اتهم المدير التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة العراقية علي اللامي،الولايات المتحدة الأميركية بأنها تقود مخططا لاغتياله وإلقاء المسؤولية على تنظيم القاعدة، وبيّن أن واشنطن حاقدة عليه بعد تمكنه من "إفشال" مساعيها لإعادة حزب البعث إلى السلطة في العراق عبر القرارات التي أصدرتها هيئته، مطالبا الحكومة العراقية بفتح تحقيق في الموضوع. وقال اللامي في حديث لـ"السومرية نيوز"، "تلقيت تحذيرات نقلها لي جهاز المخابرات العراقي قبل أيام عن وجود محاولات لتصفيتي من قبل تنظيمات القاعدة والبعثيين، وفقا لمعلومات استخبارية من مصادرهم في كركوك والموصل"، مضيفا أن تلك المعلومات أكدتها له "قيادة عمليات بغداد التي اتصلت بدائرتنا ونقلت الخبر ذاته، وأيضاً من استخبارات وزارة الداخلية" بحسب قوله.وتابع اللامي أن الجهات العراقية التي نقلت له تلك المعلومات هي "القوات الأميركية"، مبينا في هذا الصدد أن "معلومات جديدة تسربت، اليوم، من داخل السفارة الأميركية ببغداد، تشير إلى وجود مخطط لتصفيتي من قبل القوات الأميركية".وأوضح اللامي أن المعلومات التي وصلته من السفارة الأميركية كانت "عن طريق مصدر رفيع المستوى"، لافتا بهذا الخصوص أن المعلومات التي لديه تشير إلى أن "كل الأخبار والتهديدات التي تلقيتها والتحذيرات التي وصلتني من الجهات الأمنية العراقية مصدرها الاستخبارات الأميركية وهدفها التضليل، حتى تلقى اللائمة على القاعدة والبعث، وتبرأ ساحة الجانب الأميركي من محاولة اغتيالي" وفقا لقوله.واعتبر رئيس هيئة المساءلة والعدالة التي تتهمه واشنطن بأنه "عميل للاستخبارات الإيرانية" أن السبب في محاولة القوات الأميركية بالعراق اغتياله يكمن في نجاحه بـ"إفشال مخططات أميركا في إعادة حزب البعث للسلطة في العراق بشكل جزئي بعد الانتخابات".وأوضح بهذا الصدد أن الولايات المتحدة "كانت تتوقع أن تتمكن من إعادة جزء من البعث للسلطة بعد أن نجحت بالضغط على الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية بإرجاع عدد كبير من القيادات البعثية إلى الأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة، وبالتالي إشراك البعث بالسلطة وخلق التطمين للإقليم العربي بوجود القيادات البعثية داخل السلطة".وأكد اللامي أن "مخطط إرجاع البعث أفشلته الهيئة الوطنية للمساءلة والعدالة من خلال تطبيق إجراءاتها وفق القانون والدستور، وهذا ما أزعج الجانب الأميركي وجعله حاقدا ويطلق التهديدات المبطنة في كلامه في الفترة الماضية وفي فترة الانتخابات".وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اودييرنو قد اتهم في حديث له في شباط فبراير الماضي السياسي احمد الجلبي ورئيس هيئة المساءلة والعدالة علي اللامي، بأنهما خاضعا لتأثير إيران، وأكد حصول القوات الأميركية على معلومات مباشرة تفيد عن ذلك، وعقب أوديرنو على ذلك بالقول "إن أنشطة طهران في العراق انتقلت من الوسائل القاتلة إلى استخدام السبل السياسية والمالية لممارسة النفوذ". وشدد رئيس هيئة المساءلة والعدالة بالقول "أنا أحمل السفارة الأميركية والقوات الأميركية المسؤولية الكاملة في أي حادث إطلاق نار أتعرض له أو حادث تفجير أو محاولة اغتيال أتعرض لها".وطالب اللامي الحكومة العراقية بـ"فتح تحقيق للتأكد من تلك المعلومات"، معتبرا أنها "محاولة يائسة لا تثني هيئة المساءلة والعدالة عن اتخاذ الإجراءات وفق القانون والاستمرار بالدفاع عن القانون والدستور العراقي". وتعد القرارات التي اتخذتها هيئة المساءلة والعدالة قبل وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في السابع من آذار مارس الماضي محل جدل كبير بين الأطراف العراقية، وهو ما جعل الهيئة تتهم بدستوريتها وبأنها مسيسة وتخضع لأهواء طائفية، إذ تطالب القائمة العراقية التي أعلن فوزها بالانتخابات بـ"إلغاء الهيئة"، نظراً لما أدته قراراتها من إقصاء لمرشحين تابعين لها. وكانت الهيئة قد قررت الاثنين الماضي 26 نيسان الماضي عدم احتساب نتائج 52 من المرشحين للانتخابات بدعوى أنهم مشمولين بإجراءات اجتثاث البعث، كما أعلنت عن وجود أسماء تسعة مرشحين آخرين من القائمة العراقية مشمولين بتلك القرارات من المتوقع أن تنطق الهيئة التمييزية القضائية بقرار استبعادهم يوم الاثنين المقبل.وكانت القوات الأميركية قد اعتقلت علي اللامي في ايلول 2008 في مطار بغداد عند عودته من لبنان الى العراق بجواز سفر مزور بحسب ما اعلنته قوات التحالف، واستمر احتجازه لفترة امتدت سنة ونصف حتى افرج عنه في آب 2009.
https://telegram.me/buratha