قالت مصادر مطلعة في بغداد امس السبت، ان واشنطن بدأت ترعى حوارات غير معلنة، بين كتلتي "العراقية" و"دولة القانون" مستفيدة من تلكؤ محادثات الاندماج بين قائمة نوري المالكي والائتلاف الوطني الذي يضم المجلس الاعلى والتيار الصدري.
وفي تصريح لـ"العالم" اكدت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها، ان الجانب الاميركي الذي لم يحاول بشكل علني التأثير على المداولات التي تجري بين مختلف الكتل لتشكيل الحكومة المقبلة، أوضح لكل من المالكي وغريمه الابرز اياد علاوي، ان واشنطن يمكنها ان تدعم حكومة تشكلها اكبر كتلتين فازتا في الانتخابات، اي العراقية ودولة القانون.
وتابعت المصادر ان واشنطن تعتقد ان سيناريو تعاون من هذا القبيل من شأنه "تحجيم التدخلات المضرة التي تقوم بها ايران وأطراف اخرى، لإعادة الاعتبار لكتل سياسية صغيرة تراجعت حظوظها في الانتخابات ويراد لها ان تعود مؤثرة في مفاوضات تشكيل الحكومة".
وتقول المصادر ايضا ان لقاءات عدة تمت بين ممثلين للكتلتين "في بغداد ومدن اخرى، لكن المالكي فضل ان تبقى سرية حتى التوصل الى تفاهم واضح".
وتؤكد المصادر ان "الاتفاق المرتقب ربما سيفضي الى تحديد المناصب السيادية، حيث من الممكن ان يتم الاتفاق على ان يذهب منصب رئاسة الجمهورية الى المالكي ورئاسة الحكومة الى علاوي، اما منصب رئاسة البرلمان فيحتمل ان يذهب اما الى الائتلاف الوطني او للاكراد".
لكن المعلومات الواردة من طهران والمتداولة في بغداد تفيد بتلكؤ مشروع اندماج المالكي مع الائتلاف الوطني بسبب شروط وصفت بالصعبة وضعها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على المالكي وحكومته، وأن الصدر اختلف مع طهران نفسها بهذا الشأن. ويقول هؤلاء ان الايرانيين يحاولون في هذه الاثناء "كسب وقت مع المالكي، كي لا يلجأ الى فتح مفاوضات مع القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي بعد اليأس من الشيعة". كما يعربون عن اعتقادهم بأن طهران تحاول "اختبار نوايا القائمة العراقية، ودراسة مجموعة رسائل حول سيناريوهات الموازنة بين دور طهران ودور الرياض التي صار لديها اصدقاء كبار في العملية السياسية بعد فوز علاوي".
من جهته قال جمال البطيخ القيادي في القائمة العراقية ان كتلته "تتمنى ان تكون هناك حوارات جادة ومثمرة مع دولة القانون بأي اتجاه سارت الامور طالما انها تهدف لبناء شراكة" لكنه نفى علمه بحصول حوارات "جادة" بين الطرفين.
https://telegram.me/buratha