أهاب ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 13 صفر 1431هـ الموافق 29-1-2010م مسؤولي الأجهزة الأمنية بتفعيل الجهد الاستخباراتي للقضاء على الزمر الإرهابية التي تقف وراء التفجيرات الأخيرة، تلك التي حصلت في الاسبوع الماضي بالقرب من فنادق مهمة في العاصمة بغداد وكذلك بالقرب من مديرية الأدلة الجنائية، مشيرا أنه قد تزامن معها حديث في بعض الصحف الأجنبية عن عدم فاعلية أجهزة كشف المتفجرات المستعملة من قبل الأجهزة الأمنية، ومتسائلا: لا يُعلَم لحد الآن مدى دقة هذا الكلام فربما يكون صحيحاً وربما يكون بعيداً عن الواقع وتقف خلفه أهداف خاصة؟! .. معربا في الوقت نفسه أن هناك جهات أمنية اعتبرت هذا الكلام ليس بصحيح وان سوء الاستخدام للجهاز هو الذي يجعله غير فاعل في كشف المتفجرات ..
وأضاف سماحته كما نُشِرت معلومات استخباراتية بيّنت لجوء هذه الجماعات الإرهابية إلى أساليب جديدة لإخفاء المتفجرات في السيارات المفخخة... مطالبا الإخوة في الأجهزة الأمنية بإجراء التحقيق في الدعوى المذكورة المتعلقة بعدم فاعلية هذه الأجهزة فربما تكون هذه الدعوى صحيحة وربما تكون باطلة ..
وتابع ان الأساليب الجديدة تستدعي تفعيل الجهد الاستخباراتي لان الجماعات الإرهابية تحاول دائماً ابتكار أساليب جديدة لإخفاء المتفجرات كلما وجدت إن الأجهزة الأمنية أصبحت قادرة على كشفها، وقد اتضح كيف إن هذا الجهد يعد عاملاً أساسيا في منع وقوع العمليات الإرهابية حيث كُشف قبل أسابيع قليلة عن وجود مخطط لاستهداف مجموعة من الوزارات وتم إحباط المخطط عن طريق كشفه من قبل العناصر الاستخباراتية ..
ومع اقتراب زيارة الأربعين حيث يتوافد الملايين من أتباع أهل البيت ( عليهم السلام) لزيارة الإمام الحسين ( عليه السلام) ولقرب هذه الزيارة من موعد إجراء الانتخابات ولطبيعة الظروف السياسية والأمنية التي يمر بها البلد فان الجماعات الارهابية - ربما - ستحاول استهداف المواكب والزائرين لذلك طالب ممثل المرجعية الدينية العليا الجميع الالتزام بالنقاط التالية:
1- المزيد من اليقظة والحذر من محاولات هذه الجماعات الإرهابية للنيل من هذه المواكب والزائرين حين عودتهم إلى مدنهم ..
2- نشر العناصر الاستخباراتية في المناطق التي يتوقع انطلاق الإرهابيين منها لضرب المواكب والزائرين ..
3- نثّمِّن جهود الإخوة في الأجهزة الأمنية ونتفهم مدى العناء والتعب الذي يتعرضون له أثناء وأيام الزيارة وما هو الجهد المضني والكبير المطلوب بذله خلال هذه الزيارة لإنجاحها ..
داعيا الإخوة في الأجهزة الأمنية في نفس الوقت إلى التحلي بسعة الصدر وتحمل الزائرين ومعاملتهم واستقبالهم بالحفاوة والترحيب والكلام الطيِّب فان لهم بذلك الأجر العظيم وذلك لما يتمتع به زائر الحسين ( عليه السلام) من منزلة كبيرة عند الله تعالى، فخدمته والحفاظ على حياته يعتبر عملاً كبيراً عند الله تعالى ..
وذكـّر الشيخ الكربلائي إن هذه المسيرة هي مسيرة عقائدية سياسية تعبر عن تجديد العهد والولاء من هؤلاء الملايين للإمام الحسين ( عليه السلام) وتظهر مدى قوة هذا الكيان ومدى تماسكه وثباته على المبادئ، إذ رغم هذه التحديات والمخاطر إلا ّ أن هذه الملايين ما تزال في كل عام تزحف نحو قبر سيد الشهداء ( عليه السلام) متحدية الإرهابيين وجرائمهم .. موجها خطابه إلى الإخوة في الأجهزة الأمنية ببذل المزيد من التنبّه واليقظة لحماية هذه المسيرة وإنجاحها .. كما طالب الزائرين إتباع مجموعة من التوصيات والتوجيهات لإنجاح هذه الزيارة .
1- الحفاظ على قدسية الزيارة وإبراز أهدافها السامية من خلال الالتزام بأداء الصلوات في أول أوقاتها والابتعاد عن المعصية والحرمات والتشاحن والتزاحم ..
2- الحذر من محاولات البعض لإثارة الفتنة والفوضى أثناء الزيارة فان ذلك يخدم أعداء المذهب ويؤدي إلى فشل الزيارة - لا سمح الله تعالى - وتشويه سمعة مذهب أهل البيت .. بل المطلوب أداء الزيارة وفق الآداب التي بيّنها الأئمة ( عليهم السلام)..
3- محافظة الشباب والنساء على العفة أثناء أداء الزيارة بحيث يتورعون عن ارتكاب ما يؤدي إلى توهين الزيارة أو ارتكاب المحرم أو تشويه سمعة المذهب ..
وفي ختام الخطبة الثانية دعا الشيخ الكربلائي جميع الدوائر والجهات القادرة على توفير وسائط النقل من وزارة النقل والتجارة والأجهزة الأمنية على أن تبذل قصارى جهودها لتوفير هذه الوسائط، مستذكرا أن هذه الملايين بعد انتهاءها من أداء مراسيم الزيارة تعاني من طول الطريق حتى تصل إلى أماكن تواجد السيارات التي تقلهم إلى مدنهم، وهذه الوسائط قليلة قياساً بهذه الأعداد الهائلة، داعيا الجهات المسؤولة أن لا تألوا جهداً في توفير وسائط النقل بمختلف أنواعها وأحجامها .. كما دعا وزارة النقل إلى وضع مشاريع جديدة وفعالة لحل هذه المشكلة وذلك من خلال إنشاء مشاريع جديدة للنقل تستوعب أعدادا كبيرة، وكذلك توفير وسائل لتقليل المسافات بين مركز المدينة وأماكن تواجد هذه السيارات ..
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha