وغيرها-
٣- الإنسان الطالب للحق يختار طريقة معينة للموت ،وهي طريقة قد عبر عنها الامام الخامنئي دام ظله، "الشهادة موت الاذكياء".
اي أنه عرف طرق الموت الكثيرة -من خلال معاينته ومعاشرته للناس- وفكر ووصل إلى نتيجة أن الموت في سبيل الحق تعالى وسبيل المستضعفين من الناس هو اشرف طريق للموت -الشهادة- ، فلذا نرى أن هكذا انسان قد يسعى للوصول لهذه الطريقة سنوات كثيرة كما في حال الولي -حبيب بن مظاهر-رضوان الله عليه وكل الذين كانوا معه ،حيث أن بعضهم قد تجاوز عمره الستين سنة وهو يبحث عن -الشهادة في سبيل الله- بل ما لحظناه في السنوات الأخيرة من تسابق الناس على هذا الطريق ، بل السائرون في سبيل الحق تراهم يتوسلون إلى الله تبارك وتعالى بأن يرزقهم هذه الطريقة للموت، بل تستبشر عوائلهم عند حصولها لهم، وهذا هو النجاح الابدي .
٤- هذا الشعار يحتوي على رسالتين :
أ- رسالة إلى الأعداء ،مفادها" عدم اللين ، وعدم الرضوخ، وعدم القبول بأفعالهم ، وعدم الاهتمام بمكانتهم وقوتهم وعددهم وسلاحهم ، لأننا مع الحق وقادتنا شهداء " وهذه الرسالة تحذيرية للعدو
ب- رسالة الجماهير المؤمنة ، مفادها " ان هذا الطريق قد سلكه قبلكم أئمة وانبياء وسادات القوم بل كل الصالحين ،اي ان هذا الطريق المؤنس فيه تلك الفئات المؤمنة " وهذه الرسالة تحفيزية لنا .
فنسأل الله أن يجعل وفاتنا في سبيله وتحت راية نبيه مع إمامه عليه السلام
وسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha