ميسان / جريدة الهداية
تدفق مئات الآلاف من أهالي محافظة ميسان على الطريق الخارجي الذي يربطها مع محافظات الفرات الاوسط ، متوجهين سيرا على الاقدام الى مدينة كربلاء المقدسة لاداء مناسك زيارة الأربعين تاركين خلف ظهرانيهم محافظتهم التي بدت شبه مهجورة , غير أبهين ببرد اوعناء او مخاطر .
من يرى أعداد الزائرين الذي تجشموا المسيرعلى الاقدام من محافظة ميسان باتجاه محافظة الديوانية المحطة الأولى لمشوار السير، يقف مذهولا امام هذا المشهد الذي رسمه الزائرون . الشيوخ والشباب والنساء والأطفال ، كلها تحث الخطى حاملة الرايات الحسينية ، وتمشي ارجلهم على وقع حبهم لإمامهم الثائر(ع) حتى المعاقين لم يمنعهم عوقهم من المسير صوب كربلاء اذ تعكزوا بعشقهم وولائهم لسيد الشهداء (ع),
في حين انتشرت على جانبي الطريق سرادق وحسينيات تحمل أسماء أئمة الهدى من ال البيت(عليهم السلام) وتقدم الخدمات للزائرين فضلا عن عشرات العجلات المحملة بالمواد الغذائية والاشربه تجوب الطريق ذهابا وإيابا لتوزع بسخاء تلك المواد، اجواء من الخشوع التي تؤجج همة في نفوس السائرين تدعو الرائي ان يقف مذهولا امام الولاء المطلق لابي الاحرار(عليه السلام) وما سطره من مأثر وتضحيات وما جسده من معان وعبر في نصرة الاسلام والذب بكل غال عن حياضه ، مشاعر عبر عنها المشاركون في هذا المحفل الحسيني تستوقف الانسان ليتأملها بامعان .
حمدان مجيد (49 عام ) قال لنا : علينا ان نضحي بالغالي والنفيس من اجل نصرة الحسين (ع) ومذهب اهل البيت (عليهما السلام ) مؤكدا ان هذا العام هو الخامس الذي يسير فيه مشيا على الأقدام في زيارة الاربعين...
نساء مسنّات تجاوزن العقد الخامس من اعمارهن ربطن اوساطهن بأحزام خضر ، شاركن في المسيرة الحسينية مؤاساة للزهراء وللعقيلة زينب (عليهما السلام ) . تقول الزائرة حمدية شبوط (50 عاما ) : نحن نذهب الى كربلاء لنواسي سيدتنا الزهراء وأم المصائب زينب بنت علي عليهما السلام
هيئات الخدمة للزائرين كانت حاضرة حيث نصبت سرادقها على طريق البتيرة الى ابعد نقطة من الحدود الادارية لمحافظة ميسان لتقديم خدماتها المختلفة .
خادم الحسين ومؤسس موكب موسى بن جعفر (ع) الحاج حسين علي (85 عام ) عبر عن سروره و شعوره وهو يخدم زوار الحسين عليه السلام بقوله : كلنا في خدمة الحسين وفي خدمة خدامه وزواره ، نحن نقدم كل الخدمات الصحية والخدمات الأخرى من مأكل ومشرب ومنام ...
منظمة بدر في ميسان وسائر مؤوسسات شهيد المحراب لم تغب عن هذا المشهد الحسيني وخدمة زوار ابي الاحرار عليه السلام حيث ضرب لها سرادق على جانب طريق السائرين الى كربلاء المقدسة يُقدم فيه الطعام والماء وخدمات اخرى.
https://telegram.me/buratha