حذرت اللجنة الأمنية في مجلس ديالى من وجود ما أسمته "الطابور الخامس" في المحافظة يسعى لزرع بذور الفتنة الطائفية بين أبنائها، واعتبرت أن أداء الإعلام المرتبط بالمجلس لم يصل لمستوى الطموح في إحباط الشائعات "المغرضة" وتكذيبها، فيما أكد مواطنون انتشار هذه الشائعات، واختلفت آراؤهم بشأن تأثيرها.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة مثنى علي مهدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن الطابور الخامس يتبع "التحالف التكفيري لتنظيم القاعدة والصداميين"، مبينا أن "الطابور أطلق مؤخرا جملة من الشائعات المغرضة لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء المحافظة". وحذر مهدي من "خطورة هذا الطابور على أمن واستقرار المحافظة، لأن أفراده متمرسون في نشر الشائعات المغرضة".
وانتقد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة في هذه الخصوص أداء وسائل الإعلام الحكومية المرتبطة بإدارة ومجلس المحافظة، وكذلك الأجهزة الأمنية كونها "لم تصل إلى مستوى الطموح في إحباط الشائعات وتكذيبها ونفيها والعمل على زيادة وعي الأهالي بمخططات الجماعات الإرهابية".
والطابور الخامس تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية في اسبانيا في عام 1936، وأول من أطلق ذلك التعبير هو الجنرال كوبية كيللانو أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد التي كانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار، حيث نقل عنه قوله أن هناك طابوراً خامساً من المتواجدين في الحكومة لكنهم يعملون مع الوطنيين.
وترسخ المفهوم بعد ذلك عند الاعتماد على الجواسيس في الحروب واتسع ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.
ومن جهتهم كان لأهالي ديالى آراء متباينة حول نلك الشائعات وتأثيرها فيهم، ويقول المواطن كاظم يوسف الهنداوي ،47 سنة، ويعمل موظفاً حكومياً، إن "الشائعات بدأت تبرز بصورة جلية بعد تفجيرات قضاء الخالص الدموية نهاية الشهر الماضي وما رافقها من عمليات قتل داخل القضاء بدوافع مجهولة".
ويوضح الهنداوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الشائعات انتشرت مؤخرا في أحياء بعقوبة فحواها أن المليشيات سوف تهاجم السنة وتنتقم لتفجيرات الخالص"، مشيرا إلى أن شائعات موازية "أطلقت داخل قضاء الخالص تتهم السنة بأنهم وراء تفجيرات الخالص"، حسب قوله.
ويلفت الهنداوي إلى أن "تلك الشائعات خلقت جوا من التوتر بين السكان"، مؤكداً أن "الأوراق اختلطت على الأهالي ولا يعرفون تصديق ذلك أو تكذيبه، كونهم أناس بسطاء وربما يخدعوا بالشائعات التي لابد من علاجها وبيان زيفها"حسب رأيه.
من جانبه، يقول سائق سيارة الأجرة في بعقوبة تحسين المجمعي إن "الشائعات، وبصراحة، أخافتني وجعلتني أرفض الذهاب إلى قضاء الخالص، خشية الاستهداف الطائفي بعدما سمعت الكثير عن عمليات قتل واستهداف المدنين الأبرياء"، مبيناً انه "يدرك جيداً أن جزءاً كبيراً مما يقال غير صحيح لكنه لا يريد المغامرة ويفضل الحذر"، حسب قوله.
بدوره، يؤكد المواطن هاشم الصالحي ويعمل سائق باص في قضاء الخالص، في حديث لـ"السومرية نيوز"، قائلا "إننا نسمع كل يوم شائعات جديدة لكنها لا تؤثر فينا فنحن نذهب يومياً إلى مركز قضاء الخالص ونأتي إلى بعقوبة ولم يعترض طريقنا أحد".
ويعتبر الصالحي أن "هناك جهات تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وزرع بذور الفرقة بين السنة والشيعة مرة أخرى، لكننا نطالب حكماء القوم أن يسعوا إلى وأد الفتنة وإفشال جميع مخططات الجماعات الإرهابية التي وقفت وراء تفجيرات الخالص وهي من بثت الشائعات المغرضة"، حسب رأيه.
https://telegram.me/buratha