استأنفت المحكمة الجنائية العراقية العليا، الاحد، جلساتها لمحاكمة المتهمين بقضية قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991. واستمعت المحكمة خلال جلستها الى شهادات الشهود من المشتكين، اذ افادت شاهدة من مدينة الكوت أن عناصر الامن التابعة للنظام السابق قاموا انذاك باعتقال افراد عائلتها بينهم بنات بعمر ثلاث سنين، فيما اطلقوا النار على احد اولادها وقتلوه.وقالت الشاهدة وهي من اهالي مدينة الكوت بمحافظ واسط ان “بتاريخ 1994 داهمت مجموعة من مديرية امن واسط منزلنا واخذوا وثائق اولادي الرسمية ثم عادوا لاخذ اولادي”.واضافت “الا ان ولدي جاسم حاول الفرار فاطلقوا عليه الرصاص وتوفي ثم وضع على بطانية واخذ الى المستشفى وعادوا بعد ذلك الى الدار واعتقلوا ولدي الاخر وبناتي وزوجي”.واوضحت الشاهدة “كانت اعمار بناتي بين الثلاث سنوات والعشرين سنة”، مبينة “واعتقلنا في مديرية امن واسط وبعد يوم قامت تلك المجاميع باعتقال اشقاء زوجي”.وتابعت “كانوا يوجهون لنا الشتم ويقمون بالتعذيب ثم نقلنا الى معتقل الرضوانية وبقينا هناك 15 يوما بعدها اعدنا الى امن واسط”، مشيرة الى ان “القائمين على معتقل الرضوانية يقولون انه اطلق سراحنا، الا ان امن واسط اصر على اننا مذنبون ومن ثم اطلق سراحنا 10/11/1991 بعدها بشهر اطلق سراح زوجي وابناء اخيه”.وقال شاهد من مدينة الكوت ايضا “في العام 1991 غادر اخي مع ثلاثة من اصدقائه باتجاه ناحية بدرة وجصان وهناك القي القبض عليهم واودعو الى دائرة امن بدرة ثم الى امن واسط”، مضيفا “بعد ذلك داهمت قوة من الامن بيتنا وقاموا باعتقالي مع والدي في امن محافظة واسط وكانوا يوجهون لنا الشتم والسب”.وانطلقت الانتفاضة في الاول من اذار/مارس 1991 بعد انسحاب القوات العراقية من دولة الكويت، واستمرت حتى العاشر من نيسان (ابريل) الذي تلاه في المحافظات الجنوبية من العراق، فضلا عن المحافظات الشمالية، اذ تمكنت قوات النظام السابق من قمعها لتشهد السنوات التي تلتها اعتقالات طالت العديد من المواطنين.وتتهم المحكمة في القضية كل من علي حسن المجيد عبد الغفور (اعدم)، قائد قوات المنطقة الجنوبية سابقا ومقرها البصرة وعضو مجلس قيادة الثورة (المنحل) وسلطان هاشم احمد الطائي، وزير الدفاع سابقا وحسين رشيد محمد التكريتي، معاون رئيس اركان الجيش سابقا وعبد الحميد محمود الناصري، السكرتير والمستشار الخاص لصدام حسين سابقا وابراهيم عبد الستار محمد الدهان، قائد الفيلق الثاني في البصرة آنذاك ووليد حميد توفيق الناصري واياد فتيح خليفة الراوي، قائد الحرس الجمهوري انذاك.كما تتهم المحكمة كل من سبعاوي ابراهيم الحسن، مدير جهاز المخابرات انذاك وعبد الغني عبد الغفور فليح العاني، عضو القيادة القطرية، فرع البصرة سابقا. واياد طه شهاب، امين سر جهاز المخابرات انذاك ولطيف حمود السبعاوي، عميد ركن، عضو اللجنة الامنية في البصرة سابقا وقيس عبد الرزاق محمد الاعظمي، قائد قوات حمورابي التابعة للحرس الجمهوري سابقا وصابر عبد العزيز حسين الدوري، مدير الاستخبارات العسكرية انذاك وسعدي طعمة عباس الجبوري، وزير الدفاع، والذي تولى قيادة القوات العسكرية في المنطقة الجنوبية انذاك وسفيان ماهر حسن، قائد اللواء المدرع الثاني التابع للحرس الجمهوري سابقا.
https://telegram.me/buratha