النجف الاشرف / آلاء الشمري
مع بداية حلول فصل الصيف تتفاقم معاناة شراء المياه الصحية من الأسواق على كاهل المواطن العراقي ، الذي يُطلب منه في كل دورة انتخابية أن ينتخب ليلمس الأفضل ، لكن الحياة المرفهة باتت حلما تناساها المواطن مستسلما لواقعه المرير.
ولعل الماء الصالح للشرب يعتبر من ضروريات الحياة الطبيعية للإنسان في حين أن الحكومة العراقية لا تهتم بتوفير الماء الصالح للشرب ، فالمياه التي تصل إلى المواطن عن طريق حنفية بيته يجدها تحوي الكثير من الشوائب التي لا تحصر أضرارها على صحة الإنسان على حد تعبير المواطنين ، ما اضطرهم إلى شراء المياه الصحية من المعامل المختصة ببيعها ، وهذا بالطبع أضاف حملا جديدا على ميزانية المواطن محدود الدخل ، وبالتالي فهو عبء آخر يضاف إلى أعباء الإنسان العراقي البسيط.
نشتري المياه الصحية لنشتري صحتنا
وفي جولة المركز الاعلامي للبلاغ الصحفية استوقفنا الحاج خضير رجل كبير السن يحمل الإناء الذي يريد أن يملئه من إحدى معامل بيع المياه الصحية ، لنسأله عن سبب شرائه للماء ، فأجاب قائلا: مياه الحنفية توجد فيها الكثير من الجراثيم والقواقع ، ونحن عندما نشتري المياه الصحية نريد أن نشتري صحتنا ، فالصحة هي أساس الحياة وما قيمة الحياة إن كانت بدون صحة ، وأنا كمواطن عراقي اطلب من الحكومة العراقية أن توفر تصفية جيدة للمياه ، فلماذا ندفع أجور الماء إلى الحكومة ؟ في حين أننا نشتري ماء للشرب ، فهذا ظلم للمواطن العراقي.
نحتاج يوميا ما يقارب (4000 دينار) لشراء المياه الصحية
أم منصور رأت الأوساخ بأم عينها في المياه ، وعن ما رأته تحدثت قائلة: مياه الشرب التي تأتي من الحنفية كلها أوساخ وديدان وكذلك أتربة ، وأنا رايتها بأم عيني ، حتى أن أطفالنا أصيبوا بالإسهال وبدئوا يتقيؤن من اثر شربهم لماء الحنفية.
وأضافت أم منصور قائلة: لقد تعبنا من شراء المياه الصحية فراتب ابني لا يتجاوز (150 ألف دينار) ولديه أطفال ونحن عائلة نحتاج يوميا ما يقارب (4000 دينار) في الصيف لشراء المياه الصحية ، فإلى متى نبقى نعاني بدون رحمة من المسئولين في الحكومة؟.
شراء هذه المياه يشكل عبء على ميزانية العائلة العراقية
أما سعد فاضل فقد كان رافضا لفكرة شراء المياه الصحية من الأسواق ، لكنه غير رأيه وبدأ يشتري تلك المياه ، وعن سبب تغير رأيه تحدث قائلا: أنا لم أكن اشتري المياه الصحية من المعامل على اعتبار أني بالكاد استحصل أجور عمل تكفي أحيانا في سد احتياجات عائلتي ، لكني مرة ملئت إناءا من مياه الحنفية وتركته لمدة (6 ساعات ) فوجدت أن ترسبات كثيرة استقرت في قعر الإناء ، ومن وقتها قررت أن اشتري المياه الصحية حتى لو بقينا بلا طعام ، لان هذه الترسبات تعود على صحة المواطن بالضرر، والكل يلاحظ الحالات المرضية الكثيرة التي بدأت تملئ المستشفيات ، فالمواطن العراقي أراد أن يجنب نفسه الإصابة بالأمراض فاضطر إلى شراء المياه الصحية باعتبارها مياه معقمة ، رغم أن شراء هذه المياه يشكل عبء على ميزانية العائلة العراقية وخاصة الفقيرة ، فهنالك أشخاص لا يستطيعون شراء هذه المياه.
ومن الحلول التي يجب أن تقدمها الحكومة العراقية لمشكلة الماء أبدى سعد رأيه بها قائلا: إن حل هذه المشكلة بسيط ، فتصفية المياه ليست بالأمر الصعب والمستحيل ، فالأموال الطائلة التي تصرفها الحكومة العراقية والتي تذهب في بعض الأحيان هدرا أليس الأولى أن تكون تصفية المياه من أهم أولوياتها ، لكي يصبح العراق لا يختلف عن دول الجوار التي فيها المياه الصالحة للشرب تسقى بها الأراضي الزراعية ، في حين أن العراق أغنى من هذه الدول ويشتري أبنائه المياه الصحية.
وأضاف سعد قائلا: لقد استغنينا عن العيش الكريم الذي تدعي الحكومة العراقية انه يحتاج إلى إمكانيات وقدرات عالية ، لكن نحن نريد ماء صالح للشرب وأتصور هذا من أهم وابسط حقوق الإنسان الطبيعي ، وهو واجب على الحكومة ، فالماء هو سر الحياة ولا حياة بدون ماء.
إلى متى نبقى نتحمل ما يجري علينا من قهر
رسول محمد عبر عن استيائه بسبب شراء المياه الصحية والغضب كان بائنا على وجهه حيث تحدث قائلا: أين الحكومة من كل ما يحصل لنا؟ لماذا هذا التجافي من الحكومة العراقية ؟ إلى متى نبقى نتحمل ما يجري علينا من قهر؟ فقد تعبنا من مرارة هذه الحياة البائسة التي لم نرتح فيها ولا ليوم واحد.
مشاريعنا فهي مشاريع تصفية وليست تحلية
بعد أن تعرفنا على معاناة الموطنين بسبب شراء المياه الصحية ، لابد أن نضع المشكلة بين أيدي المختصين ، محاولة في الوصول إلى نتيجة ترضي المواطن العراقي المهموم ، حيث التقينا بمدير إعلام ماء محافظة النجف الأستاذ علي طاهر الطائي الذي تحدث بداية عن صلاحية الماء الذي يصل إلى المواطن في منزله قائلا: إن الماء المنتج في محافظة النجف هو ماء صالح للاستخدام البشري ولا توجد فيه أي ملوثات ، وما ينقل غير صحيح وذلك بسبب عدم وعي المواطن ، نعم توجد هنالك عكورة في الماء ولهذا الأمر عدة أسباب ، والسبب الرئيسي هو قلة منسوب المياه الموجودة في الأنهر وهذا ما يزيد عكورة الماء ، كما أن تجاوز المواطنين على أنابيب المياه الناقلة تؤثر تأثيرا كبيرا على عكورة المياه ، وحتى على شحتها فهذا التجاوز يساعد على دخول الشوائب إلى هذه الأنابيب وبالنتيجة تصل إلى المواطن هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فان التجاوز يؤثر على شحة المياه لان الماء الذي سيصل إلى نقطة معينة فانه بفعل التجاوز سوف لن يصل إلى تلك النقطة بسبب الهدر، وأنا من خلال مؤسستكم الإعلامية أرجو من المواطن أن يلتزم بالتعليمات ، لان هذه الشبكات وضعت لخدمته أولا ، والتجاوز عليها يؤثر على نوعية المياه ، وكذلك له تأثير سلبي على كمية المياه ، فالمواطن الذي يحتاج إلى فتح اشتراك فكل ما عليه أن يراجع دائرتنا ونحن مستعدين لاستقباله وفتح اشتراك له بالصورة الصحيحة والقانونية.
واستكمل الأستاذ علي حديثه قائلا: أما بخصوص مشاريعنا فهي مشاريع تصفية وليست تحلية وهذا الماء الذي يصل حاليا إلى المواطن فيه نسبة من الأملاح ، وهذه النسبة لا تشكل أي ضرر لأنها لا تتجاوز الخط الأحمر، ومشاريعنا الحالية ليست لها القدرة على إزالتها لأنها مشاريع تصفية وتعقيم ، وأنا أؤكد أن الماء غير ملوث نهائيا.
وعن مستوى صلاحية الماء الذي يصل إلى الاقضية والنواحي في النجف تحدث الأستاذ علي قائلا: مشاريع مديرية ماء النجف هي مشاريع موحدة فهي تشمل مدينة النجف وخارجها بدون استثناء لذلك فالا قضية والنواحي في النجف أيضا المياه فيها غير ملوثة.
وتوجهنا بسؤال إلى الأستاذ علي عن سبب شراء المواطن للمياه الصحية في حين أنكم تقولون أن المياه ليس فيها تلوث ولا تضر بصحة المواطن؟ وعن هذا السؤال بادر علي بالإجابة قائلا: إن نسبة الملوحة الموجودة في الماء تعطيه طعم مختلف عن طعم المياه سابقا، أما مياه (أل RO ) التي تباع حاليا في الأسواق ففيها طعم مميز وعلى هذا الأساس اعتبر المواطن أن الماء الذي يشتريه صالح للشرب وماء الحنفية غير صالح ، وهنا أود أن أنبه المواطن إلى أن نصف معامل (ألRO ) التي تبيع المياه في الأسواق مياهها غير صالحة للاستعمال أكثر من مياه الحنفية ، لان مصدر تلك المياه هو ماء الحنفية وهو من الأصل معالج بالكلور وسيتم إضافة كلور مرة أخرى من قبل صاحب المعمل ، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكلور وهذا بالنتيجة يؤثر بشكل سلبي على صحة المواطن ، ونحن نطمئن المواطنين الكرام أن الماء المنتج في النجف لا غبار عليه وصالح للاستعمال البشري.
https://telegram.me/buratha