يسعى الوفد العراقي المشارك بأعمال الاجتماع الاول للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للمياه الذي سيعقد بمقر الامانة العــامة لجامعــة الدول العربيـة في القاهرة، الى بلورة موقف موحد لتأمين حصص مائية عادلة وثابتة العراق من نهري دجلة والفرات، لايجاد الحلول والتباحث بقضايا المياه بين الدول المتشاطئة والرؤية المستقبلية لمشاريعها ذات الاهتمام المشترك.
افاد بذلك بتصريح خاص لـ"الصباح" وزير الموارد المائية الدكتورعبد اللطيف رشيد والذي رأس وفد العراق المشارك بالاجتماع قبيل سفره، مضيفا ان الاجتماع الذي ستبدأ اعماله اليوم ولمدة يومين، يأتي ضمن قرارات المجلس الوزاري العربي بدورته الاولى التي عقدت بالجزائر في الثلاثين من حزيران من العام الماضي، لافتا الى حرص المجلس لتطوير الرؤى المشتركه وافاق التعاون المشتركة لمواجهة التحديات المائية، في ظل ما تعانيه المنطقة العربية من ندرة المياه وما تواجهه من ضغوط سياسية من دول المنبع.
واشار الى ان العراق سوف يركز بورقته التي سيطرحها خلال أعمال الاجتماع، على اهمية حصوله على حقوقه المشروعه في المياه المشتركه مع دول الجوار، منوها بان جدول الاعمال سيركز على وضع "ستراتيجية للأمن المائي" في المنطقة العربية بأسرها لمواجهة متطلبات التنمية المستدامة الحالية والمستقبلية، فضلا عن تعزيز القدرات التفاوضية للدول العربية وخاصة العراق بشأن الموارد المائية المشتركة مع دول غير عربية.واكد الدكتور رشيد استمرار الدول المتشاطئة مع العراق بتنفيذها لعدد كبير من السدود على حوض نهري دجله والفرات واكبرها مشروع "الكاب" التركي، من دون التشاور المسبق معه، وهو ما اسهم بانخفاض كبير في الايرادات المائية القادمة اليه، ما تسبب بتفاقم مشكلة القطاع الزراعي في العراق واعاقة تحقيق الامن الغذائي المطلوب، مشددا على رغبة العراق لعقد اتفاقات ثنائية ومتعددة الاطراف مع دول الجوار على اساس المصالح المشتركة واسس التنمية المستدامة التي تؤمنها القوانين والاتفاقيات الدولية.يشار الى ان وزير الموارد كان قد كشف في ايلول الماضي، ان الدول المتشاطئة بلا استثناء تصر على عدم اشراك اي طرف دولي او اقليمي في مباحثات المياه مع العراق، مهددة انها لن تتعاون معه كما حصل مرات عديدة سابقا.المباحثات ستتناول ايضا بحسب الدكتور رشيد، التعاون مع شركاء المجلس من المنظمات المتخصصة ومؤسسات التمويل العربية والاقليمية والدولية، فضلا عن عرض تجارب التعاون بين الدول العربية في استغلال المياه الجوفية المشتركة، لافتا الى ان انعقاد الاجتماع، يأتي في اطار الاهتمام والحرص الكبيرين اللذين توليهما منظومة العمل العربي المشترك لموضوع المياه في العالم العربي بمختلف ابعاده السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية واهمية بلورة رؤية عربية موحدة للوصول بالمجلس الى تحقيق غاياته واهدافه السامية.من جهته، قال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري في القاهرة ان الاجتماع يناقش عدة موضوعات بينها تكليفات القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في دولة الكويت العام الماضي لوضع استراتيجية للأمن المائي في المنطقة العربية ومواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة ومتابعة تنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتحقيق تنمية مستدامة في المنطقة العربية ومتابعة تنفيذ أهداف الألفية في ما يخص إمدادات المياه وتقييم المشاركة العربية في المنتدى العالمي الخامس للمياه في اسطنبول العام الماضي والتحضير والإعداد للمنتدى العالمي السادس للمياه 2012 والتعاون العربي مع الدول والتجمعات الإقليمية مثل دول أميركا الجنوبية وتركيا والصين واليابان والاتحاد من أجل المتوسط.وكانت وزارة الموارد افصحت على لسان احد مسؤوليها منتصف العام الماضي، عن توقعها عجزا مائيا خلال عام 2015 يصل الى 33 مليار متر مكعب، اذا ما استمرت تركيا في تنفيذ مشروع الكاب الرامي لتشييد 22 سدا على حوضي النهرين خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.
https://telegram.me/buratha