ناشدت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار المجتمع الدولي التدخل والحد من انتشار مرض السرطان في مناطق الأهوار نتيجة القذائف الحربية خلال السنوات الماضية، ودعت إلى إجراء مسح ميداني في هذه المناطق.وقال المعاون الفني لرئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الحسين هادي لـ «الحياة» «إن هناك ارتفاعاً واضحاً في نسبة إنتشار مرض السرطان في المناطق التي تقع ضمن الأهوار».
وأضاف أن الحالات «تعد بالعشرات في بعض المناطق، كما هي الحال في منطقة الفهود التي وصل فيها عدد الحالات إلى 52 قبل أن ننتهي من كشف كامل المنطقة والمناطق الأخرى التي لم يصلها الكشف». وأوضح أن «السرطان لا يتضح في الكشف الطبي لدى كوادرنا إلا بعد سبع سنوات على الأقل، ما يعني أن هناك حالات كثيرة لم تكتشف إلى الآن ويجب تدارك المشكلة». وعزا نسبة إزدياد السرطان في الأهوار إلى «القذائف الحربية التي استخدمت في الحروب السابقة، إضافة إلى أن الأهوار كانت مخبأ للمعارضين للحكومات السابقة، ما أدى إلى تسميم بعض المستنقعات.
وما زالت التأثيرات قائمة إلى اليوم. كما قُصفت بعض المناطق بمواد مشعة». من جهته قال سليم محمد الباحث في منظمة إنقاذ الأهوار في جنوب العراق إن «التلوث الذي أصاب المنطقة جاء كونها منطقة مائية ومن السهل إنتشار السموم والإشعاعات فيها. وفي الوقت ذاته تصعب معالجتها أكثر من الأماكن الترابية. وأضاف أن «ما أسهم في تفاقم المشكلة هو إنحسار المياه في هذه المناطق، فضلاً عن تجفيفها نهاية القرن الماضي، ما يعني أن أحد الحلول هو ضخ كميات أكبر من المياه من الأنهار المغذية لهذه الأهوار». وأشار إلى أن «الصواريخ والألغام والقذائف غير المنفلقة كانت المصدر الرئيس لتلوث التربة بإشعاعات مميتة وغازات سامة أسهمت بزيادة الإصابة بسرطان الدم والكبد».وقال مدير ناحية الفهود التابعة لذي قار زكي حسين «إن المنطقة تعرضت إلى قصف جوي من طائرات القوات الأميركية عام 1991 بواسطة القنابل العنقودية، وأن بعضها لم ينفجر». وأضاف أن «مناطق الأهوار تعاني من نقص في الكوادر الطبية، ما أدى إلى التأخر في اكتشاف إزدياد حالات السرطان».
https://telegram.me/buratha