أعلنت منظمة الصليب الاحمر الدولية انها تبحث عن ألف شخص مازالوا في عداد المفقودين في حرب الخليج الثانية عام 1991، في حين توقعت وزيرة حقوق الانسان ان يتم حسم ملف الاسرى والمفقودين ابان حرب الثمانينيات مع الجانب الايراني خلال هذا العام.
وقالت المهندسة وجدان سالم ان المعلومات المتوافرة لدى وزارة حقوق الانسان تشير الى ان العدد المتبقي من الرفات الايرانيين لغاية نهاية عام 2009 بلغ نحو 250 رفات مثبتة اسماؤهم لدى الجانب العراقي كأسرى، مشيرة الى ان العدد المسجل في بداية العام نفسه كان عشرة الاف مفقود ما يدل على حجم التقدم الكبير الذي ادى الى انخفاض العدد بشكل ملحوظ.وأقرت بوجود مئات الالاف من المفقودين مدفونين في مقابر منتشرة في مناطق مختلفة من البلاد سواء لعراقيين أو جنسيات أخرى، لافتة الى الحاجة الكبيرة لمختبرات فحص الحمض النووي الـDNA لتتمكن من فحص الرفات والتعرف على هوياتهم، موضحة ان هذه المختبرات تمتاز بامكانية تجهيز وتشغيل عالية.وكشفت سالم ان وزارة الصحة الآن في صدد بناء مركز متكامل لاحتياجات الرفات، يحتوي على مختبرات الحمض النووي، لكنها لم تدخل الخدمة بسبب تأخر الاجراءات الادارية والفنية، مشيرة الى ان المختبر الوحيد الذي يعمل حاليا هو مختبر الطب العدلي الذي لا يغطي الا جزءاً يسيراً جدا من الاحتياج الفعلي.وطالبت بايجاد حلول جذرية لتلافي هذه المشكلة اما ببناء مختبرات أو التعاقد مع مختبرات لفحص الرفات، منوهة بان اللجنة الدولية للمفقودين ابدت استعدادها لفحص ثلاثة الاف رفات، الا ان وزارة الصحة اعترضت على اخراج أية عينة حفاظا على الخارطة الجينية الوراثية، فضلا عن مشكلات امنية واخرى فنية تعترض سبيل هذه العملية.وتوقعت ميخائيل حسم ملف الاسرى الايرانيين خلال العام الحالي، مشيرة الى ان المعلومات التي لدى الوزارة تشير الى ان المتبقي من الرفات الايرانيين لا يتجاوز 250 رفات مثبتة اسماؤهم لدى الجانب العراقي كأسرى.وفي الشأن نفسه، دعا مصدر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الاحمر، السلطات كافة إلى بذل قصارى جهودها طبقا للقانون الدولي الإنساني بغية توفير المعلومات بشأن المفقودين، مشيرا الى ان اللجنة تساند الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية والحكومات الاخرى لمعرفة أماكن وجود آلاف الأشخاص الذين ما زالوا مجهولي المصير جراء الحروب السابقة في منطقة الخليج.وأكد المصدر لـ"الصباح" ان المنظمة تتولى منذ عام 2003 تدريب خبراء محليين في الطب الشرعي للتعرف على هويات الرفات وطريقة التعامل معها اضافة الى قيامها بتوفير المعدات اللازمة وترميم المنشآت الخاصة بذلك، فضلا عن سعيها لتسهيل عمليات تبادل المعلومات ذات الصلة بالأشخاص المفقودين بين البلدان المعنية التي تحتاج إلى دعم في سعيها إلى معرفة مصير ابنائها. وبين ان عائلات مئات الآلاف من الأشخاص المفقودين في العراق والكويت والسعودية تتوق إلى معرفة مصير ذويها، لافتا الى ان الكثير منهم اصابه اليأس من الغموض الذي يحيط بهذه المسألة. وافاد المصدر بأن اللجنة شاركت في جميع الاجتماعات التي عقدت بين العراق والكويت في هذا الصدد كوسيط محايد وبحضور ممثلين من عدد من الدول مثل اميركا وبريطانيا وفرنسا والسعودية، مبينة ان هذه الاجتماعات فضلا عن اعمال اللجان المشكلة ساعدت في كشف مصير أكثر من 300 شخص مفقود من بينهم 215 كويتياً, و82 عراقياً, و12 سعودياً وأشخاص من جنسيات أخرى. واكد ان المنظمة تواصل جهودها للكشف عن مصير1000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين جراء حرب الخليج الثانية.
https://telegram.me/buratha