الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها تحدث عن كبائر الذنوب وتاثيرها السلبي على المجتمع وعلى تماسكه . مستذكراً ما تحدث عنه في الخطب السابقة الا وهو نقض العهود والمواثيق والكذب والنفاق . مبيناً ان المخالفات الشرعية كثيرة . متناولاً حالة قد غرقت فيها نسبة كثيرة من المجتمع . وهو اليمين . او الايمان .
مبيناً ان هذه الظاهرة منتشرة وبشكل كبير بين المجتمع . كما اوضح مايترتب على اليمين . وآثاره السلبية . مستشهداً بالعديد من الروايات التي تنهى عن اليمين سواء كان في الصدق او الكذب . وان لا نجعل من الله عرضة لايماننا . هذا وقد دعا سماحته جميع المؤمنين الى الابتعاد عن اليمين وخصوصاً الذين يتعاملون في الاسواق ويحلفون الايمان الكاذب . وكذا العوائل من الاباء والامهات . فعليهم ان لايكذبوا امام ابنائهم لانهم بذلك سوف يربون اجيال على هذا الكذب . منتقداً في الوقت نفسه الكثير من هذه الحالات التي تمارس حتى في دوائر الدولة ومؤسساتها والموظفين والمسؤولين . مؤكداً على ان الكذب يضعف الايمان . وهو ايضاً عمل منكر . مشيراً الى الجوانب السلبية للكذب ومن الناحية الاخلاقية والشرعية والاجتماعية .
كما بين ايضاً ان ما يحصل هذه الفترة من مصائب مجهولة الاسباب والظواهر الغريبة كاحتراق المنازل دون معرفة الاسباب او انتشار الافاعي في احدى القرى وغيرها من الامور . فهذا كله رسائل يبعثها الله سبحانه وتالى لنا من اجل ان نلتفت ونرجع الى الله ونعود اليه ونبتعد عن جميع المنكرات ونلتزم بالواجبت ونتجتنب المحرمات .
اما في خطبته الثانية فقد تناول سماحته موضوع الحراك السياسي من قبل الكيانات والكتل والاحزاب السياسية . وهناك وفود شكلت لزيارات دول اقليمية . مبيناً ان هذه الزيارات هي حالة صحية وجيدة ان تكون هناك زيارات وعلاقات مع دول الجوار والدول الاقليمية . وهذا من حق جميع الكتل الساسية . ولكن يجب ان لايكون على حساب المصلحة العليا او سيادة البلد . وبالتالي فان هذه الزيارات وهذا التسابق ان كان من اجل ان يجلبوا لنا الحلول من خارج الحدود .. فان هذا وهم كبير . وكل من يتوقع ذلك فانه واهم . فالحركة اصبحت على اعلى المستويات وهي حركة مكوكية . معبراً عن رفضه التام لاستيراد الحلول او استجداء الحلول من خارج العراق .
كما اوضح ان الدول لها مصالحها الخاصة وهي لا تنظر الا الى مصالحها وان كانت تدعي غير ذلك . فعلى الساسة العراقيون ان يعرفوا جيداً انه لابديل عن الحلول العراقية الخالصة . معرباً عن امله بالسياسيين العراقيين في ايجاد الحلول اللازمة .
ومبدياً في الوقت نفسه مخاوفه تجاه استغلال هذا الفراغ وممارسة الاعداء لسياساتهم ومنها سياسة فرق تسد . فالكل يرى من خلال زاويته ويتحرك وينطلق من خلالها محاولاً ان يكون هو المتصدي وهو من يمسك بزمام الامور . ولكن عليهم بالحيطة والحذر اولاً وقبل كل شيء من الاعداء والمتربصين والذين لهم مصالحهم الخاصة . كما دعاهم سماحته الى الجلوس حول طاولة واحدة وايجاد الحلول والنتائج . خصوصاً وان العراق يمتلك قيادات جيدة وقادرة على تجاوز الازمات .
كما وجه خطابه الى الكيانات الفائزة وجميع المرشحين الذين فازوا . مبيناً ان الشعب العراقي ادى دوره على اتم وجه واوفى بعهوده لهم واوصلهم الى مجلس النواب . وهو اليوم ينتظر منهم ان يمارس الاصلاح السياسي في البلد لان المشكلات الكثيرة والمعانات التي مر بها ابناء الشعب والتجربة السابقة شخصت للجميع نقاط الخلل . والابتعاد عن عملية التهميش والابعاد والاقصاء . فالكل عرف حجمه واستحقاقه من خلال هذه الانتخابات . لذا يجب اعطاء كل ذي حق حقه واستحقاقه الانتخابي . وعلى الفائزين في الانتخابات ان يخرجوا من الانانية . ومجلسنا الجديد ينتظر منه ان يبادر ويمارس خطوات الاصلاح السياسي .
وطالب مجلس النواب الجديد ان يخفض من امتيازه وعليه النظر الى الحفاة والفقراء . متسائلاً من اين نبدأ هل نبدأ من الزراعة . متحدثاً عن مشاكل الفلاحين الفقراء وما يعانون منه خصوصاً وان الحكومة لم تلتزم معهم بما وعدتهم به . منتقداً ايضاً القرار الذي اصدر بمنع استيراد المحاصيل الزراعية . وعدم دراسته وتاثيره على الفقراء والحفاة والمساكين .
وانتقل ايضاً للحديث عن الصناعة الوطنية مطالباً الحكومة بدعم القطاعات الصناعية وغيرها من التربية والتعليم وجميع الوزارات . مطالباً بالاصلاح الذي بدات جميع مفاصل الحياة تعاني منه والمواطنين الحفاة والفقراء هم من يعانون من هذا التراجع الكبير الذي يحصل في كل الوزارات ومنها الزراعة ووزارة التجارة والمشكلة او المعضلة المزمنة المتعلقة بالبطاقة التموينية التي لم يشعر بها المسؤولين ولكن يشعر بها الفقير . وهاهي الوزارات غارقة في الفساد .
ومنها ما يحصل في الملفات الامنية وتهريب السجناء وعدم تنفيذ الاحكام بحق المجرمين والارهابين . مشككاً بهذا الموضوع الذي يحول من حكومة الى اخرى والارامل والايتام باقون ولا يوجد من ياخذ بحقهم .
هذا وعن هيئة النزاهة . فقد اشار سماحته الى ان النزاهة اعلنت ان هناك اكثر من الفي شهادة مزورة . متسائلاً ماهي الاجراءات بحق المزورين وبحق المخالفين . مؤكداً الى ان ابناء الشعب العراقي لا يريدوا الا الحق والانصاف والعدالة والنظر اليهم والى حياتهم الضعيفة المليئة بالالام والمصائب والمحن . الذي يلعب الفساد دور رئيسي فيها .
وفي نهاية خطبته جدد سماحته مطالبته لاعضاء مجلس النواب الجديد بان يبدؤا عملية الاصلاح من داخل مجلس النواب وصولاً الى الوزارات وجميع مؤسسات ودوائر الدولة .
https://telegram.me/buratha