إستقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني في بغداد، عصر اليوم السبت 23/1/2010، نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والوفد المرافق له المؤلف من السفير الأمريكي لدى العراق كريستوفر هيل و قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو وعدد آخر من المسؤولين، فرحب بهم فخامته ترحيباً حاراً.
وخلال إجتماع عقد بين الرئيس طالباني ونائب الرئيس الأمريكي، حضره وزير الموارد المائية الدكتور لطيف رشيد ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني وعدد آخر من المسؤولين، تم تبادل الآراء بشأن مجمل تطورات الأوضاع في العراق لا سيما الإستعدادات الجارية للإنتخابات التشريعية المقبلة، فضلاً عن ضرورة توطيد أطر التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والتنموية والإستثمارية.
وأشار رئيس الجمهورية إلى الإنجازات السياسية المتحققة على الساحة العراقية، مؤكداً أهمية إعتماد مبدأ التوافق لإدارة البلد صوناً لحقوق جميع مكوناته وتجسيداً للوحدة الوطنية المنشودة.
وأشاد الرئيس طالباني بدور الولايات المتحدة الأمريكية في تحرير العراق ومساعدة شعبه من خلال المساهمة في تثبيت الإستقرار ودعم التجربة الديمقراطية المتنامية، مشيراً إلى ضرورة توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وبما يخدم تطلعات الشعبين بمستقبل زاهر.
من جانبه، أكد نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن أهمية الدور الكبير والمؤثر الذي يلعبه الرئيس طالباني في التوفيق بين الآراء وصولاً إلى مشتركات وطنية بين الفرقاء السياسيين، مبدياً ثقته العالية بالقيادة الحكيمة لفخامته، مضيفاً: "أنا مطمئن بأن العراق تحت قيادتكم قد أنجز الكثير من النجاحات في جميع المستويات".
وعقب الإجتماع أدلى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بتصريح صحفي مشترك، هذا نصه:
رئيس الجمهورية جلال طالباني:
هذه مناسبة سعيدة جداً نستقبل فيها صديق الشعب العراقي العتيد جوزيف بايدن، عندما كان في مجلس الشيوخ وفي المناسبات العديدة وقف مع الشعب العراقي فنرحب به ترحيباً حاراً من صميم القلب.
نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن:
شكراً سيدي الرئيس يسعدني أن أكون هنا في بغداد في زيارتي الرابعة منذ أن بدأت بهذا المنصب والثالثة منذ أن أصبحت نائب الرئيس ويسعدني أن أكون مع فخامتكم وقد إلتقيت صباح اليوم ممثل الامم المتحدة إد ملكيرت وأجريت لقاءات مع رئيس الوزراء المالكي ورئيس مجلس النواب أياد السامرائي وتناولت طعام الغداء مع شريحة من المسؤولين العراقيين المنتخبين.
إذن الهدف الأساسي والنقطة الأساسية لزيارتي هي أن أقول أن العراق يبقى أولوية جوهرية لدى الرئيس أوباما وإن إدارتنا ملتزمة بعراق ناجح مستقر يمثل جميع الطيف العراقي وعراق منصف.. ونحن ملتزمون ببناء شراكة متينة بين العراق والولايات المتحدة.
سيدي الرئيس لهذا السبب أنا هنا اليوم في العراق ولهذا السبب فإن واحدة من القضايا التي بحثناها هي تسريع الجهود في تنفيذ إتفاقية الإطار الإستراتيجي ويشمل ذلك توطيد الأواصر في مجال التجارة والإستثمار والتربية والتعليم والثقافة وكما أوضح الرئيس أوباما فنحن سننهي المهمة الزمنية مع مضي الصيف وسنقلل عدد قواتنا بما يتماشى مع الإتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية.
ولكن حتى وإن خفضنا من عديد قواتنا فنحن سنكثف من إنخراطنا السياسي والدبلوماسي والإقتصادي مع العراق.. وكما يقال عادة إن الإختبار الحقيقي للديمقراطية هي ليست الإنتخابات الأولى وإنما الإنتخابات الثانية.
وفي الشهر الماضي قد أقر القادة السياسيون العراقيون قانون الإنتخابات تاريخياً، ولأول مرة أيد نظام القائمة المفتوحة للإنتخابات الوطنية.. القادة العراقيون اليوم يعملون سوياً على التأكد من إن الإنتخابات التي ستجري في السابع من مارس/آذار القادم ستكون مشتملة للجميع، شفافة ومنصفة.
وفي مباحثاتي مع القادة العراقيين اليوم فإنه من الأمور التي تناولناها أيضاً هي قضية اثارت الجدل مؤخراً وهو المنع المتخذ لبعض المرشحين من الترشح للإنتخابات الوطنية، أريد أن أوضح هذه النقطة الهامة أنا لم آتي إلى العراق اليوم لتسوية هذه المسألة هذا الشأن شأن عراقي وعلى العراقيين تسويته بأنفسهم هذا ليس شأني.
أما اليوم وبعد المباحثات أنا واثق من أن القادة العراقيون وضعوا يدهم على هذه المشكلة وهم يعملون على إيجاد تسوية عادلة لها.
القضية هي ليست بهدف إخضاع أفراد إلى المساءلة بسبب تصرفاتهم السابقة وإنما القضية هي مسار المنع بحد عينه، القادة العراقيون يفهمون اليوم إنه إذا الشعب العراقي والأسرة الدولية رأوا أن المسار مساراً منصفاً وشفافاً فذلك من شأنه تعزيز مصداقية هذه الإنتخابات.
دعوني أكون واضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تدين جرائم النظام السابق ونحن نؤيد تأييداً كاملاً الحظر الدستوري العراقي حول منع عودة الحزب البعثي الصدامي إلى السلطة.
ونزولاً عند طلب الحكومة العراقية سنساعد العراقيين القاطنين في الولايات المتحدة على المشاركة في الإنتخابات من خلال توفير إمكانيات التصويت لهم في الولايات المتحدة، نحن مستعدون لدعم طلب أن يكون هناك مراقبون أمريكيون في الإنتخابات وهذا الدعم هو نموذج مصغر على إلتزامنا بدعمنا وإهتمامنا بالديمقراطية في العراق.
دعوني أستغل هذه الفرصة لأعرب عن أسفي الشخصي للعنف الذي حدث في ساحة النسور والذي إنخرط به موظفو شركة بلاك ووتر عام 2007، الولايات المتحدة الأمريكية مصممة لإخضاع أي شخص إرتكب جريمة بحق الشعب العراقي للمساءلة.
في حين نحن نحترم إحتراماً كاملاً إستقلالية النظام القضائي الأمريكي أصبنا بخيبة أمل من جراء القرار القاضي بصرف الإتهام الذي كان يرتكز على الطريقة التي تم فيها حيازة بعض الأدلة، إن صرف الإتهام ليس تبرئة واليوم أنا أعلن أن الولايات المتحدة ستستأنف وتقدم طلب إستئناف ضد هذا القرار، وإن وزارة العدل الأمريكية ستقدم طلب الإستئناف الأسبوع المقبل.
سيدي الرئيس أمس وحين حلقنا في سماء بغداد شاهدت مدينة حية زاهية زاخرة بالإمكانيات، مدينة تغيرت تغيراً جذرياً منذ أن زرتها في المرة الأولى عام 2003، أنواراً باهرة حلت محل الظلام، حركة سير مزدحمة في شوارع كانت آنذاك خالية، أنا على يقين أن العراق على موعد مع أيام مشرقة وإننا سننمي الشراكة بين بلدينا.
أشكركم سيادة الرئيس على هذه الحفاوة."
https://telegram.me/buratha