أبدى السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون إعجاب بلاده بنجاح التجربة الديمقراطية الحديثة في العراق، مؤكدا أن فرنسا لن تتدخل بتشكيل الحكومة المقبلة كونها شانا عراقيا، فيما دعا إلى أهمية توسيع التبادل التجاري بين البلدين.
وقال بوالون خلال مؤتمر صحافي عقد في مبنى الإدارة المحلية بمحافظة كربلاء عقب وصوله إلى المحافظة، اليوم الثلاثاء، ، إن "العراق أعطى درسا كبيرا للعالم بكيفية إجراء الانتخابات خلال الظروف الصعبة وكيفية تجاوز جميع العقبات"، مبينا أن "نجاح الانتخابات البرلمانية في العراق دليل واضحا على الديمقراطية التي يعشها العراق في الوقت الحالي".
وأضاف بوالون أن "فرنسا معجبة بإصرار الشعب العراقي على التمسك بالديمقراطية رغم عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد"، مشيرا إلى أن "بلاده تدعم الحراك بين الكتل السياسية في العراق حاليا لتشكيل الحكومة المقبلة"، بحسب قوله.
وأكد بوالون ردا على سؤال مراسل السومرية نيوز"، حول إمكانية تدخل المجتمع الدولي في تشكيل الحكومة المقبلة، أن" تشكيل الحكومة العراقية شأن داخلي لا يمكن لأي احد أن يتدخل فيه"، معربا عن أمله بأن "يتمكن السياسيون العراقيون من تشكيل حكومة قوية بأقرب وقت ممكن".
وأشار السفير الفرنسي إلى أن "فرنسا لا تخشى تشكيل حكومة قوية في العراق قائمة على أساس النظام الديمقراطي الذي يحترم حقوق جيرانه ويدافع عن حقوق الإنسان"، لافتا إلى أن "بلاده تدعم تسليح العراق من اجل حماية نظامه الديمقراطي وليس لاستخدامه ضد جيرانه فزمن الحروب قد ولى"، بحسب تعبيره.
وكان وفد من وزارة الدفاع الفرنسية زار بغداد، أمس الثلاثاء، وبحث سبل التعاون الأمني والعسكري مع وزارة الدفاع العراقية وعدد من المسؤولين في الحكومة.
وفي سياق متصل قال السفير الفرنسي إن حكومة بلاده "تسعى لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين بمختلف المجالات"، مؤكدا أن "الشركات الفرنسية نفذت خلال الفترة الماضية العديد من المشاريع في العراق والتي ما زال عدد منها قيد الإنشاء".
واعتبر بوالون أن "إلغاء الحكومة الفرنسية لـ80% من ديونها على العراق دفع العديد من الدول إلى أن تحذو حذوها وتلغي ديونها"، مستدركا بالقول إن "المواقف الايجابية من فرنسا تجاه الشعب العراقي تعكس مدى العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين"، بحسب قوله.
وكانت الحكومة الفرنسية قررت خلال العام 2004 تخفيض 80 % من ديونها على العراق وهي أول دولة تخفض نسبة ديونها على العراق في ذلك الوقت.
وكان السفير الفرنسي وصل إلى محافظة كربلاء صباح اليوم، برفقة عدد من رجال الأعمال الفرنسيين يمثلون شركتي لافارج المتخصصة في صناعة الإسمنت التي تسعى لاستثمار 200 مليون دولار في تأهيل معمل اسمنت كربلاء بالتنسيق مع شركة محلية، فيما تتخصص الشركة الثانية (adpi) في مجال الإنشاءات الهندسية التي تدرس حاليا إمكانية إنشاء مطار الفرات الأوسط.
https://telegram.me/buratha