اثار نبأ اعتقال السلطات البريطانية مدير الشركة المصنعة لاجهزة كشف المتفجرات ردود افعال كبيرة في الوسط الرسمي والشعبي في العراق خاصة ان موضوع عدم كفائة هذه الاجهزة قد تم تداوله منذ الايام الاولى لاستيرادها دون ان يجري بحثه بشكل جدي من قبل المسؤولين العراقيين .
ويعود استيراد هذه الاجهزة من شركة ATSC البريطانية الى العام 2007 وكلف استيراد الاف القطع منها مليارات الدنانير العراقية للمساعدة في كشف المتفجرات والسيارات التي تستخدمها الجماعات الارهابية في قتل العراقيين في الاسواق والمدن وكذلك لكشف العبوات المزروعة على الطرق والتي غالبا ماتستهدف الاجهزة الامنية العراقية .
وعلى الرغم من انتشار استخدام الاجهزة في السيطرات الا انها فشلت في الحد استهداف المدنيين واستمرت التفجيرات في كافة المحافظات تحصد ارواح الاف المواطنين الابرياء دون ان تتمكن هذه الاجهزة من كشفها .
ولقد افرزت التفجيرات الكبيرة الي حصلت في بغداد اواخر العام الماضي فشل هذه الاجهزة لانها حصلت في اكثر مناطق العاصمة تحصينا وانتشار للسيطرات التي تستخدمها .
وكانت صحيفة كريستيان ساينس مونيتورالأميركية الصادرة يوم 19/11/2008 قد كشفت في تقرير لها فشل هذه الاجهزة من خلال معلومات حصلت عليها من مسؤولين في قوات الاحتلال الامريكي في العراق واصفين الجهاز المستخدم بانه لا يصلح حتى كلعبة للاطفال .
قول الصحيفة رفضه في حينه جابر الجابري محملا الاجهزة الامنية مسؤولية فشل عمل الاجهزة لعناصر الجيش الذين لايجيدون التعامل معها لكونهم لايعقمون ايديهم ولايرتدون الكفوف الضرورية ليتم عمل الجهاز بكفائة .
تصريح الجابري يضع علامة استفهام كبيرة بشان وجود صفقة كبيرة تقف وراء استيراد هذه الاجهزة الفاشلة بحسب الكثير من التقارير ومنها تقرير صحيفة كريستيان وغيرها من وسائل الاعلام ، ومنها وكالة انباء الاعلام العراقي / واع التي نشرت تحقيقا في العام الماضي والذي اظهر شهادات لعسكريين ومواطنين تبين ان اجهزة السونار تكشف العطور ومواد التجميل والادوية والبلاتين في اجسامهم لاكنها لاتكشف المتفجرات .
وكان مسؤولون امنيون قد اكدو في مناسبات سابقة ان ازدياد عمليات الكشف عن المتفجرات من قبل القوات الامنية يعود الفضل فيه الى الخطة الامنية التي بدأ تطبيقها منذ عام 2007 وليس لاجهزة السونار .
مواطنون عراقيون عبروا عن خيبة املهم بسماع مثل هذه الانباء كونها جاءت متاخرة بعد ان ذهاب الاف الضحايا من المواطنين الابرياء خاصة تفجيرات الربع الاخير من العام الماضي وبعد ضياع مليارات الدنانير على استيراد اجهزة فاشلة كان الاولى ان توجه لاعمار البلاد وكسوة الفقراء الباحثين عن فرص للعمل .
ويقول المواطن تحسين كامل: ما يحز في النفس هذا التأخير المتعمد شتاء وصيفا لنا نحن معشر الموظفين امام نقاط التفتيش لنكون امام سخرية العجائز اللواتي يحملن حبوب البراميستول التي يشير اليها جهاز كشف الكذب فيما لا يؤشر على شاحنة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات او محملة بمادة الفسفور شديدة التفجير، وان عبرت عن سخطك او علقت بما لا يوافق اراء العناصر الامنية فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة ولا تستطيع ان تنجو من هؤلاء الا اذا ابرزت لهم باجا باللغة الانكليزية يكونون غير قادرين على معرفة من اية جهة صادر فلا يكون امامهم الا الاعتذار وانهم يقفون في الشمس او البرد من اجل ان يحافظوا على سلامة المواطن.
وقال المواطن ضياء محمد اليساري : ان مثل هذا الامر يصيبنا بخيبة امل كبيرة لانه يضعف من ثقتنا بالقائمين على حماية ارواحنا من الارهاب كونه يظهر اننا نحمى من اشخاص غير مؤتمنين خاصة ان تحذيرات سابقة قد وصلتهم بفشل هذه الاجهزة ولكنهم لم يسمعوا لها مما يدعو للشك ان هناك نية مسبقة لقتلنا للاسف ".
وطالب ضياء بفتح تحقيق فوري مع كافة المسؤولين عن استيراد هذه الاجهزة وتقديمهم للتحقيق الجنائي لاظهار الجهة المقصرة ومعاقبتها ، كما طالب برفع دعوى على الشركة المصنعة لاسترداد الاموال التي نهبتها اولا وكذلك لمحاكمتها بتهمة التسبب بعمليات القتل للعراقيين .
https://telegram.me/buratha