الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم . وسط مدينة الديوانية . بامامة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها تحدث سماحته عن الفروقات الموجودة بين الخبث والطيب . وما حلله الله تعالى من الطيبات وما حرم من الخبث . كما بين ايضاً الاسس والمعايير التي من خلالها نستطيع التفرقة بين الخبث وبين الطيب وبين اختيار الخبيث واختيار الطيب والفوارق الكبيرة الموجودة بينهما . حتى تصل الى الحياة العامة للانسان وهذه الاسس والمعايير تشمل جميع ما يمر به الانسان من اختيار البلد والزواج والعمل وغيرها من الامور التي يجب على الانسان اختياره على اساس طيبها فزواج المرأة من الرجل واختياره لها يجب ان يكون على اساس الطيب . وكذا اختيار الرزق للانسان فيجب ان يكون على اساس الطيب (( ورزقناهم من الطيبات )) . فهذا يشمل جميع الامور في حياة الانسان . وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في القرآن الكريم وفي عدة موارد . حتى اشار الى القول الطيب والكلام الطيب وما ينطق ويتعامل به العباد بشكل عام . كما اشار الى العراق الذي سمي بالبلد الطيب لوجود الكرامات التي اعطاها الله سبحانه وتعالى له وكيفية المحافظة على هذا البلد الطيب .
اما في خطبته الثانية ؛ فقد اشار الى المناسبات العديدة التي مرت علينا خلال هذا الشهر أي شهر رجب المبارك . ومنها ما احييناها واخرى قد هملت ولم نحييها . متمنياً ان نلتفت الى هذه المناسبات مستقبلاً فمنها مناسبات دينية واخرى وطنية . سطر فيها ابناء شعبنا المفاخر التي يجب ان نفتخر بها . ورجال سطروا مفاخر نستطيع ان نتغنى بها وقد تغنت بها اجيال من قبلنا . ويجب ان نقف عندها . ومن هذه المناسبات مرت علينا مناسبتان مهمتان وتستحقان الوقوف . وهما ذكرى ثورة العشرين . والاخرى انتفاضة السابع عشر من رجب . فثورة العشرين ملحمة كبرى بقادتها ومواقفها واهدافها . ومن تصدى لقيادتها في ذلك الوقت . حيث ان المرجعية الدينية تصدت بنفسها لقيادة هذه الثورة . وكذا مواقف العشائر العراقية الغيورة في هذه الثورة . داعياً عشائر الديوانية في عاصمة عشائر العراق . الديوانية . ان يحيوا هذه الذكرى لانها امتداد لتاريخ اجدادهم . اما المناسبة الاخرى وهي انتفاضة السابع عشر من رجب . فبعد ان قامت ثورة العشرين وحددوا الانكليز ان قيادة الثورة هي المرجعية الدينية . فارادوا تحجيم وايقاف المرجعية الدينية . وكذا الشعائر الحسينية . حتى جاءوا بطاغوت العصر ليقضي على العوامل الثلاث الرئيسية . وهي المرجعية الدينية . والشعائر الحسينية والعشائر العراقية التي كانت متمسكة بمرجعيتها وتاتمر باوامرها . مستذكراً في الوقت نفسه اصؤار الجماهير وانتفاضتهم حين اعتقل الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس) . فاحياء هذه المناسبات هي عوامل لاحياء وبقاء الشموخ والعزة لابناء الشعب العراقي المظلوم . فهذه المناسبات تحتاج الى استذكار وتذكير للاجيال القادمة . فهؤلاء الشهداء وهؤلاء الرجال يستحقون منا ان نستذكرهم في ذكراهم ونذكر بهم وبمواقفهم دائماً .
اما ما يتعلق بالوضع السياسي فقد اشار سماحته الى الحوارات واللقاءات والمفاوضات التي تجري بين الكتل السياسية . مبيناً ان كل هذا لم ياتي بنتيجة . فنحن نشاهد تعصب وتمسك واصرار . وهذا كله من شانه ان يؤخر ويعطل . وما بقى من الفترة المحددة الا قليل . فالشعب ينتظر والعالم يراقب .
مخاطباً القادة السياسيين والكتل السياسية ان الامور يجب ان تحسم قبل انقضاء الفترة الدستورية المحددة . مبيناً ان هناك من يحاول التلاعب بالدستور الذي يعتبر من الثوابت الوطنية والذي علينا جميعاً الاحتكام به . داعياً الجميع الى تقديم بعض التنازلات وعدم التمسك واعطاء الفرصة لتحقيق الشراكة الوطنية . مقدماً ما ساماه سماحته بالنصيحة الى القادة السياسيين . بانه من لم يحترم الشعب فسوف يخرجه الشعب من حيث ما اتى . فخروج الجماهير ونزولها الى الميدان بمثابة رسالة لجميع القادة وجميع الكتل السياسية . كما جدد مطالبته لمن جرب حظه وحكم البلد ان يعطي الفرصة لغيره ويتنازل عن بعض الامور من اجل المصلحة العامة . فلا تحاولوا ممارسة الضغوط من خلال اللقاءات والحوارات الاعلامية وغيرها . فاليوم الشعب والجميع اصبح يعرف ما يدور من حوله . فعلى الكتل السياسية ان تجد الحلول قبل فوات الاوان والا سوف ينقلب السحر على الساحر . فهذه الفرصة لاتضيعوها من خلال تمسككم وتزمتكم بما ترغبون وتريدون تحقيقه من مصالحكم .
اما الامر الثاني الذي يتعلق بالنهضة الجماهيرية والتي ايقضت المسؤولين وجعلتهم يقطعون خطوط الطوارئ عن المسؤولين وان تساويهم مع ابناء الشعب العراقي . متمنياً ان يشمل هذا جميع الامور الاخرى وما يتعلق بالتجاوز على دور الدولة . وان لا تكون هذه مجرد مرحلة آنية لاسكات اصوات وحناجر الجماهير الغاضبة والمطالبة بحقوقها . وكذا غيرها من الخدمات فيجب ان يساوى المسؤول بالمواطن العادي حتى يعيش معاناته ليوفر له خدماته .
كما تطرق ايضاً الى قضية الفساد الاداري والمالي . وممارسة سياسة التسييس في مؤسسات الدولة حتى نجد اليوم انه لاتوجد مؤسسة في العراق غير مسيسة . كما يحصل في الكثير من الوزارات العراقية وقضية اعطاء وكالات لوزراء بادارة وزارات اخرى وهم اصلاً غير قادرين على ادارة وزاراتهم . اليس هذا دليل واضح على تسخير مؤسسات الدولة لصالح جهة سياسية . كما يحصل لوزير الشباب والرياضة وايضاً وزير النفط وكذا الزراعة وغيرها .
كما ان هيئة الحج ايضاً مسيسة ومسخرة الى بعض الشخصيات واستغلال اموال الحجاج في موارد غير معروفة . متسائلاً سماحته باي حق تجمع هذه الاموال وتشغل . وايضاً باي حق يجمع رئيس هيئة الحج بين انه نائب وبين منصبه الحالي ؟ اليس هذا الفساد بعينه .؟ . وهذا يشمل مؤسسات الشهداء والسجناء المسيسة والمسخرة لجهات وشخصيات . مخاطباً اياهم بان هذه المؤسسات هي مؤسسات الشعب وليس مؤسسات احد . وما يحصل اليوم من فساد فهذا كله بسبب التاخير والتسويف الحاصل والالتفاف على الدستور لبقاء واطالة عمر الفساد .
https://telegram.me/buratha