حمل قياديون في صحوة قضاء أبو غريب الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في القضاء، متهمين الأجهزة الأمنية بـ"الغباء" لعدم تعاونها الاستخباري مع الصحوات، كما اتهموا رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بـ"الكذب" على عناصر الصحوة، فيما اعتبر مصدر امني أن استهداف الارهابيين لمن يبلغ عنهم من المواطنين أسهم بزيادة أعمال العنف في أبو غريب.
ويقول نائب قائد صحوة أبو غريب الشيخ فوزي الزوبعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش تشييع احد ضحايا انفجار استهدف رتلا للجيش العراقي في منطقة أبو منيصير إن "سحب السلاح من عناصر الصحوة من قبل الحكومة وحصر المهام الاستخبارية بالقوات الأمنية أسهم إلى حد كبير بتدهور الوضع الأمني في القضاء".
وكان قضاء أبو غريب شهد في 12 من الشهر الجاري، استشهاد جنديين عراقيين وإصابة سبعة آخرين اثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت رتلا للجيش العراقي، في منطقة أبو منيصير في قضاء أبو غريب، غرب بغداد.
أفراد الجيش العراقي أغبياء ويضيف الزوبعي أن "عناصر الصحوة كانوا خلال الفترة السابقة يعملون على رصد تحركات الجماعات المسلحة بشكل يفوق أداء القوات الأمنية في هذا المجال، حيث يمتلك عناصر الصحوة معرفة تامة بجميع مخارج ومداخل القضاء ومراقبة العناصر التي يشتبه بانتمائها للجماعات المسلحة من خلال زرع عناصر استخبارية بين تلك الجماعات".
ويشير الزوبعي الذي يشغل مؤقتا منصب قائد صحوة أبو غريب، بعد اعتقال قائد الصحوة السابق إلى أن "جميع انجازات عناصر الصحوة تلاشت بعد استلام الجيش والشرطة للملف الأمني وامتناعها عن التعاون مع قيادات الصحوة"، لافتا إلى أن "الحكومة قدمت خدمة كبيرة لتنظيم القاعدة بعد اعتقال عدد من عناصر الصحوة الذين كانوا كصخرة قاسية تقف بوجه القاعدة وباقي الجماعات السلفية المتشددة".
ويتهم نائب قائد صحوة أبو غريب عناصر الجيش بـ"الغباء لعدم تعاونه مع عناصر الصحوة في المجال الاستخباري"، مطالبا وزارة الدفاع بوضع خطة أمنية طارئة يشارك فيها أفراد الصحوة السابقين الذي خاضوا معارك ضد القاعدة خلال العام 2007 لإعادة الأمن إلى المدينة التي وصفها بـ"المتعبة والمتوترة ".
المالكي يكذب لان حكومته سحبت أسلحتنا من جانبه يقول قائد صحوة أطراف أبو غريب أبو عبد الله التميمي إن "سحب الحكومة للمهام الأمنية من عناصر الصحوة وعدم الاستجابة لمطالبهم بالعمل تحت قيادة القوات الأمنية أدى إلى حدوث خروق أمنية كبيرة".
ويوضح التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الأحداث الأمنية التي يشهدها قضاء أبو غريب خلال الأسابيع الماضية دليل واضح على ضعف أداء القوات الأمنية بشكل كبير"، مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كان يعلن انه يؤيد عمل الصحوات في حين أن القوات الأمنية سحبت جميع أسلحة عناصر الصحوات وجعلت صدورهم مكشوفة للعناصر القاعدة"، بحسب تعبيره.
ويتهم التميمي المالكي بـ"الكذب في تأييده للصحوة خلال اجتماع الهيئة العليا للمصالحة الوطنية الذي عقد أمس"، مؤكدا أن "المالكي يقول خلاف ما يفعل"، بحسب قوله.
ودعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي خلال حضوره اجتماع الهيئة العليا للمصالحة الوطنية بداية الأسبوع الحالي إلى الاستفادة من عناصر الصحوات في الجهد الاستخباري "نظرا لمعرفتهم بالخلايا الإرهابية"، متعهدا بـ"الوقوف إلى جانب أبناء العراق (الصحوات) بكل ما نستطيع، فلو لم يكونوا صادقين لما استهدفتهم المجاميع الإرهابية.
إلا أن سياسة المالكي فيما يتعلق بالصحوات لاقت أيضا انتقادات من سياسيين أحدهم رئيس مجلس النواب المنتهية صلاحيته أياد السامرائي الذي حمّل في حديث لـ"السومرية نيوز"، في الرابع من الشهر الجاري، المالكي المسؤولية عن استهداف عناصر الصحوة في العراق وأوضح أن أمن بعض المناطق في العراق استتب لأنها تسلمت أمنها بيدها وقامت بإشراك أبنائها بالصحوات، إلا أنها تدهورت أمنيا بعد دمج أفراد الصحوات بوظائف مدنية متواضعة، ولم يتم دمجهم بقوات الشرطة في تلك المناطق، مبينا أن دمج قوات الصحوة التي كانت مسؤولة عن حفظ الأمن بوظائف مدنية أربك الوضع الأمني لأنها كانت مصدر المعلومات للقوات الأمنية لمنع الخطر قبل وقوعه.
من جهته، يقول احد مقاتلي الصحوة البارزين في أبو غريب سعدي الفرحان إن "أمام القوات الأمنية شهرا واحدا لإعادة الأوضاع الأمنية في القضاء إلى ما كانت عليه قبل أن تزداد قوة الجماعات المسلحة التي قد تتمكن من تنفيذ هجمات كبيرة في بغداد انطلاقا من القضاء".
ويضيف الفرحان في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "تدهور الوضع الأمني تتحمله القوات الأمنية وحدها التي تحاول التغطية على فشلها باستخدام التحالف البعثي والتكفيري وسوريا شماعة لتغطية ذلك الفشل الذي يتحمل المواطن نتيجته"، بحسب قوله.
الارهابيين يستهدفون من يبلغ عنهم و20 خلية نائمة استيقظتمن جهته يعتبر مصدر في شرطة قضاء أبو غريب في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "عدم تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية بسبب مخاوفهم من الاستهداف أو الاعتقال أسهم بحدوث الكثير من الخروق الأمنية خلال الأيام الماضية".
ويقول المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب وصفها بـ"الأمنية، أن "أكثر من عشرين خلية تابعة لتنظيم القاعدة كانت نائمة استيقظت خلال الشهرين الماضيين"، عازيا السبب إلى "فشل القوات الأمنية في كسب تأييد المواطنين وتوفير الحماية لهم بعد الإبلاغ عن الجماعات الإرهابية"، بحسب تعبيره.
ويتابع المصدر وهو مقدم في شرطة أبو غريب أن "احد المواطنين قتل بنيران مجهولين بعد عدة أيام من إبلاغه عناصر الجيش المتواجدين في القضاء عن مكان تواجد احد الإرهابيين"، لافتا إلى أن "الحادث ولد ردود فعل سلبية لدى المواطنين على التعاون مع القوات الأمنية اذا أنهم يخشون الإدلاء بأي معلومات".
ويشير المصدر إلى أن "القيادات الأمنية لم تدرك أهمية التعاون مع العشائر والمواطنين في القضاء على الجماعات المسلحة التي أثمرت جهودهم عن القضاء على تنظيم القاعدة في محافظة الانبار وعدد من مناطق العاصمة بغداد"، متوقعا أن "تشهد الأيام المقبلة تحول قضاء أبو غريب إلى مركز لانطلاق الهجمات المسلحة نحو العاصمة بغداد".
وشهد قضاء أبو غريب غرب العاصمة بغداد، الأسبوع الحالي استشهاد جنديين اثنين وإصابة سبعة من عناصر الجيش بانفجار سيارة مفخخة على رتل للجيش العراقي في منطقة ابو منيصير، واستشهاد جندي آخر بإطلاق نار من قبل قناص،
كما فجر ارهابيون آليتين تابعتين لمشروع ماء أبو غري، فيما انفجرت ثلاث عبوات ناسفة استهدفت إحداهما دورية للجيش الأمريكي أسفرت عن إعطاب عجلة أمريكية، من دون معرفة الخسائر البشرية، كما لقي ثلاثة من مقاتلي الصحوة السابقين مصرعهم بحادثين منفصلين بعبوة لاصقة وإطلاق نار من قبل ارهابيين، كما قتل ارهابيون أمس، أحد عناصر صحوة أبو غريب يدعى خليل عبد الله، بإطلاق النار عليه في منطقة الزيدان شمال أبو غريب.
https://telegram.me/buratha