رفض سياسيون عراقيون من كتل فائزة في الانتخابات، التحذير الذي أطلقه سفير الولايات المتحدة الأسبق في العراق زلماي خليلزاد، للمالكي وعلاوي بعدم التنازل عن رئاسة الوزراء أمام الضغط الإيراني، ففي حين اعتبره ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية أمرا "معيبا" وغير مؤثر ولا يمكن الأخذ به، حمل عضو في الائتلاف الوطني ساسة العراق المسؤولية عن التدخلات الخارجية، في وقت لفت فيه محلل سياسي إلى أن هذا التصريح إذا كان معبرا عن رأي الإدارة الأمريكية وأرادت تمريره عبر خليلزاد فهذا الأمر يعد كارثة.
وكان السفير الأمريكي الأسبق في العراق زلماي خليل زاد صرح يوم أمس لصحيفة الفايننشال تايمز الأميركية، أن أفضل طريقة لاحتواء التدخل الإيراني في تشكيل الحكومة العراقية، ومنع الكتل الصغيرة الطائفية من أن تستعيد قوتها ثانية لحظة الانسحاب الأمريكي، هو تقاسم الحكومة بين المالكي وعلاوي، محذرا في الوقت نفسه المالكي وعلاوي من التنازل أمام الضغط الإيراني.
ويعتبر المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني، أن "تصريحات خليلزاد تحمل تشكيكا في استقلالية المالكي، وهو أمر معيب ويجب الرد عليه وعدم السكوت عنه، لأن ذلك يعد تشكيكا بسيادة العراق".
ويقول الحسني في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المالكي خلال أربع سنوات أثبت استقلالية تامة في كل المسائل المتعلقة في العراق أكان في كيفية تعامله مع الملف الأمني أو في توقيع الاتفاقية الأمنية".
ويشير الحسني إلى أن "الأمريكان لديهم أشياء خاصة بهم متعلقة في صراعهم مع الإيرانيين، وهم يحللون المسائل وفقا للمعطيات التي لديهم، إلا أن تشكيل الحكومة العراقية مسألة عراقية خالصة، ولا بأس من أن يشير الآخرون بحلول معينة لها، أما الحل الفعلي في النهاية فيجب أن يكون عراقيا، ووفق تحالفات تحدد أطرها هنا في العراق ولا يحق لأحد تحديدها كما يحلو له"، حسب قوله.
ويؤكد المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون أن "أمريكا تدفع بالاتجاه الذي يحقق مصالحها في العراق، والذي قد يكون فيه مضرا لنا"، متسائلا "لماذا يتنازل المالكي أو يتنازل الطرف الآخر عن رئاسة الوزراء في ظل وجود آلية تفرز من سيكون رئيس الوزراء العراقي القادم".
زلماي خليلزاد ليس شخصا مؤثرامن جانبه، يقول عضو قائمة تجديد المنضوية تحت القائمة العراقية شاكر كتاب، أن "لسفير الأميركي الأسبق في العراق زلماي خليلزاد ليس شخصية مؤثرة في السياسة الأمريكية، لكي يؤخذ رأيه على محمل الجد، وهو بهذا التصريح ربما يبدي رأيه الشخصي، أما التدبير والتخطيط فيتم في داخل البيت الأبيض"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى أن "تأخذ بالمقترحات العراقية".
وعلى الرغم من تقدم القائمة العراقية وقناعتها بأنها هي من يحق له تشكيل الحكومة إلا أن كتلا أخرى تحاول تشكيل كتلة اكبر حجما في البرلمان كي تستطيع تشكيل الحكومة، وهو ما سيعني تهميش كتلة علاوي الذي انتخبته المناطق السنية في العراق بنسب غير مسبوقة.
وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلنت عنها المفوضية العليا في السادس والعشرين من شهر آذار المنصرم فوز ائتلاف العراقية بزعامة أياد علاوي بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية العراقية بعد حصوله على 91 مقعدا، تليه قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي التي حصلت على 89 ثم الائتلاف الوطني العراقي في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعدا.
ويلفت كتاب في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "القائمة العراقية بالرغم من أنها الفائزة ولها الحق بتشكيل الحكومة بحكم نتائج الانتخابات، لكنها تنادي بالشراكة الوطنية ولا تمانع بأن يكون لائتلاف دولة القانون دور في تشكيل الحكومة المقبلة"، مبينا أن "التدخلات الخارجية أكانت من أمريكا أو إيران أو السعودية كما يشار، لا يمكن أن تكون مؤثرة كثيرا، لأن موضوع التحالفات يسير وفق رؤية ومصالح عراقية، وجميع الكتل العراقية تفهم ذلك"، حسب تعبيره.
..عليهم أن يوفروا نصائحهم لأنفسهممن جانبه، يعتبر عضو حزب الفضيلة المنضوي تحت ائتلاف الوطني العراقي جعفر الموسوي، أن "تصريحات خليلزاد تعد تدخلا واضحا بالشؤون الداخلية للعراق"، ويقول "عليهم (الأميركيين) أن يوفروا النصيحة لأنفسهم، كما أن على ساسة العراق عدم الأخذ بما يقرره الآخرون"، مضيفا أن "تلك التصريحات تعد تجاوزا أيضا على الحقوق والسيادة العراقية".
ويدعو الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، جميع الكتل المشاركة في العملية السياسية إلى "الجلوس على طاولة عراقية من أجل الوصول إلى قرار عراقي، لأنهم هم من سمحوا للآخرين بالتدخل في شؤون العراق وتحديد مصيره كما يحلو لبعضهم".
ويطالب الموسوي السياسيين بـ"ألا يخيبوا آمال العراقيين عندما خرجوا وانتخبوا قادتهم"، موضحا "لأنهم اعرف بمصير البلاد ومصير التحالفات وموضوع تشكيل الحكومة من غيرهم"، حسب وصفه.
تصريح زادة يعد كارثة إذا كان معبرا عن رأي الإدارة الأميركية من جانبه، يرى المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي، أن "عمل زلماي خليل زاد عندما كان سفيرا في العراق، غالبا ما كان يتميز بنوع من التطرف، لأن أصوله من آسيا الوسطى ولا يعد عقلا أمريكيا خالصا"، مبينا أن "فترة وجوده في العراق سفيرا ضاعفت من حدة الطائفية بين الشيعية والسنة".
ويلفت الصميدعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "هذا التصريح إذا كان عبارة عن مقترح للإدارة الأمريكية وأراد أن يمرر عبر زادة فهذا الأمر يعد كارثة، لأن أمريكا خائفة جدا من أن تضغط المرجعيات الدينية على الائتلافين الوطني ودولة القانون للاندماج في ائتلاف واحد".
ويتابع قائلا إن "أمريكا تعتقد أن تحقيق ذلك يعتبر عودة إلى المربع الأول، لأن العراق سيكون إزاء أغلبية شيعية حاكمة، الأمر الذي سيدفع السنة إلى اللجوء لمعارضة غير منضبطة قد تنفلت إلى قوة عسكرية وأعمال عنف"، حسب رأيه.
وتأتي هذه الردود بالتزامن مع ما كشفه مصدر قيادي في ائتلاف في دولة القانون في حديث لـ"السومرية نيوز" في وقت سابق من اليوم السبت، عن "قرار سحب نوري المالكي سحب ترشيحه لتولي ولاية رئاسية ثانية
كما كشف أن ائتلاف دولة القانون رشح ثلاث شخصيات لمنصب رئيس الوزراء اثنان منها من قيادات حزب الدعوة هما علي الأديب وحيدر العبادي أما الثالث فهو وزير النفط المنتهية ولايته حسين الشهرستاني.
https://telegram.me/buratha