اعتبر مدير ناحية السلام بمحافظة ديالى، الثلاثاء، أن مشروع بناء منازل تبنته مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "لا يليق بالعائلة العراقية"، فيما أكد مواطنون أنهم وافقوا على السكن في هذه البيوت التي شبهوها بـ"أقفاص الدجاج" مجبرين بعدما تخلت عنهم الحكومة المركزية.
وقال مدير ناحية السلام حامد العنبكي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مشروع بناء نحو 150 منزل جديد في أطراف الناحية الذي تولته مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لمساعدة للأسر التي دمرت منازلها بأحداث العنف لا يليق بالعائلة العراقية".
وأوضح أن هذه المنازل "لا تليق بالعائلة العراقية إذا ما عرف حجمها فهي تحتوي على غرفة واحدة بمساحة 3x3 متر وحمام ملحق صغير"، مشيرا إلى أن "الأهالي قبلوا بالأمر الواقع مجبرين فلا توجد أمامهم خيارات أخرى"، على حد تعبيره.
وبين أن "المطالبات المتكررة للحكومة المركزية بدعم الأسر التي فقدت منازلها لم تلق الاستجابة المطلوبة"، لافتا إلى أن "ناحية السلام تعد من أكثر الوحدات الإدارية التي ضربها العنف بقوة في المحافظة خلال السنوات الماضية، وأسهم في تدمير نحو 18 قرية زراعية بشكل متفاوت".
ومن جهة أهالي القرية، أكد المواطن جلال هادي، 42 سنة، من سكنة ناحية السلام ويعمل فلاحا أن "مئات الدور السكنية دمرت بسبب أعمال العنف بين عامي 2006-2007 ورغم استقرار الأوضاع الأمنية في اغلب مناطق الناحية منذ عام ونصف تقريبا إلا أن الحكومة المركزية لم تف بوعودها لأهالي الناحية".
وأضاف هادي "وكل ما قامت به هو تعويض عدد محدود من الأهالي بمبالغ مالية زهيدة لا ترتقي إلى حجم الضرر الذي أصابهم"، مبينا أن "الأهالي قبلوا بأقفاص الدجاج هذه التي أنشئت بدعم من الأمم المتحدة لأنها أفضل من وعود الحكومة التي يأسنا من تحقيقها"، على حد قوله.
من جانبها، قالت نجيه حسون والبالغة من العمر 53 سنة وهي من سكنة الناحية إن "منزلها دمر بنسبة 100% ولم يتم تعويضها رغم أنها رفعت عدة طلبات رسمية إلى الدوائر المعنية، ولم تحصل منذ أشهر طويلة إلا على الوعود فقط".
وأضافت حسون "أنا أسكن حاليا في منزل صغير جدا أسميه قن الدجاج، (قفص الدجاج) الذي أنشأته الأمم المتحدة، وهو يكاد ينفجر بعائلتي لأنه صغير"، لافتة إلى أن "المنزل يمكن تخصيصه للعرسان الجدد وليس لعائلة كبيرة".
يذكر أن مصادر محلية مسؤولة في محافظة ديالى أعلنت بداية العام الجاري عن عزم مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة دعم عملية عودة الأسر المهجرة والمتضررة نتيجة العنف عن طريق بناء منازل حديثة لها في المناطق التي تعرضت إلى تدمير بسبب العنف، مؤكدة أن المشروع المدعوم من قبل المفوضية يتضمن بناء نحو ثمانية آلاف وحدة سكنية في مختلف مناطق المحافظة، وتم انجاز ثلاثة آلاف منها فيما سيتم انجاز المتبقي خلال العام الجاري.
https://telegram.me/buratha