اعتبرت القائمة العراقية، الجمعة، أن نهج رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي في أيامه الأخيرة يعتمد "إثارة الأزمات مع شركائه في العملية السياسية"، وعلقت القائمة على انتقاد المالكي للأطراف العراقية الداعية لتدخل المجتمع الدولي فيما يجري بالعراق، بالقول إنه "لولا الإرادة الدولية لما انتقل المالكي من حارات السيدة زينب في دمشق إلى رئاسة الحكومة في بغداد".
وقال المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا في حديثه لـ"السومرية نيوز"، إن رئيس الحكومة المنتهية ولايتها "نوري المالكي وعلى ما يبدو يختم أيامه الأخيرة من جلوسه على كرسي رئاسة الوزراء بثقافة إثارة الأزمات مع شركائه في العملية السياسية ومع أبناء شعبه ومحيطه الإقليمي"، مبيناً أنه (المالكي) "وصل بتمسكه بثقافة إثارة الأزمات إلى حد الانقلاب على شركائه في الائتلاف الوطني الذين أوصلوه إلى رئاسة الوزراء".
وأضاف الملا أن "القائمة العراقية والكتل السياسية تؤمن أن المرحلة المقبلة لا تتحمل ثقافة إثارة الأزمات، ما دعا الجميع الى وضع خطوط حمر على شخص المالكي"، داعيا المالكي إلى أن يتخلى عما وصفه "بالهمجية التي بسببها تعقد المشهد العراقي، في حال أراد أن يكون فاعلا في المرحلة المقبلة".
وأكد الملا أن "القائمة العراقية ائتلاف سياسي يؤمن بالحوار السياسي، وثقافة تطويق الأزمات"، معتبرا ان تصريحات المالكي الأخيرة "يراد منها تغيير دفة الحراك السياسي من الاستحقاق الشعبي إلى قضية العنف وإثارة الفوضى، كما أنها ليست الأولى من نوعها فقد صرح بمثلها مراراً وتكراراً".
وكان نوري المالكي قال في كلمة له خلال حفل افتتاح جسر فاطمة في مدينة كربلاء إن هناك كيانات سياسية عرضت على ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه مناصب في الحكومة المقبلة في حال تنازلنا عن المطالبة بإعادة العد والفرز في بغداد، مؤكدا أن تلك الجهات هددت بإمطار المنطقة الخضراء بالصواريخ في حال أعيد العد والفرز.
واتهم المالكي تلك الكيانات بأنها تسعى إلى قلب المعادلة السياسية في البلاد من خلال تهديداتها، وتساءل في الوقت ذاته عن الأسباب الحقيقة وراء تخوف بعض الجهات من إعادة عمليات العد والفرز لأصوات الناخبين في بغداد، وأردف متسائلا "لماذا لم تطلق هكذا تهديدات في الولايات المتحدة الأميركية عندما أعيد العد والفرز يدويا فيها وهي من البلدان الأكثر تطوراً؟".
وكانت المفوضية العليا للانتخابات أعلنت أمس الخميس، أن قرار إعادة العد والفرز يدويا في محافظة بغداد بحسب ما أقرته الهيئة التمييزية الانتخابية ملزم للمفوضية، فيما أكدت انه تم تحديد يوم الاثنين المصادف الثالث من أيار المقبل موعدا لإعادة العد والفرز.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، قال المتحدث باسم القائمة العراقية "كنا نتمنى أن تكون هناك سياسة خارجية للمالكي خلال فترة حكمه، بالشكل الذي يعيد للعراق دوره الريادي في المنطقة، أو يملّكه الوسائل التي ترصن العملية السياسية"، مشدداً أنه "على المالكي أن يدرك أنه لولا الإرادة الدولية التي غيرت النظام السابق لما انتقل من حارات السيدة زينب في دمشق إلى رئاسة الحكومة في بغداد"، بحسب تعبيره.
https://telegram.me/buratha