قال رئيس الجمهورية جلال الطالباني في مقابلة اجرتها معه صحيفة (انباء موسكو) الروسية، إن مبدأ التوافق السياسي سوف يبقى مطلوباً لحفظ التوازن وصيانة استقرار البلد ووحدته، مستدركا بان ذلك يجب ان يكون امراً مرحلياً ريثما يتحقق الاستقرار الكامل وتزول كل الاخطار التي قد تتهدد البلاد.وفي ابرز المحاور التي تضمنتها المقابلة التي نشرت على موقع رئاسة الجمهورية واعتبر الطالباني الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق في السابع من الشهر الماضي انها “تجربة فريدة في المنطقة”، وانها “كانت افضل من سابقتها من حيث اعتمادها القائمة المفتوحة التي تتيح للناخب امكانات اوسع لاختيار النواب”. مشيرا الى انه “رغم وجود بعض الاعتراضات والتحفظات، فاننا نعتقد ان هذه التجربة فريدة في منطقتنا واننا سائرون بخطى واثقة نحو تعزيز النظام الديمقراطي”.واشار الطالباني الى ان ” تقارب نتائج الكتل الاربع الفائزة لابد وان يعقد عملية التوصل الى تفاهمات سريعة. فيما نوه الى قرب التوصل الى اتفاقات تسفر عن تشكيل الهياكل القيادية لرئاسات البرلمان والجمهورية والحكومة.”وحول التفجيرات الاخيرة التي شهدتها العاصمة بغداد وجه الطالباني الاتهام لـ “القوى الظلامية التي تسعى لاثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار وتحاول ان تؤجج مجدداً الصراعات المذهبية والقومية”. وقال انه “لا شك ان القوى الارهابية والظلامية التي تدرك ان سعة المشاركة في الانتخابات وبدء انسحاب القوات الاجنبية بموجب اتفاقية سحب القوات وانفتاح الدول المجاورة على العراق، هذه العوامل كلها، تُسقط اخر الاوراق والاقنعة عن تلك القوى”.وردا على سؤال حول شكل النظام السياسي الذي سيقوم في العراق خلال المرحلة القادمة، قال الرئيس طالباني “من حيث الجوهر معالم النظام السياسي الاساسية حددها الدستور، ولكن لا شك ان للمرحلة التي نمر بها خصائص لا يمكن تجاوزها. ولذا نعتقد ان مبدأ التوافق سوف يبقى مطلوباً لحفظ التوازن وصيانة استقرار البلد ووحدته”.واستدرك الطالباني “لكن ذلك يجب ان يكون امراً مرحلياً ريثما يتحقق الاستقرار الكامل وتزول كل الاخطار التي قد تتهدده. غير ان التوافق السياسي يجب ان لا يصبح تشتيتاً لمؤسسات الدولة و”تقسيمها” على اساس الولاءات القومية او الدينية او المذهبية او الحزبية، بل ينبغي ان تكون الكفاءة والنزاهة والتساوي التام بين المواطنين هي الاساس المعتمد لبناء مؤسسات الدولة”.وفي معرض رده على سؤال يتعلق بثروات العراق واستفادة العراقيين منها، اشار الطالباني الى تداعيات الحروب التي مر بها العراق والعمليات الارهابية التي تتسببت بخسائر عانها العراق وقال ان “هذه العوامل جميعاً لم تتح لشعبنا الاستفادة من خيرات بلادنا على النحو الامثل ولكن لو قارنا ما كان عليه الوضع قبل 2003 والان لوجدنا فوارق هائلة، فالدخول ارتفعت عشرات بل مئات الاضعاف احياناً”.واستدرك “صحيح أن جزءاً من هذه الزيادة يتبدد بسبب الغلاء، ولكن هناك مؤشرات واضحة على تحسن الاوضاع الاقتصادية للمواطنين تمثلت في الاقبال على شراء المزيد من المواد الاستهلاكية وحتى الكمالية بالاضافة الى المواد الغذائية المحلية والكثير من المستوردة التي لم يكن يعرفها المواطن اصلاً”.وجول الاتفاقية الامنية مع الولابات المتحدة وانباء عن “احتمال تمديد فترة التواجد العسكري في العراق”، بحسب الصحيفة، فضلا عن الجاهزية الامنية للقوات العراقية، قال الطالباني “لقد تضمنت الاتفاقية الامنية المعقودة بيننا وبين الولايات المتحدة مواعيد زمنية محددة لانسحاب القوات والطرفان ملتزمان بتنفيذ هذه الاتفاقية. ونحن نعمل طوال السنوات الاخيرة على استكمال هيكلة وتسليح وتدريب قواتنا المسلحة واجهزة الشرطة والامن بالتعاون مع مختلف الدول”.واضاف “ولا شك ان الحفاظ على سيادة واستقلال بلادنا امر ليس عسكريا فقط، بل يعتمد على اقامة افضل العلاقات مع البلدان المجاورة وهذا ما نفعله حاليا. ونأمل ان تكون قواتنا على اتم الجاهزية لاداء المهام المناطة بها”.وحول ما اذا كان التدهور الامني الاخير مرتبط بالوضع الاقليمي، قال الطالباني، ان “بوسعنا القول ان صورة جديدة تتضح الان بجلاء فالدول العربية الشقيقة والدول الاسلامية المجاورة توسع وتعزز روابطها مع العراق منطلقة من ان الامن الاقليمي لا يتجزأ وان استقرار العراق هو استقرار المنطقة بأسرها وانه يفتح افاقا واسعة للتعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي في منطقتنا”.وبشان العلاقات بين بغداد وموسكو ، ومخاوف الشركات الروسية من الاستثمار بالعراق، تطرق رئيس الجمهورية الى العلاقات “التاريخية” بين العراق وروسيا، لاسيما بعد ثورة 14 تموز عام 1958، وقال “ربما كان لموسكو قبل سبع سنوات بعض الهواجس من ان التغيير الجذري الذي طرأ على نظام الحكم في العراق بسقوط نظام صدام حسين، قد يؤثر سلبياً عليها من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وقد عملت على تغذية هذه الهواجس بعض القوى المرتبطة بالنظام السابق، التي ارادت فرض عزلة دولية على العراق”.واستدرك “لكن الامور بدأت تتضح شيئاً فشيئاً واخذت تنتظم العلاقة وتعمل سفارة روسيا بنشاط في بغداد، وكذلك سفارتنا في موسكو. ونحن اليوم نرغب في توسيع التعاون في شتى المجالات: السياسية والاقتصادية والتعليم والثقافة والميادين العسكرية والتسليحية”.وتابع “اما بالنسبة للاقتصاد فاعتقد انه يكفي ان تراجعوا العقود النفطية التي وقعها بلدنا لتجدوا ان من اهمها العقد الموقع مع ائتلاف تقوده شركة “لوك اويل” التي سوف تعمل في حقل “غرب القرنة 2″ وهو من اكبر حقول العراق، اضافة الى عدد من العقود المهمة الاخرى، ناهيك عن التعاون المتسع باستمرار في مجال الكهرباء والري وغيرها، ولذا فان الافاق واسعة واعتقد واتمنى ان تتوثق هذه الروابط لمصلحة بلدينا وشعبينا.”
https://telegram.me/buratha