الأخبار

في حوار مع فضائية العراقية الرئيس مام جلال يشرح حقائق هامة عن الوضع في العراق

2140 20:19:00 2006-09-29

اجرت فضائية (العراقية) لقاء خاصا مع السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق، حول تطورات الوضع العراقي والعلاقات مع دول الجوار.

فيما يأتي نص اللقاء :

*سيادة الرئيس، انا اشكركم على موقفكم هذا لقناة العراقية.

-وانا اشكركم جدا لاتاحة الفرصة للحديث في (العراقية) والاجابة عن اسئلتكم.

*سيادة الرئيس، نبدأ من المحور الاول، حول كلمتكم في الجمعية العمومية، في الكلمة في الجمعية العمومية ذكرتم ان صبر شعبنا آخذ بالنفاد وانه من الصعب على قيادتنا السياسية ان تلتزم السكوت الى ما لا نهاية، فما قصدكم بذلك ؟

-اود ان اوضح بهذه المناسبة حقيقة انه تم اتخاذ قرار في الاجتماع المشترك بين الرئاسات الثلاث بان استدعي سفير الجامعة العربية وسفير روسيا وابلغهما بهذا النص وابلغت فعلا سفير الجامعة العربية وكذلك سفير روسيا وكان هدفنا ان نقول اكثر من ذلك كما قلت في كلمتي اسمح لي ان اقرأها لك : اننا نعلن من على هذا المنبر حرصنا على امن وسلامة جيراننا وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وتجنب تحويل اراضينا الى قواعد، هذا لكي نعلن بصراحة اننا لا نسمح بتحويل العراق الى قاعدة للعمل ضد هذه الدول المجاورة لنا وليكونوا مطمئنين بان وضع العراق الحالي ليس مهددا لهم وبالتالي لنأخذ منهم ذريعة ان تدخلهم في شؤون العراق هو بسبب وجود قوات اجنبية تهدد امنهم وسلامتهم، وقلت بعد ذلك ان صبر شعبنا آخذ بالنفاد خصوصا وهو يرى دم ابنائه الابرياء يسفك ويستباح وبنيته التحتية تدمر ومساجده وحسينياته تخرب واعادة بناء القوات المسلحة ومؤسساته الامنية تعرقل للحيلولة دون استكمال سيادتنا، ان من الصعب على قيادتنا السياسية ان تلتزم السكوت الى ما لا نهاية، هذا كان تحذيرا حقيقة للاخوة المسؤولين في الدول المجاورة بان يأخذوا بنظر الاعتبار ان العراق ايضا يستطيع اذا اراد ان يعامل بالمثل ولكننا نريد اولا المصالحة مع الجيران، نريد احسن العلاقات معهم، نريد ان نقيم علاقات حسن الجوار وكل الانواع من العلاقات الثقافية والسياسية والتجارية معهم ولهذا السبب بالذات قام السيد رئيس الوزراء الاخ الدكتور المالكي بزيارة ايران وحقق نجاحات باهرة في هذا المجال ولنفس السبب انا التقيت وزير خارجية سوريا الاخ الاستاذ وليد المعلم ودعوته الى زيارة العراق لنجدد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ثم نفكر في جدول لزيارتي انا الى سوريا بناء على دعوتهم التي وافقت عليها مشكورا وشاكرا دعوتهم وكي نذهب ونلتقي مع الاخوة المسؤولين هنالك لنحل المشاكل وجها لوجه، كما تعلمون انا تجنبت دائما الحديث عن تدخل دول الجوار واعتبرت ذلك شأنا داخليا بيننا نحلها، خاصة مع سوريا، كما تعلم ان سوريا لها افضال كثيرة علينا نحن المعارضين السابقين والحاكمين الحاليين للعراق فنحن جميعا كنا في سوريا، سوريا آوتنا وساعدتنا وقدمت لنا مساعدات كثيرة مشكورة لا ننساها ابدا وبالتالي العلاقات التاريخية تفرض علينا نوعا جديدا من حل المسائل ليس عن طريق الاعلام والمهاترات والتشنجات، انما عن طريق الحوار الاخوي الصريح ولكن يجب ان يعلم الجميع بان صبر شعبنا العراقي فعلا آخذ بالنفاد لانه كما قلت الارهابيون يتمادون في جرائمهم والتكفيريون يتمادون في اجرامهم.

*قلت ان العراق بامكانه ان يتعامل معهم بالمثل، وفي تصريحات لمحطة (NPR) قلتم اننا نطلب من دول الجوار وقف التدخل في شؤوننا الداخلية واحترام سيادة واستقلال العراق والا فاننا سنضطر ان نقول شيئا وان العراق يمكنه اثارة المتاعب لجيرانه اذا لم يتوقفوا في التدخل في شؤونه الداخلية، ما يمكن للعراق ان يفعله ؟

-يستطيع ان يعمل الكثير الذي يقومون به هم، نحن نستطيع ان نقوم به ولكن نحن لا نريد ذلك ولا نتمنى ان نصل الى هذه المرحلة، نحن نتمنى ان نحل مشاكلنا بالطريقة العراقية الودية السلمية كما فعلنا مع الاخوة كان هنالك حديث عن التدخل الايراني استطعنا ان نحل كل المشاكل في زيارة رسمية للاخ الاستاذ نوري المالكي وانا مقتنع بانه يمكننا ان نحل المشاكل مع الاخوة في سوريا، وتركيا ايضا كما تعلمون لها هواجس وهواجسها مشروعة عن حزب العمال الكردستاني، نحن ايضا قمنا من جانبنا بأعمال تهدئ الاخوة في تركيا وتمنع التصريحات الاستفزازية التي كانت تصدر عن التدخل في العراق وذلك باغلاق المقرات غير المشروعة، ثانيا باقناع قادة (PKK) بايقاف القتال واعلان هدنة، وبالاشتراك في اللجنة الثلاثية المقترحة من قبل الامريكان : (اللجنة الثلاثية التركية – العراقية – الامريكية) كل هذه الاجراءات اتخذناها من اجل تهدئة الاوضاع وكذلك من اجل اقامة احسن العلاقات مع تركيا، نحن نحرص، منفعتنا الوطنية تحتم علينا ان نقيم احسن العلاقات مع ايران وتركيا وسوريا بغض النظر عن علاقة هؤلاء مع التحالف، نحن طبعا ندرك عمق الخلافات بين ايران وامريكا ولكن حرصنا دائما على ان نقيم بيد علاقات جيدة مع امريكا وبيد اخرى علاقات جيدة مع ايران ونفس الشيء نرغب مع سوريا ومع تركيا، نحن نتمنى على الاخوة هناك ان يعاملونا بالمثل وان نعاملهم بالمثل في السراء والضراء.

*سيادة الرئيس، هل صحيح انكم في تصريحات لمحطة (NPR) قلتم انكم ستدعمون المعارضة في هذه الدول ؟ هناك من قال ان الرئيس طالباني قصد بهذا تحريك (مجاهدي خلق) ضد ايران والمتشددين والمتطرفين ضد سوريا وحزب العمال الكردستاني ضد تركيا ؟

-اولا، اريد ان اقول لك نحن لنا موقف واضح ضد ما يسمى (مجاهدي خلق)، نحن لا نسميهم مجاهدين، نحن نسميهم جماعات (MM) (مسعود – مريم)، هؤلاء وقفوا مع النظام الدكتاتوري العراقي، وقفوا ضدنا وقاتلونا اثناء حرب تحرير العراق، القوة الوحيدة التي وقفت تقاتل الثيشمرطة في المناطق التي حاولت تحريرها هي قوات ما يسمى بـ(مجاهدي خلق) وهنالك قرار من الحكومة العراقية لاخراج هؤلاء من العراق واجرينا اتصالات مع الاخوة في ايران حاولنا ان نقنع العدد المعقول من الذين يرغبون في العودة الى الوطن واخذنا العفو من الحكومة الايرانية لهم وعاد بضع مئات، بالنسبة للبقية نحن وفق القانون الدولي نريد ان يخرجوا من العراق، اما بالنسبة لحزب العمل، فنحن نسعى الى اقناعهم بايقاف القتال لا بالتحريك ضد تركيا وبالعكس نحن الآن نعمل، بالنسبة لسوريا نحن لنا علاقات جيدة مع سوريا ونريد ان تهدأ الاوضاع في سوريا وان نساعد سوريا على حل، انا قلت القول الذي قلته سابقا كي يدرك الجيران اننا لسنا ضعفاء مساكين مهمشين يستطيعون ان يفعلوا ما يشاءون دون رد او جواب.

*سيادة الرئيس، لاحظت انك تذكر سوريا وايران وتركيا، هل كل مشاكلنا في العراق هي من سوريا وايران فقط، ماذا عن بقية دول الجوار ؟ وهذه هي المرة الاولى التي نلاحظ فيها مسؤولا عراقيا يذكر فيها تركيا، في السابق لم تذكر تركيا ؟

-انا طبعا اود ان اقول ان تركيا موقفها واضح من الارهاب، تركيا لم تؤيد الارهاب ولم تتهم في يوم من الايام بالارهاب، تركيا تصريحاتها في موضوع كركوك وتصريحاتها في موضوع التدخل العسكري لمقاتلة حزب العمال الكردستاني داخل العراق اثارت استغرابنا ونوعا من القلق لدينا والحقيقة ان تركيا لم تؤيد الاعمال الارهابية وكذلك اعلنت ايران دائما تأييدها الصريح لنا، الايرانيون ايدوا مسيرتنا عندما تشكل مجلس الحكم هنأونا، عندما جرت الانتخابات الاولى هنأونا، عندما انتخبت رئيسا للجمهورية اول رئيس جمهورية في العالم اتصل بي مهنئا هو رئيس جمهورية ايران، عندما تشكلت الحكومة ايدوها، عندما جرت الانتخابات للدستور ايدوها، عندما صوت للدستور باركوه، الايرانيون وقفوا موقفا جيدا جدا معنا في موضوع العمل السياسي، المسيرة الديمقراطية السياسية كانوا دائما مؤيدين ومباركين وانا هذا العام زرت ايران وكانت علاقاتنا ومازالت جيدة جدا مع ايران ولكن هنالك اتهامات متبادلة بين ايران والقوات البريطانية في الجنوب على اساس ان هناك تدخلات ومسائل من الجانبين نحن حاولنا ان نبعد الخلاف الايراني – الغربي عن العراق وقلنا صراحة وللانكليز وللاخوة الايرانيين رجاء انقلوا خلافاتكم الى بلد آخر وليس الى العراق، فيما يتعلق بسوريا لدينا ملاحظات لكن لا نقولها للاعلام كما تتذكرون انني رفضت دائما ان اتكلم في الاعلام عن ذلك لكن لدينا ملاحظات ولدينا هواجس وسنقولها للاخوة في سوريا عندما نلتقي بهم ان شاء الله.

*سيادة الرئيس، فيما يخص تصريحاتكم بشأن تركيا، هناك من ذهب الى ان الرئيس العراقي لانه كردي اطلق مثل هذه التصريحات تجاه تركيا، هل انطلقتم في تصريحاتكم تجاه تركيا من منطلق انكم كردي ولستم رئيسا للعراق ؟

-انا اولا اعتز بعراقيتي وبكوني رئيسا للعراق، ولم اتصرف هنا كما تلاحظ في جميع المجالات الا كرئيس عراقي والا كمدافع عن حقوق العراق والا كحامل مطامح ومصالح العراق الاساسية، فيما يتعلق بتركيا، انا علاقاتي الشخصية جيدة مع تركيا، علاقاتي الشخصية جيدة مع حكومة السيد رجب طيب اردوغان، وانا تدخلت بطلب منه في اقناع حزب العمال الكردستاني بايقاف القتال واعلان هدنة، فلذلك انا لا اتصرف بعلاقاتي مع الدول ككردي، لو اتصرف ككردي يجب الا اسعى لتحسين العلاقات مع هذه الدول، يمكن التناقض بين هذه الدول يفيد بعض الكرد، التواؤم والتوافق والاتحاد بين هذه الدول هو من مصلحة العراق، لذلك انا اعمل على اساس انا مسؤول عن العراق، رئيس الجمهورية مسؤول عن مصير العراق، مسؤول عن سلامة العراق، وحدة اراضيه، استقلاله وسيادته الوطنية، هذه هي مهمة رئيس الجمهورية المعلنة في الدستور، فأنا يجب انه، عندما يصلني تحشد مئات من الجنود على حدود العراق، عندما تجري تصريحات لاقتحام الاراضي العراقية والتجاوز على سيادة العراق، لابد ان نقول شيئا، وما قلته هو ألطف وأنعم وجمل ودية جدا في هذا المجال ولم انجر ابدا الى تصريحات شديدة اللهجة او استفزازية عندما قلت ما هو اخوي وودي لهؤلاء الاخوة في البلدان الثلاثة.

*سؤال اخير في هذا المضمار سيادة الرئيس، بالنسبة لتدخل دول الجوار في العراق رغم تكرار المسؤولين العراقيين انهم يريدون علاقات ودية معهم وعلاقات قائمة على احترام سيادة هذه الدول وعدم التدخل في شؤونه لكن هي مازالت تتدخل، هل السبب فقط وجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق ؟

-الاخوة لا يعترفون بالتدخل، يقولون انهم لا يتدخلون، وانهم بالعكس يقولون انهم يحاولون ايقاف التدخل وانا اعتقد ان من المصلحة ان نبحث هذه المسألة مع هؤلاء الاخوة، لا في الصحافة والاذاعة والتلفزيون، انا اعتقد هذه التصريحات الصحفية والاعلامية تعرقل التفاهم الجدي بيننا وبين هؤلاء الاخوة في الدول الثلاث، خاصة ان نياتهم المعلنة جدية وطيبة جدا واننا مثلا نحن لنا علاقات جيدة مع هذه الدول تاريخيا، ايران كانت فترة طويلة مساندة لنا وتعاونا نحن مع ايران ضد العدوان الصدامي، سوريا كانت المرجع الوحيد لنا في فترة من الفترات، وعلاقاتنا جيدة مع سوريا ولنا صداقات وعلاقات، كمثل انا عرفت الرئيس الايراني فخامة محمود احمدي نجاد منذ عشرين عاما، وكذلك عرفت الاخوة في سوريا منذ اكثر من ربع قرن، وكذلك لنا علاقات جيدة مع الحزب الحاكم، العدالة والتنمية في تركيا قبل ان يأتوا الى الحكم، فلذلك نحن نريد ان نستثمر هذه العلاقات لاقامة علاقات جيدة بين البلدان الثلاثة، انا مرة قلت اذا تتذكرون، قلت اذا خولتني الحكومة العراقية برئاسة وفد عراقي سأذهب الى طهران وانقرة ودمشق، اذا استطعت حل جميع الاشكالات اعود الى بغداد، والا سأذهب الى السليمانية ارسل باستقالتي من رئاسة الجمهورية الى البرلمان العراقي، لانني واثق اننا نستطيع حل المشاكل مع الاخوة اذا نجحنا في تهيئة الارضية اللازمة وفي حوار جدي وصريح معهم.

*سيادة الرئيس، الآن ننتقل الى محور آخر وهو محور تصريحاتكم مع صحيفة (واشنطن بوست) حول طلب بقاء (10) آلاف جندي امريكي وقاعدتين في العراق، هل انتم صرحتم بصفتكم الشخصية ام الرسمية ؟

-اولا، اريد ان اصحح لك، انا لم اطلب، انا سئلت ما هو رأيك في بقاء قواعد عسكرية امريكية، بالعكس انا طلبت في الامم المتحدة بما يأتي، دعني اقرأ لك ما طلبت به :ان جهود بناء قواتنا المسلحة العراقية الوطنية والارتقاء بها الى مستوى الطموحات تتواصل بهمة عالية لكي تبلغ قدراتنا المستوى والكفاءة والجاهزية المطلوبة لايجاد مستلزمات انهاء تواجد القوات المتعددة الجنسيات تدريجيا من البلاد، هذه القوات موجودة بقرار دولي وضرورية لنا في الظروف الراهنة ريثما يتم انجاز مهمة بناء قواتنا المسلحة القادرة على انهاء الارهاب وحفظ الامن والاستقرار وحيث فقط يمكن الحديث حينئذ عن وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق، هذا هو الطلب الذي تقدمت به باسم العراق، اما رأيي الشخصي، فسئلت عن وجود قواعد، انا مقتنع الى الآن ان وجود قواعد رمزية كما قلت وبعدد قليل من القوات ضروري للعراق ريثما يتم بناء قدرات جيشنا العراقي القادر على حماية الحدود، لان الجيش العراقي الآن في مرحلة تهيئة وتعبئة لمكافحة الارهاب لا لحماية الحدود، بصراحة عشر فرق عراقية غير مجهزة بالاسلحة الثقيلة، غير مجهزة بالاسلحة الصاروخية، غير مجهزة بطيران قوي حديث، غير مجهزة باسلحة الدفاع الجوي القوية والقادرة على حماية السماء العراقية، هذه القوات غير قادرة على حماية العراق من التدخل الخارجي، بقناعتي الشخصية ان وجود قواعد، انا اقترحت قواعد ثلاثا، قاعدة الجنوب وقاعدة الوسط وقاعدة الشمال، وفق اتفاق يبرم بين العراق وقوات التحالف ويوضع الاتفاق في مجلس الامن وجود هذا ريثما يتم انجاز قوات عراقية كفوءة قادرة، ضروري لمصلحتنا، انا اقول ذلك بصفتي الشخصية لانني حريص ومسؤول عن حماية العراق واستقلاله وسيادته والتدخل الاجنبي، انا لا استطيع ان اضحي بمصلحة العراق الاساسية من شعارات ثورية، انا حملت كثيرا في حياتي، في شبابي شعارات ثورية كثيرة، لكننا الآن مسؤولون عن الوطن، عن حماية العراق، عن حمايتنا من التدخل، مرة انا كنت اناقش مع احد الاخوة الناصريين في العراق في موضوع القوات الاجنبية، قلت : هل تضمنون لنا دفاعا عربيا عن العراق اذا فرضنا احدى دول الجوار اجتاحت بلادنا ؟ اذا تضمنون لنا هذا الشيء انا غدا اطالب بسحب القوات الاجنبية، ولكن لا يمكن الآن، كما تعلمون ان الدول العربية لم تستطع منع العراق من اقتحام دولة الكويت الشقيقة، هذه حقائق، نحن يجب ان نكون واقعيين ويجب ان نكون في مستوى المسؤولية حرصا على سمعة العراق، انا قلت هذا برأيي الشخصي وهذا الرأي قابل للنقاش ولا يعبر عن رأي الحكومة العراقية ولا عن رأي البرلمان العراقي وانا فرحت بالملاحظات، يعني مثلا سمعت من الاخوة الصدريين قالوا ان هذا رأي شخصي، نعم هذا رأي شخصي، ولهم الحق ان يعارضوا هذا الرأي لانني اعتقد ان هذه المسألة مهمة وخطيرة لا يمكن ان ينفرد بها ليس فقط رئيس الجمهورية، حتى رئاسة الجمهورية، حتى مجلس الوزراء، هذا الموضوع يجب ان يناقش نقاشا وطنيا وليس فقط داخل البرلمان بل داخل القوى الاخرى التي لم تشترك في البرلمان، هذه المسألة خطيرة لكن انا كمواطن وطني لي الحق ان اقول رأيي كما للاخوة المعارضين ان يقولوا رأيهم فأهلا برأيهم ودعنا نقدم الرأي والرأي الآخر ونتناقش على ايهما الاصوب، انا في مكتبي في كردستان العراق احمل وراء رأسي عدة آيات، في أحد المكاتب انا احمل الآية الكريمة التي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم [ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ]، الله يبشر بمن يستمع، نحن نبشر بالآراء ولكن يجب ان نتبع احسنها، نناقش ما هو الرأي الاحسن نتبعه.

*هل افهم من كلام سيادتكم ان هذا الموضوع سيطرح على البرلمان ؟

-في الحقيقة لا يطرح لانه انا ايضا، تعرف الصحف يسألون اسئلة كثيرة ويجرونك الى مسائل عديدة، هذا ليس مطروحا، انا لم اطرح هذا الموضوع حتى مع الامريكان لكن لما سئلت جاوبت.

*هذه التصريحات، ألا تعتقد ان دول الجوار تصيبها بعض التخوفات وخصوصا هي تريد ذهاب القوات من العراق ؟

-لماذا، تركيا عندها اكبر قاعدة امريكية (انجرليك) ؟ لماذا سوريا العربية لا تعترض على الكويت، على قطر، على الامارات، الى فترة قليلة كانت السعودية فيها اكبر قاعدة امريكية، مصر فيها، لماذا لا يعترضون وكانوا يقيمون احسن العلاقات مع هؤلاء الاشقاء العرب فليعاملونا مثل اخوانهم في الجزيرة العربية.

*في بعض ردود الافعال التي صارت في العراق حول هذه التصريحات سيادة الرئيس هناك من قال انها لا تعدو عن كونها رغبة امريكية، لكن الرئيس طالباني افصح عنها نيابة عنهم ؟

-بالعكس، الامريكان لا يؤيدون هذا الرأي، الامريكان يريدون الانسحاب بأسرع وقت ممكن وتعرف ان الرئيس الامريكي تعرض الى ضغط شديد بسحب القوات وخلال مقابلاتي مع المسؤولين الامريكان وفي الكونغرس كلهم يناشدوننا ويقولون لنا ان نسرع في بناء القوات المسلحة كي يسرعوا في سحب قواتهم، هنالك نقطة مهمة لا يفهمها العديد من السياسيين العراقيين والعرب وهي طبيعة العصر، العصر الحالي هو عصر العولمة، عصر العولمة لا يتطلب وجود قوات كما كان في عصر الاستعمار القديم، الآن الدول الرأسمالية الكبرى تستفيد عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات عن طريق التكنولوجيا، عن طريق ثورة الاعلام، عن طريق ثورة الاتصالات، عن طريق التقدم في الوضع الاقتصادي والسوق العالمية بأيديهم، هم الذين يضعون اسعار حتى الملابس التي نلبسها، كمثل النفط، لم تعد الدول الاخرى معنية بالسيطرة على منابع النفط وبالسيطرة على انتاج النفط، اعطوا الاستفادة الينا، نضطر ان نبيع النفط اليهم فهم يشترون منا بسعر ويحولونه في صناعاتهم البتروكيمياوية والتحويلية الى ما يفيد عشرة اضعاف السعر الذي يستفيدون منه، هذا العصر ليس عصر بقاء القوات، الآن تتذكرون الرأي العام الامريكي يطالب بسحب القوات الامريكية من البلاد وانا التقيت جميع الاخوان والاصدقاء في الكونغرس، انا لي علاقات قوية مع العديد من رجالات الكونغرس ورحبوا بنا ترحيبا حارا، حتى المعارضون، حتى الديمقراطيون، يجاملوننا في هذا الموضوع، ولكن الكل يؤكد على ضرورة الاسراع في بناء القوات العراقية المسلحة القادرة على ان تحل محل القوات الامريكية، فليست هناك نية وانا اعتقد ان دول الجوار تدرك ذلك، وامريكا عندها من القواعد ما يكفي، عندها قاعدة انجرليك في تركيا، عندها اكبر قاعدة في قطر، عندها قاعدة في الكويت وفي الامارات وعندها حقوق استعمال قواعد في مصر وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة، انا قصدي انه لم يعد تواجد القوات كما في السابق، في العصر القديم، عنوانا للاحتلال، هناك قواعد امريكية في بريطانيا، في المانيا، في ايطاليا التي عارضت الحرب وسحبت قواتها، قواعد امريكية في اسبانيا، قواعد امريكية في اليابان، قواعد امريكية في تركيا، فهذه القواعد لم تعد مثل السابق عنوانا للاحتلال، لم تعد عنوانا للتدخل، انها قواعد يتفق عليها الطرفان من اجل مصالح مشتركة ولا يعدو كون هذه القواعد عنوانا للاحتلال ابدا، فهذه امثلة للبلدان العديدة في العالم.

*سيادة الرئيس، الجانب الاخير هو في زيارتكم هنا التقيتم المسؤولين الامريكيين، الرئيس بوش وديك تشيني وغيرهم من المسؤولين، ما هي اهم القضايا التي حققتموها والامور التي طلبتموها من الادارة الامريكية ؟

-اعتقد اننا اعطيناهم صورة واضحة عن العراق وعن التطورات وعن النجاحات في تحقيق المصالحة الوطنية وكذلك الخطة التي وضعناها وسميناها خارطة الطريق في المجلس السياسي للامن الوطني، ثم مطالبتهم بوعودهم التي قطعوها للاخ الاستاذ نوري المالكي فيما يتعلق بتزويد الجيش العراقي بالدعم اللوجستي بالاسلحة اللازمة لتطوير هذه القوات ورفع كفاءتها القتالية ثم مطالبة الاصدقاء الامريكان بالضغط على الدول المانحة والدول التي لديها دين على العراق لمطالبتها بالغاء الديون والغاء التعويضات ليتخلص العراق من هذه الاعباء الثقيلة وكذلك طالبناهم بمواصلة دعم الاقتصاد العراقي والتنمية ومختلف المجالات، مثلا نحن وزراؤنا هنا الدكتور السوداني والاخ جاسم اجريا مباحثات جيدة مع نظرائهما في واشنطن واخذوا الوعود بمساعدة العراق، طالبتهم بتنفيذ هذه المساعدات، ووجدت لديهم تجاوبا شديدا في الحقيقة، تبادلنا الرأي حول مسألة الارهاب وكيفية مقاومة الارهاب وكيفية تعزيز العلاقات العراقية وبجانب ذلك اود ان اقول لك انني توليت الدفاع وكمحام ناجح افتخر به واجعل الوزراء شهودا على ذلك، توليت الدفاع عن مكونات الشعب العراقي ضد الاتهامات الموجهة لهم، توليت دفاعا شديدا عن اخوتنا العرب الشيعة الذين اتهموا بانهم اتباع ايران وبينت للجميع سواء مع الرئيس او نائب الرئيس او وزير الدفاع او مع الكونغرس ان شيعة العراق هم العرب الاصلاء وهم اصل المذهب الشيعي والنجف الاشرف هو المركز الرئيسي وان سماحة السيد آية الله العظمى علي السيستاني هو نعمة من الله للعراق ويلعب دورا كبيرا في تهدئة الخواطر وفي تحقيق الوحدة الوطنية وما يقال عن تبعية الشيعة العمياء لايران باطل وغير صحيح، دافعت عن السنة ايضا وقلت : اخوتنا العرب السنة الذين يتهمون انهم يحتضنون الارهاب وانهم شنيعون، قلت : لا بالعكس، الاكثرية الساحقة من اخوتنا العرب السنة يعادون الارهاب ويريدون العراق المستقر والديمقراطي الموحد، دافعت حتى عن الاخ السيد مقتدى الصدر، وقلت انه ليس كما ترونه من بعيد، فهو رجل ايضا يشارك في المسيرة ويعتقد بعدم فائدة التصدي او الاصطدام وهو يريد ايضا تطبيق القوانين وكذلك دافعت عن الكرد حول موضوع العلم لانهم يريدون رفع علم عراقي مقبول من الجميع، صدقني انا اعتقد والاخوة الوزراء كانوا موجودين معي ويشهدون بانني كنت محاميا للدفاع عن جميع مكونات الشعب العراقي في هذه الاجتماعات.

*سيادة الرئيس، في لقائكم مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون وايضا مع اعضاء الكونغرس طلبت منهم ان يخرجوا العراق من الصراعات الحزبية الداخلية وانت تعلم ان العراق من اهم المواضيع التي تؤثر على نتائج الانتخابات، هل تعتقد انهم سيستجيبون لذلك ؟

-انا قلت بالنص : ارجوكم لا تضعوا العراق على نار الخلافات بين الحزبين الكبيرين في امريكا، وانه ارجو ان تدركوا الحقيقة وجدت تجاوبا جيدا جدا من الرئيس بيل كلنتون، كان يتفهم الوضع العراقي وهو طبعا له ملاحظات على نظام الحكم، وانا عندما التقيت به مع الرئيس جورج بوش، الرئيس جورج بوش صحبني من الكونغرس معه الى الفندق حيث كنا ننزل في نفس الفندق وبالطريق التقينا السيد بيل كلنتون والرئيس بوش قدمني له، وهو طبعا كان يعرفني، رحب بي وانا شكرته، قلت : سيادة الرئيس كلنتون نحن نشكرك، في عهدك قدمت خدمات كثيرة للمعارضة العراقية بما فيها توقيعكم على قانون تحرير العراق ولكن الرئيس بوش قام بتنفيذ هذا القانون الذي وقعتموه انتم، وحقيقة رأينا لديه تجاوبا، وكذلك لدى السيناتورة هيلاري كلنتون ايضا كانت متجاوبة ومتفهمة للاوضاع، صحيح، لهم ملاحظات حول استعمال القوات الامريكية، اعادة تمركزها، وكانت لديهم ملاحظات جيدة في هذه المناسبة ولكن لم اجد منهم اي رأي حول ترك العراق وشأنه، بل وجدت ان الرئيس بيل كلنتون كان متفهما جدا لخطورة نتائج ترك العراق دون تحقيق النجاح النهائي، وكذلك اعضاء الكونغرس، كما تعلمون التقينا رؤساء مجلس الشيوخ ورؤساء مجلس النواب وبينهم العديد من الاصدقاء القدامى الذين استقبلونا بالاحضان والقبل فأيدوا مواقفنا وعبروا عن تأييدهم لنا وكنا دائما موضع ترحيب وتأييد ووجدنا الحزبين قريبين منا.

*سيادة الرئيس، خلال وجودكم هنا كانت هناك تقارير في الصحف الامريكية حول انهم يستشعرون ان رئيس الوزراء نوري المالكي ضعيف وغير قادر على القيام بمهامه ؟

-انا كما تعلمون دافعت دفاعا شديدا عن الاخ الاعز الاستاذ نوري المالكي الذي هو موضع تأييدنا المطلق وبينت للاصدقاء الامريكان والمسؤولين والصحفيين والآخرين ان هذا الاتهام غير صحيح الاستاذ نوري المالكي رجل قوي مقتدر لكنه رجل مؤدب، رجل نبيل، رجل حضاري، لا يستعمل الاساليب المتشددة ولكنه عندما يجد الجد ويتطلب الموقف هو مستعد لاتخاذ اشد القرارات صعوبة وهو ايضا يحظى بتأييدنا وبينت انه رجل يتفاهم مع القادة العراقيين الآخرين ويؤمن بالقيادة الجماعية ويحرص على استشارة الجميع في هذه المهام وهو يحظى بتأييد الجميع وجدت تأييدا كاملا لموقفه من الرئيس جورج بوش ونائب الرئيس ديك تشيني ومن السيد رامسفيلد، والآنسة رايس، كل الذين التقيتهم اكدوا لي : ارجو ان تبلغوا تحياتي الى الاخ المالكي وان تبلغوه تأييدنا المطلق له، وان لا يستمع الى اقوال الصحافة، وانا طبعا علقت على (نيويورك تايمز) قلت : قبل اشهر نيويورك تايمز كانت تروج لفكرة رئيس الوزراء الضعيف، كانت تقول رئيس وزراء ضعيف احسن للعراق، الآن بدأت بالعكس تقول ان رئيس الوزراء ضعيف، رئيس الوزراء غير ضعيف، رئيس الوزراء قادر ومقتدر وانا اعتقد انه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، رئيس حكومة الانقاذ الوطني، ولا سمح الله، اكرر لا سمح الله اذا فشلت هذه الحكومة فالعراق ينتظره ما لا يرضي احدا من الوطنيين العراقيين.

*سيادة الرئيس في لقائكم مع اعضاء الكونغرس ومع الرئيس الامريكي وكل المسؤولين الامريكيين، ما هي الرسالة التي ارادها هؤلاء المسؤولون ايصالها الى العراق حكومة وشعبا من خلالكم ؟

-كانوا يريدون ان تسرع الحكومة العراقية في تحقيق المصالحة الوطنية، كانوا يؤكدون على اهمية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وكانوا يؤكدون على ضرورة تقديم منجزات ملموسة للشعب العراقي قبل نهاية هذا العام وعلى تحقيق الامن والاستقرار وانجاح خطة امن بغداد باعتبار ان بغداد هي العاصمة، ونحن شرحنا لهم ان في العراق اماكن عديدة (10) او (12) محافظة في العراق هادئة وبعيدة عن التسلط الارهابي، ولكن بغداد كونها العاصمة وكونها مقر الاعلام العالمي وخاصة مع الاسف الاعلام يركز فقط على النواحي السلبية، لذلك هم ايضا يؤكدون على ضرورة تأمين الامن في بغداد وايضا اكدوا لي انهم لن يتركوا العراق وسيساعدون العراق اقتصاديا وسياسيا وعسكريا حتى يحقق الامن والاستقرار الكامل.

*سيادة الرئيس، نحن في نهاية هذا اللقاء، نشكرك الشكر الجزيل.

-انا ممنون جدا على اتاحة هذه لتوضيح بعض الحقائق للرأي العام العراقي واشكرك جزيل الشكر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك