أبدى الائتلاف الوطني العراقي استغرابه من التحذيرات التي أطلقها قادة من القائمة العراقية بشأن تحالفه مع ائتلاف دول القانون، معتبرا أن هكذا تحذيرات قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني، وفي حين طمأن فيه ائتلاف دولة القانون من أن الهدف من التحالف هو تشكيل الحكومة المقبلة وليس تهميش الآخرين، جددت القائمة العراقية تحذيرها من محاولة الالتفاف على نتائج الانتخابات التي أفرزت فوزها، في وقت أعتبر فيه محلل سياسي أن عدم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن سيؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيلها.
تحذيرات العراقية قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمنيويقول القيادي في التيار الصدري المنضوي في الائتلاف الوطني العراقي بهاء الأعرجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن المفاوضات مع ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي "لم تكتمل بعد ولم تأخذ صيغتها النهائية حتى الآن"، مبينا أن "التحالف مع ائتلاف دولة القانون لا يعني أن التيار الصدري سينعزل عن الكتل الأخرى وفي مقدمتها القائمة العراقية".
ويبدى الاعرجي استغرابه من التحذيرات التي أطلقها قادة القائمة العراقية لاسيما المتحدث باسم القائمة حيدر الملا بشأن التحالف بين الائتلاف الوطني ودولة القانون"، معتبرا تلك "التحذيرات رسالة سيئة إلى أبناء الشعب العراقي الذي ينتظر تشكيل الحكومة بفارغ الصبر"، بحسب قوله.
وكان المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا حذر في حديث لـ "السومرية نيوز"، أمس الأول الأربعاء، من الانسحاب من العملية السياسية برمتها في حال اندمج ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، مبيناً أن هذا الأمر "سيبقيهما حبيسين في المنطقة الخضراء".
ويستبعد الأعرجي أن "تكون هذه التحذيرات تمثل رأي القائمة العراقية نظراً لأن الظرف الحالي لا يسمح بمثل هكذا آراء التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في البلاد"، مشدداً على أهمية "تعاون الجميع لتشكيل الحكومة المقبلة".
هدفنا تشكيل الحكومة وليس تهميش الآخرينمن جانبه يعتبر المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني تحذيرات القائمة العراقية "مساومة سياسية لا أكثر"، ويقول إن "التحالف مع الائتلاف الوطني هدفه تشكيل الحكومة المقبلة وليس تهميش الآخرين".
ويوضح الحسني في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "تشكيل الحكومة المقبلة يتطلب وجود تحالف كبير لتشكيلها"، مشيرا إلى أن "التحالف من الائتلاف الوطني لا يمنع الانفتاح على الكتل الأخرى وهو لا يخالف الدستور العراقي"، بحسب قوله.
وكان المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني قد أكد في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، أن الاجتماع الذي عقد بين الائتلافين، مساء الثلاثاء 13 نيسان الجاري، تضمن الاتفاق على وضع الآليات واللمسات النهائية لدخول الائتلافين في تحالف سياسي موحد لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
العراقية تحذر من الالتفاف على نتائج الانتخابات من جهته، يطالب عضو القائمة العراقية جمال البطيخ الكتل السياسية بضرورة "احترام نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من آذار الماضي، والتي أعطت الحق للقائمة العراقية بتشكيل الحكومة المقبلة".
ويقول البطيخ في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القائمة العراقية ستعمل على تشكيل الحكومة المقبلة بموجب الدستور العراقي الذي كفل لها الحق في تشكيلها"، محذرا من محاولة الالتفاف على نتائج الانتخابات لما له من تأثير سلبي على واقع العملية السياسية والناخب العراقي"، بحسب قوله.
وكانت النتائج النهاية للانتخابات البرلمانية في العراق أسفرت عن فوز قائمة ائتلاف العراقية بالمركز الأول بعد حصولها على 91 مقعدا تليها قائمة ائتلاف دولة القانون 89 التي حصلت ثم الائتلاف الوطني العراقي في المركز الثالث بحصوله 71 مقعدا، كما حصلت قائمة التحالف الكردستاني على 43 مقعدا وحصلت قائمة التوافق على ستة مقاعد،كما حصلت قائمة التغيير على ثمانية مقاعد، وحصل الاتحاد الإسلامي على أربعة مقاعد ووحدة العراق على أربعة والجماعة الإسلامية على مقعدين.
أمريكا ستتدخل في حال فشل الكتل السياسية ويرى المحلل السياسي كاظم المقدادي أن تحذيرات المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا "تكرار للخطأ الذي ارتكبه رئيس القائمة العراقية إياد علاوي عندما توقع حصول أعمال عنف وفوضى في حال لم يطلب من القائمة العراقية تشكيل الحكومة المقبلة".
ويطالب المقدادي في حديث لـ"السومرية نيوز"، جميع الكتل السياسية بالابتعاد عن هذا النوع من التصريحات من اجل طمأنة الشارع العراقي بشأن مستقبل البلاد خاصة بعد النجاح الذي حققته الانتخابات البرلمانية"، مبينا أن "محاولة عرقلة التحالف بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني يناقض الديمقراطية ويزيد من عزلة السياسيين".
ويلفت المحلل السياسي العراقي إلى أن "عجز الكتل السياسية وفشلها في التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة سيؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيلها"، بحسب قوله.
وبانتظار الإعلان عن تحالف الائتلافين أكد التيار الصدري، الذي يعد من أكثر الرافضين لتولي المالكي ولاية جديد، أمس الخميس أنه ينتظر موقفا من زعيمه مقتدى الصدر بشان اندماج الائتلافين.
https://telegram.me/buratha