نبـّه ممثل المرجعية الدينية وخطيب الصحن الحسيني الشريف المسؤولين المعنيين في توفير الخدمات والحاجات الاساسية لابناء الشعب العراقي الى ضرورة اتخاذ الدرس والعبرة من التظاهرات التي خرجت في بعض المحافظات العراقية تطالب بتحسين الخدمات واتخاذ الاجراءات الجدية والكافية لتحقيق القدر المطلوب ولو بنسبة جزئية مقبولة من تحسين الخدمات وتلبية المطالب الشعبية ،مؤكدا في جانب آخر "على ضرورة مراعاة المعايير المهنية والوطنية في تشكيل الحكومة المقبلة با ن يتم الابتعاد عن المحاصصات الضيقة ( الحزبية والفئوية والطائفية ) "
وقال سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) خلال خطبة الجمعة الثانية التي اقيمت اليوم 19/رجب /1431 الموافق 2/7/2010 في الصحن الحسيني الشريف "فيما يتعلق بتظاهرات المواطنين التي خرجت في بعض المحافظات تطالب بتحسين خدمات الكهرباء بعد ان تردّت الى حالٍ جعلت المواطن مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة يعاني معاناة لم يعد يتحمّلها فخرج ليعبّر عن مطالبه الحقه"
واضاف ومع قطع النظر عما يذكره البعض من وجود تحريض واستغلال من قبل بعض الجهات لهذه التظاهرات لتحقيق مكاسب سياسية فان الذي اود التنبيه اليه هو ضرورة اتخاذ الدرس والعبرة من جميع المسؤولين المعنيين بتوفير الخدمات والحاجات الاساسية للمواطنين لكيفية التعامل مستقبلا ً مع ملفات الخدمات والحقوق الاساسية وضرورة اعطاء الاهتمام واتخاذ الاجراءات الجدية والكافية لتحقيق القدر المطلوب ولو بنسبة جزئية مقبولة من تحسين الخدمات وتلبية المطالب الشعبية فيما يتعلق بحقوق المواطنين .
وتابع سماحته اولا علينا ان ندرس الاسباب الحقيقية التي ألجأت المواطنين للتظاهر مع قطع النظر عما ذكرناه موضحا ان هناك شعور عام لدى المواطنين بان المسؤولين لم يتخذوا الاجراءات المكانية والجادّة لرفع معاناتهم خصوصاً ما يتعلق بالخدمات الاساسية كخدمات الكهرباء والبطاقة التموينية وهما من اهم حاجات المواطنين الاساسية وقد طالب المواطنون – سابقاً – وكذلك من خلال خطب الجمعة ولعدة مرات بضرورة اتخاذ الاجراءات الجدية ولو لرفع جزء من هذه المعاناة ولكن المواطن لم يجد ايّ استجابة وزاد من هذا الشعور انشغال الكتل السياسية بالتجاذبات فيما بينها من اجل تشكيل المكون وطول فترة الانتظار لتحقيق ذلك وكذلك ما هو حاصل من هذه التجاذبات في السنين السابقة ..
ثانيا يرى المواطن انه قد ادّى كلّ ما عليه تجاه ما هو مطلوب منه بالنسبة للعملية السياسية ولا ينكر المواطن ان هناك الكثير مما قُدِّم له ولكن في نفس الوقت هناك خدمات اساسية وخصوصاً الكهرباء وضعها يتردّى اكثر من السابق وقد استنفذ جميع الوسائل للمطالبة لم يبق له الا اللجوء للتظاهر
ثالثا ولقد زاد من الطين بلّة انه يرى المواطن الكثير من المسؤولين لا يشعرون بمعاناته هذه ولا يمرون بها لتوفر هذه الخدمات لهم بصورة دائمة فاراد من خلال التظاهر ان يُشعِر المسؤولين بحجم معاناته وعدم تحمّله،رابعا وان كنا نشعر بضرورة عدم التجاوز على مقرات الدولة ولكن المواطن حينما يكون في ثورة غضب بسبب تراكم معاناته لا بد ان نتفهّم ما يحصل منه ونحاول ان نهدئ من روع المواطنين بالتحرك الجدي والسريع لرفع هذه المعاناة،خامسا اننا لا نقصد من كلامنا وتقييمنا هذا تحريض المواطنين فاننا في الوقت الذي نرى جهداً طيباً سياسيا ً او امنياً او خدماتياً نتوجه بالشكر والتقدير لاصحاب الانجاز ولكن حينما نرى تلكؤاً وتقصيراً لابد من توجيه النصح والارشاد والتوجيه والاستفادة من الاحداث بما يؤدي الى اصلاح النهج السياسي وتحسين الاداء للمسؤولين والدولة ،سادسا ان مثل هذا التردي في بعض الخدمات تحتاج معالجته الى تضافر جهود جميع المعنيين بهذه الخدمة وليس من الصحيح ان نحمّل جهة واحدة فقط مسؤولية هذا الوضع .. بل لابد من تحميل جميع المعنيين بالازمة مسؤولية ما حصل وعلى جميع الوزارات ومؤسسات الدولة وحتى اعضاء مجلس النواب ان يتحمّلوا المسؤولية في هذا الجانب لرفع المعاناة باسرع وقت ..
من جانب آخر اكد سماحة الشيخ الكربلائي على ضرورة مراعاة المعايير المهنية والوطنية في تشكيل الحكومة المقبلة با ن يتم الابتعاد عن المحاصصات الضيقة ( الحزبية والفئوية والطائفية ) قائلا لقد مرّ على اجراء الانتخابات النيابية قرابة اربعة اشهر والمواطنون ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء الكتل السياسية من حواراتها للوصول الى تشكيل الحكومة المرتقبة .. وقد ناشدنا سابقاً – ولمرات كثيرة جداً – بضرورة الاسراع بالوصول الى تفاهمات بين الكتل السياسية للوصول الى رؤى مشتركة تحقّق هذا الطلب الدستوري والوطني ... ولابد لهذه الكتل ان تدرك حراجة الموقف السياسي الذي يمر به البلد مع هذا التأخير والذي يترتب عليه الكثير من التداعيات السلبية على مصالح الشعب ،ونأمل من الكتل السياسية ان تعمل وفق ما تقتضيه المصالح الوطنية والانتماء لهذا الوطن الجريح والشعب المظلوم ..
كما نود أن نؤكّد على ضرورة مراعاة المعايير المهنية والوطنية في تشكيل الحكومة المقبلة وان اعتماد هذه المعايير والابتعاد عن المحاصصات الضيقة ( الحزبية والفئوية والطائفية ) هو الذي يعتبر الاساس لنجاح الحكومة المقبلة وزرع الثقة لدى المواطن بالعملية السياسية والمفتاح لاستقرار البلد وتطوره وازدهاره ..
وهذه المعايير هي الكفاءة والنزاهة والشعور بالمسؤولية وحب تقديم الخدمة واتخاذ موقع المسؤولية موقع تكليف لا تشريف وفرصة للحصول على المزيد من الامتيازات والمكاسب الشخصية "
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha