ارتفعت نسبة الولادات المشوهة بصورة لافتة منذ بدء الحرب 2003 ما شكل محنة جديدة تعاني منها الطفولة في العراق عموما وفي مدينة الفلوجة خصوصا. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن تقرير اوردته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” امس الاول إن معاناة الطفولة في العراق ترتكز بالدرجة الأولى على مرحلة ما بعد الحرب وسط تنبيهات متكررة من أطباء الفلوجة من تزايد أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية متنوعة خاصة بين المواليد الجدد. وقالت طبيبة الأطفال في مستشفى الفلوجة التعليمي الدكتورة سميرة العاني إن العمل بدأ بشكل رسمي لتثبيت حالات التشوه الخلقي للأطفال في مستشفى الفلوجة منذ تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى أن سجلاتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في المستشفى أشارت الى وجود 37 طفلا يعانون من عيوب وتشوهات في الأنبوب العصبي. وأضافت انها كانت تسجل حالتين إلى ثلاث حالات في الشهر وهو ما لم يعهده المستشفى من قبل، مؤكدة أنه تم في الشهر الثاني من العام الجاري وحده تسجيل 22 حالة تشوه خلقي لأطفال وهي نسبة آخذة بالارتفاع فيما سجل أحد الأطباء السنة الماضية 180 حالة لأطفال مصابين بتشوهات خلقية متنوعة في مستشفى المدينة كما لوحظ زيادة في حالات الوقالت العاني إنها تعمل في مستشفى الفلوجة التعليمي منذ عام 1997 وإلى الآن لم تر حالات بهذا الحجم من الإصابات مضيفة انها في الوقت الحاضر تأتي إلى المستشفى باليوم الواحد 2 إلى 3 حالات تشوه خلقي، وان أغلب الأطفال في مستشفى الفلوجة هم مصابون بتشوهات منها فتحات القلب الولادية ونسبة الشفاء فيها قليلة جدا، وهناك أطفال يفارقون الحياة بعد الولادة لإصابتهم بتشوهات صعبة ونادرة مثل ولادة طفل برأسين. وأشارت العاني إلى أن المستشفى استقبل خلال المدة الماضية لجانا حكومية ومنظمات دولية تقوم بسحب عينات من التربة وصور للاطفال المشوهين لكن من دون تقديم نتيجة فحص واحدة حتى الآن. ويلقي الأهالي ويساندهم الأطباء باللوم على الأسلحة التي استعملتها القوات الاميركية خلال هجومها على مدينة الفلوجة في نيسان 2004 وما تلاه من عمليات عسكرية واسعة النطاق لقمع الجماعات المسلحة حيث خلفت المعارك دمارا وخرابا مازالت اثاره شاخصة امام العيون في كل مكان تقريبا. وبحسب المصادر الصحية فان الأطباء في مستشفى الفلوجة العام يوثقون 170 حالة لأطفال ولدوا مشوهين في المستشفى فقط خلال أقل من سنتين مات منهم نحو 30 طفلا 2009 فضلا عن تسجيل عشرات الحالات لأمراض سرطانية خاصة اللوكيميا بين المواليد الجدد. بدوره، قال أحد مسؤولي الدفن بإحدى المقابر في الفلوجة إنه يستقبل العديد من العائلات التي تدفن اطفالها بعد موتهم بسبب التشوهات، مضيفا انها نتائج مرعبة للحرب، وهي فعلا معاناة تلاحق اطفال الفلوجة الذين يدفن منهم من 4 الى 5 اطفال كل يوم بعضهم مصابون بتشوهات خلقية. عوق عن العام الماضي.
https://telegram.me/buratha