وصف القيادي في ائتلاف دولة القانون علي الأديب اليوم الجمعة تحذير رئيس ائتلاف العراقية أياد علاوي من نشوب حرب طائفية إذا استبعدت قائمته من الحكومة المقبلة بأنها تمثل تهديدا واضحا للكتل السياسية، واصفا إياها بأنها لغة غير ديمقراطية. وقال الاديب ان تهديدات علاوي توحي بأن العنف هو ما يؤمن به بعض الأشخاص المنتمين لقائمته، مستدركا أو أن علاوي على الأقل لديه القدرة على فعل ذلك.
وقال الأديب في معرض رده على تصريحات زعيم ائتلاف العراقية، إن العراق ابتعد عن الطائفية بعد أن اطمأنت كل الأطراف إلى وجود حياة ديمقراطية حقيقية، وبعد أن خاضوا الانتخابات، مبينا أن الجمهور الكبير الذي شارك في الانتخابات، وخصوصا في المناطق التي كانت ملاذا للإرهابيين، دليل على أنهم استبدلوا تفكيرهم باتجاه الديمقراطية.
وأبدى الأديب استغرابه من تصريحات علاوي حول إمكانية استبعاد قائمته من التشكيلة الحكومية، متسائلا كيف يتحدث رئيس قائمة بهذه الطريقة، مبينا أن الاستبعاد غير ممكن لأي مكون عراقي، ومعروف جدا أن ائتلاف العراقية يضم أكبر كتلة سنية وبالتالي لا يمكن استبعاد هذه المكون الرئيس، لأن استبعاده سيخل بالتوازنات الموجودة، خصوصا ونحن نسعى أصلا إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية من غير الممكن أن لا يكون للعرب السنة تمثيلهم الحقيقي فيها.
وأضاف الأديب أن هناك فرقا كبيرا بين أن تكون العراقية ممثلة بالتشكيلة الحكومية وبين أن يحصل اياد علاوي نفسه على منصب رئاسة الوزراء، فالأول (تمثيل العراقية بالحكومة) أمر ضروري ومتفق عليه لأن الكل يعتقد أن المرحلة المقبلة مرحلة شراكة وطنية، لكن الثاني وهو سعي اياد علاوي للحصول على رئاسة الوزراء متروك للبرلمان، فالكتل السياسية في النهاية هي من ستصوت على المرشح لرئاسة الوزراء، وهي من تتخذ قرار منح الثقة من عدم".
وكان رئيس ائتلاف العراقية اياد علاوي قد حذر من أن العراق قد ينزلق إلى حرب طائفية إذا ما استبعدت مجموعته عن الحكومة المقبلة، كاشفا أنه سعى لمقابلة رئيس الوزراء نوري المالكي لمناقشة عملية تشكيل الحكومة، لكن لم يتم الاتفاق على موعد بعد.
جاءت تصريحات علاوي تلك في أول رد فعل على مؤشرات تحالف ائتلاف دولة القانون مع الائتلاف الوطني لتكوين كتلة برلمانية من 159 عضوا تتولى تشكيل الوزارة الجديدة.
وقال علاوي في لقاء صحفي إنه حذر الائتلاف الوطني الذي يتزعمه رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم من أن تولي مقاليد السلطة حكومة دينية شيعية من شأنها إثارة حمام الدماء الطائفي مجددا في البلد، وأوضح علاوي في المقابلة قلت لهم: لا تمضوا في هذا الطريق، في إشارة إلى اجتماع بينه وبين الائتلاف الوطني.
وحذر علاوي من أنه حال عدم تصعيد الولايات المتحدة والأمم المتحدة من جهودهما خلال ما يتوقع أن يشكل حالة من الفراغ السياسي تدوم لشهور، فإنهما سيخلفان بذلك وراءهما دولة ومنطقة مفتقرة إلى الاستقرار عند رحيلهما.
وقال علاوي إن الولايات المتحدة لم تقم إلا بالقليل من العون للمساعدة في تحقيق الأهداف التي أعلنتها إدارة جورج بوش، ومنها تحقيق المصالحة عبر التسويات السياسية وتعديل الدستور العراقي وسن تشريعات لتنظيم صناعة النفط، وإتباع نهج أكثر حكمة حيال تطهير صفوف الحكومة من الموالين لحزب البعث المنحل.
وقال علاوي خلال الفترة الانتقالية - بينما مازالت أمريكا مشاركة هنا، ولا زال لها حضور لافت في هذه البلد - ينبغي أن تركز على الإصلاح السياسي واستغلال مساعيها لتحقيق المصالحة. ينبغي أن توجه مزيدا من الانتقادات إلى أسلوب تنفيذ إجراءات الاجتثاث (ضد حزب البعث)، لأنها جميعا تمت من دون أساس.
يأتي هذا في وقت تجرى فيه مفاوضات بين ائتلاف دولة القانون (89 مقعدا من بين مقاعد البرلمان الـ325) والائتلاف الوطني (70 مقعدا) لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، وإذا ما شكلت الكتلة الجديدة فإنها ستحوز على 159 مقعدا برلمانيا، وتصبح الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب،
وهو ما يتيح لها حسب المراقبين من تشكيل الحكومة الجديدة بالتحالف مع التحالف الكردستاني الذي يحوز على 43 مقعدا، والذي من المتوقع ان ينضم اليه باقي الاعضاء الكرد في البرلمان (14 مقعدا)، لتكوين كتلة كبرى من 216 مقعدا، وهي ما يمثل تقريبا ثلثي مقاعد البرلمان اللازمة لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلما، حسب ما نص عليه الدستور العراقية.
وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني زار أول امس الاربعاء القيادي في الائتلاف الوطني ابراهيم الجعفري وابلغه أن الكرد سيؤيدون مرشح الاخوة الشيعة لرئاسة الوزراء، في اشارة الى الائتلافين (دولة القانون والائتلاف الوطني).
https://telegram.me/buratha