وجهت النتائج التي أعلنت حتى الآن للانتخابات العراقية في محافظة الانبار، ضربة قاسية لعدد كبير من مرشحي المحافظة، فمنهم من أصيب بانهيار عصبي، دخل على إثره المستشفى، حيث أوصى الطبيب أهله بإغلاق جهاز التلفاز لكي لا يسمع أخبار الانتخابات، ومنهم من اتهم طلبته في الجامعة بالخيانة وهددهم بعقوبات، ومنهم من سارع بسبب إنفاقه لعشرات الملايين على حملاته الدعائية إلى مغادرة العراق هربا من الدائنين.
مرشح أنفق60 مليون دينار ينهار لـ"فوزه" بتسعة أصوات! ويذكر مصدر في مستشفى الانبار لـ"السومرية نيوز"، أن "مرشحا بارزا تابعا لقائمة الائتلاف الوطني العراقي في محافظة الانبار أدخل إلى المستشفى مساء الثلاثاء اثر إصابته بانهيار عصبي بسبب خسارته بالانتخابات".
ويوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المرشح أصيب بنوبة غضب شديدة أدت إلى فقدانه الوعي وارتفاع نسبة السكر في الدم لأنه لم يفز إلا بتسعة أصوات تعود لأسرته وبعض أفراد حمايته خلال الانتخابات".
ويقول أحد المقربين من المرشح إن الأخير "باع كل ما يملك من اجل تغطية حملته الانتخابية وأنفق قرابة 60 مليون دينار عراقي على صور الدعايات الانتخابية وتوزيع الهدايا على الأرامل والأيتام".
ويضيف أن "المرشح اضطر إلى بيع المقتنيات الذهبية لزوجته لتغطية نفقات الحملة الانتخابية على أمل فوزه في الانتخابات وإرجاع هذه المقتنيات إلى زوجته"، موضحا أن "الطبيب أوصى بإغلاق جهاز التلفاز في غرفته كي لا يسمع أي أنباء عن أحوال الانتخابات ونتائجها".
مرشح يفر إلى سوريا لاقتراضه 187 مليون دينار عراقي من جهته، يؤكد النقيب محمد العلياوي من شرطة محافظة الانبار أن "ستة تجار من بينهم مورد لحوم استرالية معروف في مدينة الرمادي تقدموا بشكوى إلى الشرطة ضد مرشح هرب إلى سوريا بسبب عدم تمكنه من الحصول إلا على 132 صوتا حتى الآن"، مبينا أن المرشح "استدان من هؤلاء أكثر من 187 مليون دينار عراقي لدعم حملته الانتخابية".
ويضيف العلياوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المرشح الهارب وعد تجار اللحوم الستة بإعادة هذه الأموال بعد فوزه في الانتخابات"، مؤكدا أن "المرشح وعد التجار أيضا بأنه سيعمل على منحهم امتيازات وتسهيلات جمركية وهويات رسمية تمنع التعرض لهم في نقاط التفتيش عند تنقلهم في المحافظات العراقية".
ويشير العلياوي إلى أن "المعلومات التي لدى الشرطة تشير إلى أن المرشح غادر ليلة الأحد محافظة الانبار إلى خارج البلاد عبر معبر التنف الحدودي مع سوريا".
أستاذ جامعي "مرشح" يتهم طلبته بالخيانة ويتوعدهم!وطالت تداعيات الانتخابات حتى أساتذة الجامعات، فقد نالوا حصتهم هم أيضا في تذوق طعم الخسارة، ويقول مصدر في رئاسة جامعة الانبار في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أحد أساتذة الجامعة، رشح نفسه للانتخابات وبدأ يتحدث مع طلبته بلطف ويقول لهم انه سيعطي لكل من يصوت له 15 درجة إضافية على معدلاته السنوية إذا ما انتخبه وفاز في الانتخابات وأصبح نائبا".
ويضيف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الجامعة ستشكل لجنة خاصة للتحقيق مع هذا الأستاذ بتهمة قطعه لوعود لطلبته قبل الانتخابات إذا ما انتخبوه هم وأسرهم"، مؤكدا أن "اللجنة ستحقق بالاتهامات الموجهة للأستاذ حول استغلاله لمنصبه للأغراض الانتخابية، وقد يصدر قرار بفصله إذا ما ثبتت عليه الأدلة".
ويلفت المصدر إلى أن "هذا الأستاذ، وحسب ما رواه بعض الطلبة، عاد بعد الانتخابات إلى طلبته بوجه آخر، وبدت عليه ملامح الغضب عقب تلقيه معلومات تؤكد فشله في الانتخابات ليتهمهم بالخيانة، وقال لهم أنهم سيرون منه وجها آخر وسيجعل امتحاناتهم أصعب مما يتصورون"، حسب قوله.
مرشح وعد مخمورين ببناء حانات في الرمادي وفيما توارى عدد من المرشحين الخاسرين في الانتخابات، ممن كانت شبكات الإعلام تسلط الضوء عليهم باستمرار، عن الأنظار، أشهر بعض المرشحين الذين لم يفضلوا الهرب إلى سوريا إفلاسه، وراح يطمئن دائنيه بأنه سيعيد لهم أموالهم "إذا ما تحسنت الظروف"!
ويرى المحلل السياسي في محافظة الانبار مفيد العبيدي أن "الكثير من المرشحين في المحافظة حاولوا الدخول إلى البرلمان من أجل مصالح شخصية ومادية لأنهم اعتبروا أن هذه القضية صفقة تجارية مربحة".
ويضيف العبيدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المرشحين لعبوا على أوتار حساسة في الشارع العراقي مثل قضية إيران والوعود بتعويض المنازل المهدمة ومنح مكائن زراعية للفلاحين، إلى درجة أن أحدهم وعد مجموعة من الشباب السكارى في الرمادي بفتح حانات لجذب تأييدهم".
ويشير العبيدي إلى أن "فشل العديد من هؤلاء المرشحين في الحصول على مقعد البرلمان الذي صرفوا الكثير من الأموال للحصول عليه دفع بعضهم لأن يهرب إلى خارج العراق لعدم قدرته على سداد كلفة حملته الانتخابية، بينما تعرض آخرون إلى انهيار عصبي ونفسي لأنهم لم يتحملوا النتائج الجزئية التي أعلنت عنها المفوضية".
https://telegram.me/buratha