الأخبار

سماحة السيد عمار الحكيم لقناة الرشيد الفضائية : الطاولة المستديرة مشروع يمكن أن يتسم بالنجاح لكنه يحتاج إلى إرادة وطنية

663 11:03:00 2010-04-12

أكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي ان العراق جزء من منظومة إقليمية ودولية حصلت فيه متغيرات سياسية كبيرة منذ العام 2003 والى اليوم وأثارت مخاوف العديد من دول المنطقة ،

 مشدداً أن الأمن الوطني لأي بلد ليس بمعزل عن الأمن الإقليمي وأن العلاقات والمصالح المتبادلة بين البلدان قضية مفهومة في مجمل نظرية العلاقات السياسية الإقليمية والدولية والمصالح وما الى ذلك و العراق كبلد محوري في المنطقة يجب ان تكون له علاقات وجسور تطمئن جيرانه ودول المنطقة ويتشاور معهم ، معتبراً سماحته أن أي تواصل وأي تشاور مع أي دولة من دول الجوار والمنطقة هو موضع ترحيب الاً أن شرطه الأول والأخير هو ان يبقى القرار اولاً وأخيراً قراراً عراقياً وضمن مقاسات المصلحة الوطنية العراقية.

جاء ذلك في اللقاء الذي أجرته قناة الرشيد الفضائية مع سماحته الأربعاء  742010 بمكتبه في بغداد .

وفي جانب آخر من حديثه قال سماحته " نحن نتحدث عن آراء تطرح على الطاولة المستديرة ويمكن أن تتحول الى رؤية وطنية ، لا احد من الأطراف الفائزة والمهمة يريد ان يدخل في حكومة يكون مصيرها الفشل والعياذ بالله ، الكل يريد النجاح وواحدة من أهم عوامل النجاح هو ان تكون هناك شخصيات كفوءة وقادرة على تبوء مواقع المسؤولية والخدمة بحسب الاختصاصات والوزارات والمواقع المختلفة .

وفيما يلي نص المقابلة التلفزيونية ...

المراسل / بالنسبة لتصريح الائتلاف الوطني العراقي بأنه لا يشارك في حكومة لاتكون فيها القائمة العراقية ، ما خلفية هذا التصريح ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان القائمة العراقية تمثل اليوم مكون أساسي في بلادنا بعيداً عن أي مبالغات ، المكون السني صوته حاضر ومتمركز في القائمة العراقية وان الحديث عن إقصاء العراقية يعني إقصاء هذا المكون ولا نرتضي إقصاء مكون من المكونات ، كحالة سياسية ونظام ديمقراطي فأن حزب أو كيان سياسي معين يتقدم او يتأخر ، يكون في موقع السلطة او ان يكون في موقع المعارضة فهي قضية مقبولة ومفهومة ، أما استبعاد مكون بثقله الواسع والعريض فهي قضية غير مقبولة ، وهناك أكثر من رؤية في كيفية التعامل مع القائمة العراقية ، نحن من دعاة الشراكة الحقيقية لاسيما مع هذه الخصوصية التي أشرت اليها ونتطلع لتشكيل حكومة قادرة على استيعاب هذه المكونات المذهبية والقومية والدينية وتطمئن جميع العراقيين ، نحن في مرحلة بناء وتأسيس وكلما أطمئنت الأطراف المختلفة أكثر كلما تشابكت الأيادي وتساعد الجميع ومن اجل تحقيق طموحات المواطن ومعالجة الأزمات والمشاكل الخدمية والأمنية والسياسية والعلاقات الإقليمية للعراق وهذا  لايحصل الا عندما نكون يد بيد وعلى هذه الخلفية انتصرنا لمكون مهم من مكونات ابناء شعبنا .

المراسل / تصريحكم بأن القائمة العراقية ليست قائمة بعثية هل هو رد على تصريح قائمة دولة القانون ؟ وربما مثّل هذا التصريح توتراً بينكم وبين دولة القانون ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / لا اعتقد ان هناك توتر مع دولة القانون واعتقد ان اهم خصيصة نمتلكها ان الجسور ممتدة والصدور رحبة والأيادي ممدودة لجميع الكتل والقوائم الفائزة ، نحن دعاة الشراكة الحقيقية ولايمكن تحقيق هذه الشراكة مع استبعاد دولة القانون وفيها 89 مقعد وتمثل إرادة لطيف مهم من أطياف الشعب العراقي ومساحة واسعة من الناخبين لكننا حقانيين وندافع عن الجميع ، فيما يرتبط بهذا الموضوع انه ينظر للمكون وكأنه يمثل حالة سياسية مرفوضة في البلاد وأنا شخصياً حاولت ان أفرز بين حزب البعث والطائفة السنية الكريمة وهي الشريك الأساسي والمهم وسنبقى مدافعين عن هذه الطائفة وعن حضورها وعن رجالها المخلصين والوطنيين .

المراسل / ألا ترى ان هذه الطائفة تتجسد فقط في القائمة العراقية وأنها تحمل طابع علماني ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / عندما ننظر لمثل هذه الأمور نجد ومع الأسف الشديد اننا بحاجة الى المزيد من التثقيف لجمهورنا ، عندما نتحدث عن الائتلاف الوطني او ائتلاف دولة القانون ونرى اين الثقل السكاني والأصوات التي منحت سنجدها عند مناطق معينة تكون ذات غلبة محددة وحينا ننظر الى القائمة العراقية نجدها في مناطق معينة ذات لون معين وتوجهات مذهبية معينة ، حينما ننظر الى التحالف الكردستاني نجده ذات لون معين ايضاً ، إذن نحن نسير في معادلة انتقالية من مرحلة اللون الواحد الى مرحة التنوع ولكن علينا ان نعرف ان هناك ثقل واضح للون معين ولمكون معين في مناطق معينة .

المراسل / كيف تجد تصريح التحالف الكردستاني ان منصب رئيس الجمهورية من حقه ، كيف تجد هذا الموقف ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / الطموح لأي كيان سياسي ولأي طرف بأن يصل الى هذا الموقع او ذاك فهو طموح مشروع .

المراسل / ربما ان الطموح يختلف عن الحق ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / الطموح مشروع ولكن افتراض أن طرف سياسي معين يجب ان يأخذ هذا الموقع او ذاك وطرف معين يجب ان لا يأخذ هذا الموقع او ذاك في كلا الاتجاهين اعتقد انه يحتاج الى تدقيق سمعنا مناشدات في ضرورة ان يكون هذا الموقع لشخص عربي وسجلنا وجهة نظر ان عروبة العراق وهويته لا يمكن ان تختزل في موقع محدد وتبقى هذه المواقع منفتحة على كل القوميات الكريمة في البلاد ، اذا ماكان هناك وجهة نظر في اتجاه آخر تعتبر ان هذا الموقع يجب ان يكون لغير العرب دائماً فأنا اعتقد ان هذا المنطق هو الآخر يحتاج الى مراجعة وتدقيق ، المواقع مفتوحة على الجميع ، نضع الشروط والمواصفات والمقاسات الملائمة لنجد الشخص المناسب لهذا الموقع وحينما يجري الحديث عن شخصية مام جلال الذي أستطاع ان يوجد نوع من العلاقة المميزة مع كافة الأطراف والمكونات وان يكون ممثلاً لهذا الشعب ومعبراً عن إرادته فنلاحظ التأييد الواسع من مختلف الأطياف والقوائم المتعددة لمثل هذا الترشيح هذه لا يأتي على خلفية القومية التي يحملها السيد الرئيس وإنما طبيعة شخصيته التي تسمح بأن يكون في مثل هذا الموقع .

المراسل / الى جانب التحالف الكردستاني ومنصب رئاسة الجمهورية هناك ايضاً جبهة التوافق التي تقول أنها لن تشارك في الحكومة القادمة اذا لم تعطى منصب سيادي ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت الطموحات مشروعة ومن حق كل طرف سياسي ان يتطلع لأن يكون في هذا الموقع او ذاك من مواقع الخدمة ، المسائل مرهونة بطبيعة التحالفات والفرص ونحن حملنا هذه الرؤية وهي أن الفوز ليس دائماً وبالضرورة هو بحجم المقاعد فإذا كانت أربعة كتل حازت على مواقع متقدمة تتجاهل ما سواها .

المراسل/ لكن الا تجد ان هذا المطلب هو ضرب من الخيال لأن التوافق حصلت على ست مقاعد فقط ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / مثل هذا الطموح ممكن ان يكون في عملية التحالفات والتواصل بين الأطراف قد تحصل فرصة من هذا النوع او لا تحصل هذه خلفية مرهونة بطبيعة المشاورات والتحالفات وسياقات العمل .

المراسل / بخصوص الطاولة المستديرة التي دعوتم لها والتي تضم الجميع ومن ثم الخروج بحكومة شراكة ، بعض اطراف ائتلاف دولة القانون صرحوا وقالوا هذه الدعوة وجهت من كتلة لا تملك الثقل الكبير وتريد من خلال هذه الدعوة ان تحصل على هذا الثقل ؟

ج : الائتلاف الوطني لديه 70 مقعد وليس اقل بكثير من الكتل الاخرى .

س: ربما كان المقصود هو المجلس الاعلى بهذا التصريح ؟

ج : الطاولة المستديرة مشروع ائتلافي وليس مشروع مجلسي بحت ، نحن أخذنا مثل هذا القرار في أروقة الائتلاف الوطني وطرحناه نجد هناك تصلب في الرؤى والتصورات والطموحات لأكثر من قائمة وإذا ما بقيت هذه التصورات وكل طرف منكفئ على نفسه وله أسقفه الخاصة كيف نشكل الحكومة ، هل ننتظر الى أربع سنوات أخرى حتى نشكل الحكومة لنجد نفس النتيجة ولذلك لا بد من حل والحل هو ان يجلس العراقيون بعضهم الى جانب البعض الآخر وسيجدون قواسم مشتركة كبيرة في برامجهم التي طرحوها للشعب العراقي كم أنهم سيجدوا بعض المسائل الخلافية فلسنا مختلفين في كل شيء ولسنا متفقين في كل شيء وجود طاولة من هذا النوع يطرح فيها بوضوح ويفرز بين مواطن الالتقاء والمشتركات وهي كبيرة جداً وبين ما نختلف عليه وقد تشكل لجان مشتركة مصغرة لدراسة الأمور من خلال هذه الطاولة .

س : ماهي أسباب تأريخ انتقال الحوارات الى مرحلة المفاوضات حول تشكيل الحكومة ؟

ج : جزء من هذه القضية يرتبط بالطموحات كما أشرت من قبل كل قائمة تعتقد ان لها فرصة وعليها ان تأخذ وقتها بالتشاور مع الأطراف الأخرى لتصل الى نتيجة هل انها تمتلك فرصة لتحقيق طموحاتها وخياراتها بالكامل او عليها ان تقلل من أسقف مطاليبها حتى تلتئم مع الآخرين ، الجانب الآخر يرتبط بالنتائج النهائية وقد يكون لدى البعض طموح في ان يتغير شيء من هذه النتائج بحسب النظر في الطعون والشكاوى التي قدمت .

س : هذه الطعون هل ستعطل تشكيل الحكومة ؟

ج : لاشك ان الواقع في العراق فيه شيء من التعقيد والتنوع وهو ليس كبلد من لون واحد هذه هي قوة العراق ولكنا احياناً تكون سبباً في تعقيد اتخاذ القرار .

لعل هذا التعقيد هو دليل إضافي على أهمية الطاولة المستديرة فإذا ما بقي كل طرف بأسقفه ومطالبه وطموحاته واكتفى بمشاورات هامشية او بمجاملات عامة مع الآخرين يسمع طيباً ويشم طيباً دون ان يدخل في العمق دون ان تشكل حكومة وأن الطاولة مستديرة يطرح كل طرف مالديه هذا هو المدخل .

س : بخصوص تفاصيل حوارات جرت بينكم وبين ائتلاف دولة القانون وكانت هناك مساعي من قبل ائتلاف دولة القانون لدمج الائتلافين وهناك اتفاق مبدئي حسب بعض أعضاء دولة القانون لكن تم القفز على هذا الاتفاق المبدئي من قبل بعض التيارات في الائتلاف الوطني العراقي لماذا تم القفز وماهي تفاصيل هذا الاتفاق ؟

ج : بالحقيقة موضوعة الدمج لم يتفق أو يقفز عليها وكل قوى الائتلاف الوطني مشتركة في هذه الرؤية ليس من تعدد في الائتلاف في هذا الموضوع نحن نؤمن بشراكة كل القوائم الفائزة ولدينا تصور في أهمية وفائدة الطاولة المستديرة ونعتقد ان حضور الجميع مهم ومؤثر ولدينا وجهة نظر في بعض التفاصيل ، أخواننا في دولة القانون قد يختلفون في بعض هذه الشؤون لذلك نحن اليوم نتحدث عن تحالف مع دولة القانون ونبني تحالفات مع العراقية ومع الكردستانية .

س : كتحالف بالتأكيد يختلف عن الاندماج ؟

ج : بكل تأكيد التحالف ممكن ان يفضي الى كتلة واحدة ولكن تبقى خصوصية الائتلافين بتنوع الائتلافين والتزاماتهم ؟

س: هذا هو القرار المجمع عليه داخل الائتلاف الوطني ؟

ج : نعم كلنا مجتمعون في أننا لا نندمج وإنما نتحالف مع دولة القانون ونتحالف مع الأطراف الاخرى .

س :  بخصوص هذا التحالف جرت حوارات بين دولة القانون وبينكم هنا في بغداد وفي طهران ايضاً هل توصلتم الى شيء ام تم الاصطدام بحاجز معين وماذا بخصوص منصب رئاسة الوزراء ومرشح دولة القانون الوحيد وهو المالكي ومعارضة التيار الصدري لمثل هذا الأمر ؟

ج : اللجنة المكلفة في هذا الأمر مع لجنة دولة القانون تعقد اجتماعات منتظمة و هناك تقارب في وجهات النظر في بعض الشؤون وهناك قضايا لا تزال قيد النظر وقد تكون مورد النقاش كما هي في آلية اختيار رئيس الوزراء والتفاصيل الأخرى نحن ننظر ان نتعرف على نتائج الحوار الذي يجري بين اللجان المكلفة من الائتلافين لمتابعة هذا الموضوع .

س: بالتأكيد لديكم معلومات او بعض التفاصيل عن هذه الحوارات ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت بحسب هذه الحوارات التي تحصل هناك تقارب في العديد من الجوانب وهناك اختلاف في بعض المسائل ومنها لازال النقاش حول الآليات التي يتم فيها اختيار رئيس الوزراء حينما تستكمل الصورة سيكون هناك فرصة للنظر في عملية التحالف بين الائتلافين .

المراسل / هناك لقاء جمع السيد رئيس الوزراء برئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري السيد كرار الخفاجي ، أين هو المجلس الاعلى من هذا اللقاء ، أين حزب الفضيلة وتيار الاصلاح ، ولماذا تم هذا اللقاء مع التيار الصدري ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / المسالة ليست بهذا الشكل هناك اتصالات ثنائية تحصل بين كل الأطراف في الساحة العراقية ، نحن في المجلس الاعلى نستقبل الكثير من القوى والشخصيات والقيادات ونلتقي ونذهب الى قيادات من مختلف القوائم والأخوة في التيار الصدري يقومون مشكورين بهذا الجهد والأخوة في الإصلاح يجرون المشاورات العامة والاتصالات ضمن ما اتفقنا عليه في الائتلاف وهي قضية مفتوحة لكل الأطراف ان يتحركوا ، لكن على مستوى التفاوض  الائتلاف فيه لجنة موحدة تقوم بهذا العمل وما سواه من اتصالات هي في الحقيقة تدعم التوجهات العامة للجنة التفاوض ويسير ضمن ما اتفق عليه في إطار الائتلاف .

المراسل / لقاء السيد المالكي مع التيار الصدري ربما يقول البعض لان التيار الصدري هو صاحب الثقل الاكبر داخل الائتلاف الوطني العراقي ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً شرفنا السيد رئيس الوزراء والتقينا به هنا وما اعرفه انه قام بزيارة لأخينا الدكتور الجعفري وهذه المشاورات والاتصالات الموجودة مع جميع الأطراف نحن نذهب وهم يأتون ونتحدث وضمن السياقات المتفق عليها ائتلافياً والتفاوض تمارسه اللجان المختصة .

المراسل / الحديث عن المشاورات التي تمت بينكم وبين القوائم الأخرى ، فما هي الجهة التي تقرر وتتخذ القرار داخل الائتلاف ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / تحدثنا ومنذ الخطوة الأولى لتشكيل الائتلاف منذ أشهر وأكدنا على وجوب تحويل الائتلاف من كتلة نيابية الى مؤسسة سياسية راشدة تتوزع فيها الأدوار وتتكامل فيها الصلاحيات والجميع يمارس دور الفريق الواحد وحرص الائتلاف خلال الأشهر الطويلة قبل الانتخابات وما بعدها في الحفاظ على هذه الخصوصية المهمة لذلك نحن تواقون الى ان يبقى الائتلاف بنفس السعة التي دخلنا فيها الى الانتخابات حتى أولئك الذين لم يحصلوا على فرصة الفوز والدخول الى مجلس النواب أو الذين دخلوا لم يكن التمثيل بمستوى طموحاتهم .

المراسل / لكن هناك تصريحات للسيد قصي السهيل تتناقض مع هذه الخصوصية او مع هذه الاتفاق ويقول ان التيار الصدري هو الذي سيقود الائتلاف باعتباره الكتلة الأكبر ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / حينما يجري الحديث عن رئيس للائتلاف او أي شيء آخر من هذه المواقع فمن حق جميع الأطراف ان يكون لهم فرصة او طموح وهذه المسائل لم تناقش لحد الآن وبانتظار ظهور النتائج النهائية ولانجد أي إحراج في ان تكون أي من القوى المشاركة في الائتلاف حاضرة في هذا الموقع او ذاك .

المراسل / ذكرت ان هذا الاتفاق كان موجود وحاضر داخل الائتلاف الوطني حول العديد من القضايا لكن هل كان الاتفاق موجود فيما ذهب به التيار الصدري ورشح قصي السهيل لمنصب رئيس الوزراء ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / من المعروف ان كل طرف من الأطراف داخل الائتلاف الوطني من حقها ان تقدم مرشح وان ينظر في طبيعة هؤلاء المرشحين ضمن السياقات الموجودة وان كان البعض هو يرشح الشخص او ذاك ضمن آلية معية كما لاحظنا أخواننا في التيار الصدري هذه ضمن سياقات فالحرية الموجودة .

المراسل / لكن هذه يختلف عن معطيات باقي الكتل السياسية ومنهم مرشح القائمة العراقية السيد علاوي وكذلك السيد المالكي ولكن الائتلاف العراقي هناك السيد الجعفري وهناك أنباء تتحدث عن عادل عبد المهدي والتيار الصدري ومرشحه السيد قصي السهيل هل تتخوفون من ان تتسبب هذه الخطوات في تصدع الائتلاف الوطني خلال الفترة القادمة بوجود كل هذه القوى  .

سماحة السيد عمار الحكيم /نحن اعتبرناها عنصر قوة وليس عنصر ضعف فاذا كانت بعض القوائم تختزل في شخصيات كريمة ترشح لهذا الموقع من الحملة الانتخابية ، نحن قلنا نتعامل تعامل مؤسسة وفيها البرنامج اكثر من الشخص الذي يقود الفريق لادارة الحكومة وركزنا على البرنامج وقدمنا الرؤية للناس وأبعدنا رأي الشارع العراقي عن الشخوص وركزنا على البرامج حتى لو نظرنا الى طبيعة التصويت نجد ان هناك شخصيات كريمة حازت على أصوات عالية جداً في بعض القوائم الأخرى ولكن الأعضاء الآخرين والقياديين حازوا على 2000  صوت وهذه الظاهرة لاتجدها في الائتلاف الوطني العراقي وهذا يعني ان المسألة لم تأخذ الطابع الشخصي في الائتلاف ، نحن نعمل عمل مؤسسي في الائتلاف وانتهينا من فترة كان الرمز الأوحد هو الذي يمثل الاداءات ، المنهج الذي قدمناه منهج جديد للساحة السياسية العراقية .

المراسل / هل سيتم التعامل مع الكتل على أساس الحسابات العددية فقط أم على أساس الحسابات السياسية ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان الاستحقاق الانتخابي يأخذ حيزاً من الاهتمام فهذا حق الـ ( 91 )  غير الـ ( 89 ) وهي غير الـ ( 70 ) والأخيرة غير الـ ( 60 ) وهكذا الأرقام لها دور وبالتالي كل قائمة تعبر عن إرادة الشعب بمستوى معين مقتضى الأنصاف هكذا يقول ولكننا بما أننا في عملية ديمقراطية ونظام برلماني لتشكيل الحكومة وهناك حاجة الى أصوات وتصويت ثلثين لانتخاب الرئيس ونصف زائد واحد لانتخاب رئيس الوزراء والوزراء وهكذا اذن نحتاج إلى سلّة و رؤية مشتركة تتوزع فيه الادوار وقد يكون للبعض دور اكثر من الآخر بحسب استحقاقه الانتخابي او مقاعده او فرصه .

المراسل / اذن سيتم الجمع بين الحسابات العددية والحسابات السياسية لتشكيل حكومة الشراكة القادمة هناك ايضاً التحالف الكردستاني ، هل توصلتم الى شيء محدد مع التحالف الكردستاني وربما البعض يجد ان الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني هما من سيحسمان المسألة ربما بترجيح كفة جهة على حساب جهة أخرى ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / من المعروف اننا نمتلك علاقات واسعة وتاريخية مع الإخوة   في التحالف الكردستاني وعمل مشترك طويل وثقة متبادلة وهناك تقارب كبير في الرؤى والتصورات ونقوم بعملية التشاور والتنسيق فيما بيننا بشكل مستمر وهم طرف أساسي ضمن عملية الشراكة الوطنية التي نتحدث عنها لذلك نعتقد ان الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني ونتيجة الرؤية المتقاربة فان لهم فرصة في أن يمارسوا الاتصالات والأدوار الطيبة في لملمة الساحة وقطبيها الأساسيين الآخرين المتمثلين بدولة القانون والعراقية .

المراسل / كيف يجد الائتلاف الوطني العراقي وسماحتكم شخصيا مطالب التحالف الكردستاني بخصوص كركوك والمناطق المتنازع عليها وأيضاً بخصوص النفط وعائداته وكذلك بخصوص منصب رئاسة الجمهورية وحصة الكرد من الموازنة ، هل تجدون بان سقف المطالب الكردية مرتفع وربما هذا الارتفاع هو الذي سيؤدي الى عرقلة تشكيل الحكومة القادمة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك أننا بحاجة الى رؤية وطنية في هذه الأمور تعتمد على الدستور والقوانين النافذة التي تضمن الحقوق للجميع ولاتظلم احد نحن لانرتضي ان يظلم الأخوة الكرد ونحن حريصون على ان توزع الحقوق والفرص بطريقة عادلة وأن لا يكون هناك تمدد من طرف على حساب طرف آخر في بناء الوطن وفي شراكتنا الوطنية ، عرب وكرد وتركمان العراق الى غير ذلك يجب ان يكون لهم دور في المرحلة المقبلة واستحقاقاتها . بكل تأكيد نحن حريصون على الالتزام بالدستور والسياقات الدستورية بشكل كامل في المعالجة وهذه ليست رؤية مجلسية فحسب و يجب ان تكون رؤية وطنية وهذا دليل إضافي على أهمية الطاولة المستديرة التي تطرح فيها مثل هذه الشؤون لتكوين رؤية وطنية في التعامل مع هذه الملفات وغيرها .

المراسل / هل لديكم تخوف من تزمت كتلة ما بقضية معينة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم /اعتقد ان هذا التوازن الذي تحقق بحسب معطيات الانتخابات وقوائم متقاربة في أصواتها سيسهل هذه العملية ويقلل من الأسقف العالية لأي طرف من الأطراف ويشعر الجميع بأنه بحاجة الى الآخر فلا يمكن ان يتزمت او يتصلب لهذا الرأي او ذاك وأنا متفائل في الطاولة المستديرة بأنها قادرة على ان تضع الحلول والمعالجات المنطقية والحلول الوسطية لمثل هذه الملفات والرؤى وتقلل من أسقف وطلبات كل القوائم الفائزة .

المراسل / هل نستطيع ان نستنتج ان التحالفات الثنائية غير ذات أهمية وأن التحالف الرباعي هو الذي سيشكل الحكومة وأيضا سيشكل المعارضة الشكلية ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / ليس بالضرورة ان تكون معارضة شكلية ،كما نعرف ان هذه القوائم كل منها هي حصيلة ائتلاف من قوى سياسية حينما نسير الى الامام هل ان كل هذه القوى مؤمنة بضرورة ان تبقى ضمن الإطار الحكومي او البعض منها سترجح ان تكون في المعارضة حينما تكون معارضة حقيقية واقعية هذه قضية متروكة للزمن وللمشاورات والىمفاوضات .

المراسل / لكن على الأقل في الايام او الأشهر الأولى سيكون الجميع ضمن حكومة الشراكة وبالتالي ستكون المعارضة ضعيفة او غير موجودة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / ممكن لكنني شخصياً أرى ان الديمقراطية التي ننشدها يجب ان تعرّف وان ننظر اليها بحلّة عراقية ، ان لا ننظر الى الديمقراطية في أوروبا أو في أي مكان آخر في الغرب الذي يعيش الاستقرار ويعيش دولة المؤسسات والأمور تسير في سياقات ولا احد يتجاوز على القانون .

المراسل / بوجود معارضة قوية تؤدي الى تقويض الإخفاقات و تقويم الأعمال الحكومية ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / ما أريد الوصول إليه اخذ هذا النموذج وتطبيقه على العراق نحن لانمتلك دولة مؤسسات بالمستوى الذي نطمح إليه ونريد الانطلاق بالبلاد وهذا ما يحتاج الى قرارات جريئة وجماعية حتى تتخذ القرارات التي تخدم المواطن وتنهض بالبلاد فلوا استطعنا ان نقنن المعارضة ونوسع دائرة القرار والمشاركة فيه وتكون الأطراف المهمة مؤمنة بالخطوات التي تتخذ في علاقتنا الإقليمية وفي علاقاتنا الدولية وفي البناء والخدمات وتطوير البنية التحتية للبلاد ، في معالجة الاشكاليات وتعزيز الثقة بين المكونات الى غير ذلك قد نكون بحاجة الى مساحة اوسع من المشاركة وحينما نصل الى قوى سياسية مؤثرة في مراحل قادمة فيها تمثيلية واسعة من المكونات حينذاك نبدأ نقترب من فكرة حكومة قوية ومعارضة قوية ، اليوم المعارضة اضعف ومساحة أوسع من المشاركة واتخاذ القرارات الجريئة لخدمة البلد قد تكون مدخل من المداخل المهمة دون ان نقع في المحاصصات السياسية والطائفية .

المراسل / ذكرتم سماحتكم بان البعض قد يخرج من تشكيلة حكومة الشراكة وينتقل ليكون في المعارضة بغية تقويم عمل الحكومة البعض ربما يتخوف من هذا الأمر ويفكر بان المشاكل ستكون موجودة وحاضرة ولهذا ستكون بعض الكتل من التشكيلة الحكومية وتكون في جانب الآخر وربما هذا الجانب لايعمل بالشكل الصحيح ربما يأتي لتقويض عمل الحكومة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / بالحقيقية لا الحكومة يجب ان تقلق من المعارضة ولا المعارضة يجب ان تتقيد بشعارات الحكومة وهذه حالة غير متوازنة ، كلما حصلت معارضة وهذه قضية طبيعية تحصل في أي بلد ديمقراطي كلما اتهمت من اجل تقليل وطأتها وتأثيراتها بانها تشاكس وتتمرد على الحكومة وليس أنها تراقب ، حديث عن نوايا وهذا الحديث يفترض ان لايكون في بلد يقبل النظام الديمقراطي ويقبل بتعدد الأدوار ، من ناحية اخرى الحكومة حينما تتخذ خطوات صحيحة يجب ان لايكون الهم الوحيد للمعارضة هو كيف تنتقد وكيف تربك وكيف تشكل على كل خطوة فنحن بحاجة الى نضج في ثقافة الحكم ونضج في ثقافة المعارضة .

المراسل / هي أمنيات وطنية نتمنى ان تكون حاضرة ولكن ألا تجدون بان الوضع سيكون مختلفاً خلال الأربع سنوات القادمة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / لا استبعد ذلك فالساحة العراقية ساحة معقدة نحن في مرحلة تأسيس حينما ننظر الى كل الانظمة الديمقراطية العريقة ونقيمها بسياقاتها ونظامها المؤسسي نجد انها مرت بمخاضات عسيرة وإرباكات كبيرة وصلت الى دماء بين ابناء شعبها وكتلها وما الى ذلك في تاريخ طويل حتى تحققت هذه التجارب الناصعة هذه سنة الحياة يجب ان نعرف بان العراق ما دام ديمقراطيا فسيشهد دائماً الجدل والرأي والرأي الآخر والتعدد في الاجتهادات وعلينا ان لانقلق من اختلافاتنا ولكن المهم ان نضع القواعد التي تنظم هذه الاختلافات وتحدد الرؤية والآليات لمعالجة هذه الاختلافات .

المراسل / وجهت دعوات من قبلكم لعقد الطاولة المستديرة تضم جميع الكتل بغية الخروج بهذه الحكومة فلماذا لم تعقد هذه الطاولة لحد الآن بعد الدعوات العديدة ولماذا لم يتم تحديد موعد من قبل الائتلاف الوطني العراقي لعقد هكذا طاولة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / وجهنا الدعوة وبدأنا نشرح ونوضح خلفيات هذه المبادرة حتى تحصل حالة من القبول من الأطراف ، نحن نريد مشروعاً ناجحاً ونجاح المشروع في ان ندعوا إليه ونوضح ونشرح للأطراف السياسية وللرأي العام ، نعتقد اذا كنا نتطلع للاسراع غي تشكيل الحكومة مع مجود هذا التعدد والتنوع في الآراء قد يكون المدخل الصحيح في تشكيل مثل هذه الطاولة المستديرة ، تحديد زمانها لايكون من طرف واحد وإنما من جميع الأطراف المعنية .

المراسل / البعض يجد ان هذه الدعوة هي دعوة إعلامية فقط ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / هي ليست كذلك بل هي مشروع يمكن ان يتسم بالنجاح ويمكن ان يمثل مدخل مهم لتشكيل حكومة بالمقاسات التي يتطلع اليها المواطن العراقي ويمكن ان تكسر الجليد بين بعض الأطراف السياسية والقوائم لتجد أمامها فرص الانفتاح على القوائم الأخرى او ما الى ذلك فهو مشروع يمكن ان يتسم بالنجاح لكن يحتاج الى ارادة وطنية نحن نطرح ونشرح ونوضح وندعوا  ونشجع ونترقب ماذا يقول الفرقاء اذا ما وجدنا حالة من التفهم في اقرب فرصة يمكن ان نبدأ بهذه الطاولة .

المراسل / هل لمستم انزعاج او تخوف من جهة ما او تهرب من بعض الجهات بخصوص الجلوس على هذه الطاولة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / في الجانب الفني كانت بعض الأطراف تعتقد ان الطاولة المستديرة تأتي في مرحلة متأخرة نبدأ مشاورات ثنائية او ثلاثية بين الأطراف ثم نذهب الى الطاولة المستديرة وهناك رؤية كانت تقول ان الطاولة المستديرة يمكن ان توضح الاتجاهات والمسارات الوطنية وتضع اليد على الملتقيات والمشتركات بين هذه الأطراف من ناحية ومواطن الخلل والملفات التي قد تكون موضع اختلاف بين الاطراف من ناحية ثانية لتشكل لجان مصغرة تبحث هذه الامور وتاتي بها الى الطاولة المستديرة ونتحرك على مستويين .

المراسل / البعض يقول ربما هذه الطاولة ستعقّد المسألة أكثر ولا يستطيع الائتلاف الوطني العراقي وبعض الكتل السياسية الخروج بصيغ توافقية من خلال هذه الطاولة حول القضايا المختلف عليها .

سماحة السيد عمار الحكيم / نحن لم نأت ببدعة ، في لبنان حينما كانت الأطراف مختلفة فيما بينها جعلوا لأنفسهم طاولة للحوار الوطني جلسوا عليها وعالجوا العديد من المشاكل وهكذا في بلدان كثيرة تحصل مثل هذه الأمور ، بالعكس حينما يجلس الجميع على طاولة واحدة والكل يطرح رأيه في القضايا سيتبين أننا مشتركون ومتفقون في مساحة واسعة وستتحدد نقاط الخلاف بشكل واضح وتشكل لجان فرعية تناقش هذه الأمور بين الأطراف المختلفة وترجع لتعرضها على الطاولة المستديرة وبهذا أشركنا الحالة الوطنية عموماً في التفكير وفي القرار ، اليوم حينما يجد كل طرف من الأطراف ان أطراف أخرى تذهب وتتحاور بمعزل عنه يمكن ان يقلق يقول ماهي الطبخة ، هل سيشكل شيء بمعزل عن هذا او ذاك ، الطاولة المستديرة يمكن ان تطمئن الأطراف جميعاً لأنها حاضرة خطوة بخطوة في عملية تشكيل الحكومة .

المراسل / هل هناك فرصة لجلوس جميع الأطراف السياسية على هذه الطاولة في ظل الخلافات والمشاكل القائمة بين بعض قيادات هذه الكتل ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / هذا هو السبب نحن اليوم أمام نمطين من المشاكل هناك مشاكل شخصية  وهناك مشاكل ترتبط باختلاف وجهات النظر في تقييم الملفات والتعامل مع بعض الشؤون ، هذه الطاولة المستديرة ستكسر حاجز العلاقة الشخصية ونحن كعراقيين ليس من المفروض ان يترفع من ان يجلس بعضنا مع البعض الآخر .

المراسل / هي نوايا طيبة بالتأكيد لكن ربما الواقع يختلف في ظل هذه المشاكل وفي ظل وجود ليست فقط خطوط حمراء بل ربما خنادق حمراء والجميع يتحدث عن عدم وجود أي خط احمر بخصوص الكتل الأخرى ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / ما لم نعبر هذه الخنادق الحمراء وما لم نؤمن بان هذا البلد لا يدار من رجل واحد او حزب واحد او طائفة واحدة او قومية واحدة ، العراق لجميع العراقيين ويجب ان يشترك فيه الجميع وكما ان الذي صوت لقائمة الائتلاف الوطني العراقي عراقي والذي صوت لدولة القانون ايضاً عراقي والذي صوت للعراقية هو كذلك والذي صوت للكردستاني هو ايضاً عراقي ما لم نكسر هذه الحواجز ونتجاوز هذه المصدات التي نحن وضعناها لأنفسنا لايمكن ان ينطلق البلد ، قدرنا ان نكون معاً ونحن معتزون بهذا القدر ونشجع شركائنا ان يعتزوا بهذا القدر ولنجلس على طاولة واحدة لحل مشاكلنا .

س: تريدون من الطاولة المستديرة ان تخرج بحكومة شراكة وطنية الا تجدون ان الفرق يكاد يكون غير موجود بين هذه الحكومة المحتملة وبين حكومة المحاصصة التي انتقدت من الجميع ومنكم بالتحديد ؟

ج : التجربة التي خضناها كانت حكومة محاصصة سياسية هذه الوزارة للحزب الفلاني و يأتي بمرشح ومادامه مرشح فقد انتهى الأمر ؟

س: ربما سيعاد هذا الأمر وستكون هناك عملية لفرض الأسماء ؟

ج: علينا ان لا نقبل بعملية فرض الأسماء ولا نفرض أسماء ولا نرتضي من الآخر ان يفرض اسماً .

س : هل سيتم الاتفاق على هذا الموضوع بمعنى هل ستطرح وثيقة تفاهم بهذا الخصوص ؟

ج : انا أتحدث عن آراء تطرح على الطاولة المستديرة وتتحول الى رؤية وطنية ، لا احد من الأطراف الفائزة والمهمة يريد ان يدخل في حكومة يكون مصيرها الفشل والعياذ بالله الكل يريد النجاح وواحدة من أهم عوامل النجاح هو ان تكون شخصيات كفوءة وقادرة على تبوء مواقع المسؤولية والخدمة بحسب الاختصاصات والوزارات والمواقع المختلفة وبالتالي كل منا يمكن ان يقلق من ان الآخر قد يرشح أسماء ويعطي خيارات لا تنبئ بالنجاح فإذا تبانينا جميعاً على هذه القضية وقلنا حتى اذا كانت هناك فرصة لجهة سياسية او ائتلاف معين ان يشغل منصباً في هذه الوزارة او هذا الموقع ليقدم أكثر من اسم ويتم التدقيق في المعايير والمواصفات المطلوبة لهذا الموقع ويكون حق القائمة محفوظ ولكن الحق الوطني في تبوء الأكفاء ايضاً يكون مكفول وبهذا نجمع بين المشاركة السياسية وعدم الوقوع في المحاصصة السياسية نحن مع الشراكة وبالضد من المحاصصة .

س : وكلما قلنا وتحدثنا بأن المعارضة في الأشهر الأولى على الأقل سوف لن تكون فعالة على اعتبار ان الجميع سيكون من هذه الحكومة وبالتالي فأن مجلس النواب سوف لن يستطيع محاسبة الأسماء الفاسدة ان كانت موجودة في حكومة الشراكة المحتملة ؟

ج : اذا استطعنا ان نتبانى بأننا لا نغطي على خطأ ( وأننا في الائتلاف الوطني لدينا مثل هذه القرارات ) وقلنا علينا ان نبدأ من أنفسنا ، نكسر الجرة برؤوسنا اذا لا سامح الله ثبت لاحقاً ان خياراتنا غير موفقة وان شاء الله لن تكون ، فإذا ثبت ان وزيراً تصورناه كفوء ولديه سيرة ممتازة وخبرة عالية ولم يستطيع تحقيق نتيجة بعد وضعه في الموقع او لأي سبب آخر ، نحن نحرص على الإتيان بالنزيه والكفوء وسوف ندقق اذ لايلدغ المؤمن من جحر مرتين فقد كانت بعض الخيارات غير موفقة في المرحلة السابقة اليوم الكل يبحث عن خيارات ناجحة وخيارات قوية والكل يريد ان يحقق نجاحاً لنفسه والوطن والذي لايحمل الهم الأول للوطن فعلى الأقل يحرص على ان يحظى هو بثقة بعد أربع سوات ، النجاح هو نجاح للقوى والوطن وللجميع في ظل القائمة المفتوحة ، لذلك نحرص على ان تكون خياراتنا ناجحة وموفقة ولكن لا سامح الله اذا جاءت الخيارات غير دقيقة في بعض الحالات سنكون حاسمين وحازمين في التعامل معها قبل ان نرفع أصواتنا بوجه أي خروقات تحصل من قبل وزراء او مسؤولين في الكتل الأخرى .

س : هل لديكم تخوف من احتمالية الانفراد بالقرار او من احتمالية تهميش او اقصاء بعض الكتل السياسية كما تحدث البعض عن ان المرحلة الماضية كانت تحمل هذه الصفات ؟

ج : علينا ان نفهرس كل الاشكاليات والسلبيات ونعالجها ونضع الضمانات الكافية لها للمرحلة القادمة ولاشك ان هناك انطباع من هذا النوع يساور العديد من الأطراف السياسية في ساحتنا العراقية .

س : هي معالجات كثيرة فالنوايا حاضرة وربما بعضها طيبة وأخرى غير طيبة ولكن متى ستتم المعالجة ولم يبقى شيء من الوقت هناك طعون وربما سيتم حسم الطعون ومن ثم أسبوعين لدعوة مجلس النواب الى الانعقاد ، الا ترى ان هذه المدة أصبحت قصيرة وان الكتل السياسية أصبحت غير قادرة على معالجة كل هذه الأمور ؟

ج : شخصياً متفاءل نحن بحاجة الى ارادة وطنية القوائم الاربعة اليوم اذا انبثقت عندهم الارادة وغدا نجلس على الطاولة لا نريد ان نتناقش في المريخ ولا قواعد فلسفية او رياضية معقدة ، نحن نتناقش في يوميات حياتنا كل من الاطراف لديه وجهة نظر واضحة اين هي المشاكل ، ماهي الحلول ما هي المعالجات توضع على الطاولة نتناقش ونفرز المساحات المشتركة فيما بيننا ونعتبرها ركائز للانطلاق والتي تجمعنا ونفهرس ونحدد مواطن الاختلاف في الرؤية فيما بيننا ، نشكل لجان مصغرة ونعقد اجتماعات مكثفة ونضع تصورات نأتي بها الى الطاولة المستديرة ويمكن في فترة زمنية ليست بالطويلة ان نضع ملامح الحكومة المقبلة ونضع النقاط على الحروف ونختار الأسماء المناسبة حسب الرؤية التي نضعها ، نحن نمتلك العزم والإرادة الكافية ونرى بوادر هذه الإرادة في العديد من الأطراف ونتمنى ان تتحقق وتتحول الى مشروع على الأرض يتشكل من خلال الحكومة وننطلق .

 س : يتحدث البعض حول ان الحكومة المحتملة ستكون حكومة محاصصة مهذبة ؟

ج : نتمنى ان لا تكون ويجب ان نحرص ان لا تكون ولكن لسنا نحن من يتخذ القرارات في البلد او يحدد المسارات نحن جزء من عملية أوسع منا نتمناه هو ان نكون قادرين على أقناع كل شركائنا بأن نسير ضمن هذه السياقات ونقدم مشروع ناجح يحظى بثقة واحترام العراقيين وأصدقاء العراق خارج العراق حينما ينظرون ويجدون فريق عمل واحد له رؤية يعرف ماذا يريد ان يقدم لشعبه يتواصل مع محيطه الإقليمي ومع الواقع الدولي ينفتح ويوفر فرص استثمار ينطلق البلد وينتعش الاقتصاد هذه كلها مسائل ستجعل الناس تنشد أكثر الى النظام الديمقراطي .

س : كيف تجدون دعوة إيران للقائمة العراقية ؟

ج : أي تواصل وأي تشاور مع أي دولة من دول الجوار والمنطقة هو موضع ترحيب شرطه الأول والأخير هو ان يبقى القرار اولاً واخيراً قراراً عراقياً وضمن مقاسات المصلحة الوطنية العراقية ، هذا ما نقوله دائماً ايران دولة جارة مهمة ضمن المنظومة الاقليمية للعراق ولايمكن ان نبقى بعيدين عنها ولذلك كل الاطراف معنية في ان تتعامل مع ايران وكلنا معنيون في ان نتواصل مع الدول العربية الكريمة ونحن عرب في العراق ومعتزون بالهوية العربية لهذا البلد الكريم مع احترامنا للقوميات الاخرى الكرد والتركمان ولكننا معتزون بهذه الهوية وتواقون لبناء افضل العلاقات مع الدول العربية ، تركيا كبلد اسلامي ومهم آخر علينا ان نتواصل ونحن لسنا ممن يقلق من مثل هذه المشاورات والاتصالات ونجدها مدخل مهم في ان يكسر العراق الحاجز والانكفاء على الذات وينفتح على المنظومة الاقليمية المحيطة به .

س : لكن الا تجد ان هذه الزيارات تشير الى ضعف الكتل السياسية او حجم التدخل الخارجي في الشأن العراقي ؟

ج : شخصياً اختلف شيء ما مع هذه الرؤية وهذه القراءة اعتقد ان العراق جزء من منظومة إقليمية ودولية حصلت فيه متغيرات سياسية كبيرة منذ العام 2003 والى اليوم وأثارت مخاوف العديد من دول المنطقة فالأمن الوطني لأي بلد هو ليس بمعزل عن الأمن الإقليمي ، والعلاقات والمصالح المتبادلة بين البلدان قضية مفهومة في مجمل نظرية العلاقات السياسية الإقليمية والدولية والمصالح وما الى ذلك وبالتالي العراق كبلد محوري في المنطقة يجب ان تكون له علاقات وجسور تطمئن جيرانه ودول المنطقة ويتشاور معهم ويسمعهم منطقنا و نسمع منهم إذا كانت لهم هواجس او اقتراحات او توصيات يشعروا بأن العراق جزء منهم وأنهم جزء من الحالة والاهتمامات العراقية نحن نفرق بين التواصل والتشاور والإسماع من ناحية وبين التدخل في الشأن الداخلي وهو الخط الأحمر من ناحية أخرى .

س : بخصوص القضية الأمنية التي تشهد تدهور ملحوظاً هل يمكن القول ان القوات الأمنية غير قادرة على حفظ الأوضاع الأمنية أم ان لهذه التفجيرات علاقة بالمناصب والسعي للحصول على اكبر عدد من الحقوق او المناصب ؟

ج : هذه الأعمال الإرهابية من ناحية  تشير الى النهج العدواني للأرهابيين الذين يقومون بمثل هذه الجرائم الكبرى ويستهدفون الأبرياء من ابناء الشعب العراقي لأي سبب من الأسباب وقد تكون جزء منها أسباب لها طابع سياسي او ضغط معين او خلق حالة من الرعب والقلق لدى المواطنين او أي شيء آخر ، ومن ناحية أخرى ايضاً تكشف ان الخطط الأمنية والرؤية الإستراتيجية للتعامل مع الملف الأمني يحتاج الى إعادة نظر والى مراجعة ، انا شخصياً لست مع المنطق الذي يأتي ليحمّل مثل هذا العنصر الأمني البسيط او الضابط الأمني او قياداتنا الأمنية ــ سلسلة المراتب ــ التي تتلقى الأوامر وتعمل وهي حاضرة اليوم في الميدان وهي تضحي بوجودها من اجل المواطن العراقي ان نأتي في كل مرة ونحمل هذا العنصر البسيط المضحي كامل المسؤولية وننزه من يدير الملفات ومن هو معني بوضع الخطط الستراتيجية للتعامل مع الوضع الأمني المسألة قد تكون ذات صلة بالرؤية الستراتيجية اكثر منها في الاداءات والسلوكيات على الأرض .

س : المجلس الاعلى موجود في هذه الحكومة والائتلاف العراقي الموحد هو من شكّلها والاوضاع الأمنية تأتي ضمن هذه التشكيلة ؟

ج : من المعروف ان المجلس الاعلى هو حاضر وشريك ولم يتخلى عن مسؤولياته في الشراكة ولكن هو حاضر عبر وزراء معروفين وزير المالية ووزير الحوار الوطني ووزير دولة لشؤون الاهوار وبالتالي الملف الأمني والوزارات الأمنية والخطط الأمنية توضع من قيادات ومن أوساط خارج أطار المجلس الاعلى .

س : وفي المقابل القرارات تقر داخل مجلس الوزراء ؟

ج : كما تعرفون مثل هذه القرارات التفصيلية هي شأن تنفيذي تدخل ضمن سياقات الحالة الأمنية ومجلس الوزراء يتخذ قرارات في قضايا حكومية عامة ؟

س: هل تجدون بأن الانفراد موجود بخصوص القرارات الأمنية ؟

ج : لا أقول انفراد أقول بأن هناك مساحات واختصاصات مختلفة تدرس هذه الامور في أروقة معينة والائتلاف الوطني العراقي شكل لجنة من كبار القادة والخبراء في الملف الامني الذي اخذوا مناصب أمنية سيادية في ظروف سابقة وقدم رؤية إستراتيجية في التعامل مع الملف الأمني وخطة أمنية متطورة وقدمها للحكومة بكل تواضع وللقوات المسلحة والقائمين على عليها ليأخذوا بها ويعالجوا هذه الثغرات وهذه الاشكاليات ، نحن نمتلك الرؤية وشخصنا الثغرات وقدما هذا الأمر الى المعنيين ونتمنى لهم ان يأخذوها بنظر الاعتبار حتى لا نرى المئات من الشهداء والجرحى في كل يوم .

س : الا يمكن ان نحمل جميع الكتل السياسية مسؤولية هذه الاوضاع الامنية المتردية ؟

ج : انا أقول اذا أردنا ان نكون منصفين لايمكن ان نتهم من فاز وحاز على ثقة الشعب العراقي ونقول ان هذه القوائم الفائزة هي التي تقتل الناس حتى تصل الى مآرب معينة ، أنا أنزّه هذه القوائم من الوقوع في مثل هذه الأمور ولكن يمكن ان يكون هناك إرهابيين لهم أجندات معينة يريدون إرعاب الناس واجهاض العملية السياسية يريدون إعطاء رسائل معينة هذه قضايا واردة وممكنة وبالفعل دوماً الارهاب في العراق بمعزل عن أجندات سياسية .

س : ربما لأن هذه القوائم غير قادرة على إدارة هذا الملف او غير قادرة على الاتفاق على جملة من الأمور بسبب هذه الأوضاع السياسية جاءت الأوضاع الأمنية المتردية ؟

ج : لنقل ان الفراغ الحكومي اليوم يؤدي الى نوع من الترهل في المؤسسة الأمنية ، الضباط لا يعرفون من سيكون القائد العام للقوات المسلحة لاحقا وكيف ستؤول الأمور وكيف ستشكل الحكومة وقد تكون آثار نفسية وإجراءات معينة تترتب على هذا الفراغ الحكومي فيولد نوع من الثغرات مثل هذا التحليل يمكن ان يكون مقبولاً . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك